مريم أنيس 

قرأت منذ فترة كتاب "نظرية الفستق " لفهد عامر الأحمدي ولفت نظري مقال عنوانه " الأذكياء لا يفعلون التالي " ...بينما أنا أتمعن في فقراته وأحلل ما يقوله الكاتب همس بأذني " نمبر وان " ليقول : هذا المقال ينطبق علي بالنقيض !
 
ولا أعلم سبب ربطي للمقال مع " نمبر وان " وأن كانت الظروف الحالية تستدعي ذلك ؛ فالآن يعاني ذلك الفنان من حملات مقاطعة بسبب الأزمة المثارة مع الطيار حتى أصبح الموضوع يشغل كل وسائل الأعلام ويشتعل أكثر فأكثر بكثرة التصريحات واالتعليقات حول الأزمة !
 
ويشمل المقال عدة نقاط أيقنت أن" نمبر وان "يفعلها بدقة كما لو كان قرأ المقال وتعمد فعل عكسه ! فالكاتب وضع عنوان ملفت للمقال 
" الأذكياء لا يفعلون التالي " ...دعونا نتعرف على التالي من وجهة نظر الكاتب فهد :
 
-يقول الكاتب الأذكياء "يمكلون عددا كبيرا من الحلول لتجاوز أي أزمة ، الغبي لا يعرف سوى طريقة واحدة ويصر عليها ."...وأن كان الواقع يسرد ما يحدث دون داعي للتعليق ولكن يصر الفنان على موقفه من  إستفزاز الجماهير وعدم تدارك الموقف بطريقة تليق بالنجومية والشخصيات العامة ... استفزهم المرة الأولى حين أصر على عدم دفع تعويض للطيار وكرر الأمر حين أنزل صورته بغرفة العمليات وعلق أنه يجب ايقاف الطبيب الذي قام بتصويره وكأنه يسخر من قطع الأرزاق .وسخر أيضا من حملات الماقطعة له بوضع فيديوهات تثبت استمرار شعبيته !..وقد قوبل تصرفه بحملات استياء شديدة اللهجة لاصراره على تفاقم الأزمة وعدم وعيه لما يقوم به ! 
 
-يقول أيضا الكاتب : "الأذكياء يملكون الشجاعة لتغيير أرائهم وأفكارهم القديمة " ..وهنا يجب أن نتساءل لماذا لم يغير " نمبر وان " موقفه ويعتذر وينهي الأزمة بصورة لطيفة ولماذا يصر علي عناده ولا يغير الطريقة التي يعتمدها في حل النزاع ؟ 
 
-يكمل الكاتب : "الأذكياء يدركون أنهم أذكياء ولكنهم لا يتفاخرون بذلك ولا يستثيرون غيرة وعداء المحيطين بهم ".... أما عن هذا الأمر فحدث ولا حرج ! لأن الفنان لا يكترث إلا بالتباهي طوال الوقت بسياراته الفارهة وممتلكاته وشهرته حتى أطلق على نفسه جميع الألقاب ولم يترك فرصة للجمهور بأن يلقبه كما في المعتاد ! ويستطرد الكاتب : "الأذكياء يعرفون كيف يتحكمون بمشاعرهم ويدركون أن التصرف بغرور وعنجهية يخلق العقبات أمامهم ويقلل الفرص التي يقدمها الناس لهم ".
 
-" الأذكياء لا يتخذون قرارات عاطفية أو متسرعة ...يعرفون أن القرارات الحكيمة لا تصدر في لحظة غضب أو تحد أو انتقام أو ضغط نفسي ...حين يمرون بهذه اللحظات يؤجلون قراراتهم " ....وهذا ما يجهله الفنان بأنه لا يصمت في وهج ازدحام الهجوم و عليه و لا يجيد كسب التعاطف بل يصر على الاستفزاز والحديث والرد .
 
-" الأذكياء لا يتوقفون عن التعلم " ..وما أدراك بهذه النقطة ، فالفنان لا يجيد إلا تقديم كل الادوار المشابهة ولا يكلف نفسه بتعلم الجديد أو البحث عن المختلف ، فهو يعتمد على اسمه وجماهيريته التي بدأت في النقص تدريجيا بسبب الأزمة الأخيرة ! 
 
أخيرا نريد أن نقول لك جميعا " الأذكيا لا يفعلون السابق يا نمبر وان ".......
 
أيها " النمبر وان " يا ليتك تقرأ هذا الكتاب الذي سيفيدك كثيرا .......لعلك تخرج من تلك الأزمة سريعا ، تلك الأزمة التي أظهرت كل شئ على الملأ وعبرت عن طريقة تفكيرك في النجومية والنجاح غير الحقيقي، النجاح الذي يعنمد على المال وهوس المشاهدات و التباهي !  ....عفوا أنت تحتاج أن تقرأ عن النجاح الحقيقي والنجومية وكيفية إدارة الأزمات التي لا يستغنى عنها اي انسان يريد التقدم والاستمرار في النجاح ...أنت تحتاج أن تدرك أن لا شئ ثابت أو مضمون،تحتاج أن تعرف أن موهبتك وذكائك وتواضعك هم صمام الأمان لك  وليس علاقاتك أو مالك أو شهرتك كما تدعي ...  وكما صعدت بسرعة الصاروخ يمكن أن تندثر في غمضة عين !