الإسكندرية ... إيهاب رشدي 
قال الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة والعميد الأسبق  للكلية، أن جوهر الفكر الإصلاحي للإمام محمد عبده، كان الاستسلام لحكم القانون، مؤكدًا أن الدرس المستفاد من أفكار الإمام هو أن الطريق لبناء الدولة هو الإصلاح وليس الثورة.
 
ولفت أستاذ الاجتماع خلال كلمته بندوة " تجديد الفكر المصري في العصر الحديث : الإمام محمد عبده نموذجًا " والتي أقيمت أمس بمكتبة الإسكندرية ،  إلى أن الإمام محمد عبده رأى أن رابطة الجامعة الإسلامية روحية تربط كيان المسلمين، أما رابطة الدولة فتقوم على أساس المواطنة. وأكد أنه كان رافضًا لفكرة الوصاية الدينية، وأن الحاكم ليس له سلطة دينية يحكم بها على عقائد الناس.
 
وشدد زايد على أهمية النظر إلى تاريخ المجددين في النقاش الحالي حول تجديد الخطاب الديني، وطرح أفكارهم للنقاش واستخلاص الدروس المستفادة منها. 
وعن دور الإمام محمد عبده في تجديد الفكر المصري .
 
 قال الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة  ، إن الإمام محمد عبده هو إمام المجددين بلا منازع ، وتحدث الفقى عن فكره الإصلاحي، ودوره الملهم للثورة العرابية، والأجيال التي تتلمذت على يده، وكتاباته التي امتدت آثارها لعدة بلدان، إلى جانب تواصله مع مفكري الغرب ومنهم الأديب تولستوي. 
من جانبه، تناول الدكتور محمد كمال الدين إمام أستاذ الشريعة والقانون المقارن بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، فكر الإمام محمد عبده من زاوية منهجيته، موضحًا أن منهج الإمام كان قائمًا على ثلاثة عناصر؛ هم: صناعة الأفكار، وصناعة الكوادر التي تحمل الأفكار، وصناعة المؤسسات التي من خلالها تبقى هذه الأفكار.
 
وأشار إلى أن الإمام أحدث نقلة في الفكر التشريعي لكي تنضبط الحياة الفكرية وكيف تتعامل مع الشريعة والواقع والمجتمع، وقد بدا ذلك واضحًا في تقريره لإصلاح المحاكم الشرعية. وأضاف أنه عمل على بناء مؤسسات إصلاحية داخل البلاد، منها مدرسة القضاء الشرعي، التي نفذت على أيدي تلاميذه، وقامت على إنجاز ما يحتاجه العصر دون الانفصال عن مصادر التراث.
 
وأكد أن الإمام محمد عبده كان واحدًا من الذين غيروا في صيغة الأفكار نفسها، وأنه كان يؤمن أن التجديد يجب أن يتم داخل المؤسسة الأم وهي الدولة، وأن مقاصد الشريعة ليست لصالح الأديان ولكن الإنسان. 
 
وفي كلمتها، تحدثت الدكتورة مرفت أسعد؛ أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، عن الشخصيات التي أثرت في حياة وفكر الإمام، وأبرزهم معلمه وملهمه جمال الدين الأفغاني، وأنصار الثورة العرابية الذي انضم إليهم بهدف توحيد صفوف المصريين في وجه الاحتلال الأجنبي، وأخيرًا الخديوي عباس حلمي الثاني الذي شن حربًا ضروسًا ضد الإمام ظنًا منه أنه كان عائقًا أمام طموحاته. 
 
وقد قام مدير مكتبة الإسكندرية خلال الندوة بإهداء أدهم إبراهيم ماضي الحفيد الرابع للإمام محمد عبده درع مكتبة الإسكندرية، تكريمًا لاسم الإمام الراحل.