يملك البالغون طرق تعامل مختلفة مع الأطفال الصغار، حيث يميل بعض المعلمين إلى توجيه النقد والعقاب للطفل لفرض السيطرة، فيما يلجأ آخرون إلى المدح والثناء، فما الأفضل عند المذاكرة للأطفال الصغار؟

في وقت تفضل فيه النسبة الأغلب من المعلمين في المدارس، وربما من الآباء في المنازل، اللجوء إلى أساليب الهيمنة والحزم، التي تتطلب فرض العقوبات الصارمة كلما سنحت الفرصة لذلك، نجد أن العلم يميل إلى كفة المديح والثناء عند المذاكرة للأطفال الصغار، من أجل تطور أفضل على المستوى العلمي والنفسي.

يؤكد باحثون من جامعة بريغام يونغ في الولايات المتحدة الأمريكية، أن فرض سيطرة المعلم على الفصول الدراسية يحتاج إلى الثناء على الطلاب وليس توجيه النقد إليهم، ما تم التوصل إليه عبر دراسة استمرت لنحو 3 سنوات، وتمت خلالها ملاحظة ما يزيد عن 2500 طفل من مختلف المراحل العمرية، أثناء تلقي العلم في المدارس.

توصل الخبراء إلى أن أسلوب المدح والثناء عند المذاكرة للأطفال، أثناء حضور الصفوف الدراسية، ساهم في زيادة التركيز لديهم بما يحقق لهم التطور على المستوى التعليمي، حيث بدت قدرات التركيز لديهم أفضل بنسبة تراوحت بين 20% و30% تقريبا، بالمقارنة بأطفال آخرين خضعوا لأساليب التعامل التقليدية.

نظام تعليمي أحدث

يرى خبراء علم النفس أن أنظمة التعليم الأحدث والأكثر تماشيا مع طبيعة الأطفال الآن، تستوجب توجيه كلمات المدح بدلا من الذم، خاصة عند تلقي المعلومات الجديدة، ما بدا واضحا عبر الدراسة الأمريكية الأخيرة، التي أبرزت عدم استفادة الطلاب بالقدر المطلوب، عند الخضوع للتوبيخ أو العقوبات خلال الفصول الدراسية.

يقول أحد الباحثين من جامعة بريغام يونغ: “تخلق كلمات النقد الزائدة عن الحد، وطرق العقاب المختلفة، أجواء من السلبية بداخل الفصول الدراسية، بعكس ما يحدث عند الثناء على الصفات الإيجابية والقدرات الخاصة بالأطفال الصغار، علما بأن مدح الطفل يكشف له عن كيفية القيام بعمله، ويشير له إلى الطريق الصواب فيما بعد”.

في النهاية، يبدو أن مدح الطفل الصغير، والذي يفيده على المستوى الدراسي، من الممكن تطبيقه في المنزل بواسطة الأب والأم، من أجل سهولة المذاكرة للأطفال ولضمان الانصياع للواجبات المطلوبة منهم في هذا العمر الصغير.