كتب - نعيم يوسف

أصدر فضيلة الإمام، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بيانًا بعد حادث نيوزلندا، والذي أسفر مقتل وإصابة العشرات، نعى فيه الضحايا، مؤكدًا أنها "مذبحةٍ مروعة يجبُ أن تهتز لها مشاعر وقلوب كل ذوي الضمائر الحيَّة في أنحاء العالم؛ لما فيها من انتهاكٍ لحُرمة الدماء المعصومة، وسفكٍ لأرواحٍ بريئة طاهرة كانت تتضرَّعُ لربها في خشوعٍ واطمئنان".
 
وأعرب شيخ الأزهر في بيانه عن "بالغ الألم وعميق الحزن"، مشيرا إلى أن "تلك المذبحة "الارهابية الشنيعة"، التي حرص مُنفذوها على تصويرها وبثِّها على الهواء للعالم كله، لا تختلف كثيرًا عن مشاهد قطع الرقاب المُروِّعة التي ارتكبتها عصاباتُ داعش الإجراميَّة، فهما فرعان لشجرةٍ واحدة، رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف، ونزَعت من قلوب أصحابها مشاعرَ الرحمة والتسامح والإنسانيَّة، بل ما كان لهما أن يتوحَّشا بهذا الشكل المُرعِب لولا حساباتٌ سياسيَّةٌ وعنصريَّةٌ ضيِّقة، غضَّت الطرف عن جرائمهما، وسمحت لهما بالانتشار والتوحُّش". 
 
وتابع: "ولعل الذين دأبوا على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقَّفون عن ترديد هذه الأكذوبة بعد أن ثبت لكلِّ مُنصف مُتجرِّد من الغرَض والهوى أنَّ حادثة اليوم، بكل ما خلَّفته من آلامٍ شديدة القسوة، لم يكن من ورائها عقلٌ منتمٍ للإسلام ولا للمسلمين، وإنَّما وراءها عقل بربري وهمجي متوحش، لا نعرف ما هي دوافعه وعقيدته المنحرفة التي أوحت له بهذه الجريمة النكراء، غير أنَّنا - نحن المسلمين - رغم فاجعتنا التي فتَّتت أكبادَنا لا نستطيع أن نقول كلمةً واحدةً تَدِين المسيحيَّة والمسيح -عليه السلام- والتي قد يدَّعي الإيمانَ بها هذا القاتلُ الأثيم؛ لإيماننا بالفرق الهائل بين الأديان وسماحتها، وبين المتلاعبين بها من تجَّار السياسة وتجَّار السلاح، ولسنا نفهم الفرق بين إرهابٍ يرتكبُه مُنتمٍ للإسلام فيُضاف على الفور إلى الإسلام والمسلمين، وبين إرهابٍ يرتكبه مُنتمٍ إلى أي دين آخر فيُوصف فورًا بأنه متطرف يميني، كما أننا لا نفهم كيف لا يوصف هذا الهجوم بأنه إرهاب ويقال: إنه جريمة"، مشددًا على أن مذبحة نيوزيلندا وجرائم داعش فرعان لشجرة واحدة رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف.
 
 ووقع اليوم هجوم على مسجدين في نيوزلندا، حيث قام مسلحون بإطلاق النار على المصلين بمنطقة كرايس تشيرتش ما أسفر عن مقتل 40 شخصا إلى جانب 20 جريحا، حيث سقط 30 قتيلا في أحد المساجد و10 قتلى في المسجد الآخر، ثم أعلنت الشرطة النيوزلندية ارتفاع حصيلة القتلى إلى 49، وقالت الشرطة إنها اعتقلت أربعة أشخاص مشتبه بهم، وهم ثلاثة رجال وامرأة.