حمدي رزق
خبر يبعث على السعادة، شبابنا فى الخارج يجتهدون بشرف، ويكدحون، ويحولون إلى مصر نحو 11.1 مليار دولار خلال الشهور الخمسة الأولى من السنة المالية 2019 / 2020 بزيادة محققة 1.2 مليار دولار، كانت التحويلات بلغت 9.9 مليار دولار خلال الفترة المناظرة من العام السابق.

البيانات الأولية للبنك المركزى المصرى تظهر الفارق، ارتفاع تحويلات المصـريين العاملين بالخارج خلال شهر نوفمبر 2019 بمقدار 128.9 مليون دولار بمعدل سنوى 6.8% لتسجل نحو 2.0 مليار دولار مقابل نحو 1.9 مليار دولار خلال شهر نوفمبر 2018.

هذا التقرير يستأهل توقفًا وتبينًا، توقفًا أمام جهد شبابنا الذى يكد ويعرق ويتعب ويتحمل أهوال الغربة وآلام الفراق، عينه وقلبه على بلده الذى يسكنه أهله ويسكن فؤاده، وتحية لهؤلاء القابضين على الجمر فى شتات الغربة، من لم يجرّب الغربة قعودًا فى وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء فى بلاد غير البلاد، الغربة وما أدراك ما الغربة!.

الحمد لله عادت التحويلات إلى سياقها الطبيعى، كم نحن فى أمسّ الحاجة إلى هذه التحويلات التى تعد مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية، وداعمًا رئيسيًا للاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، هل من مزيد؟!، ارتفاع أرقام التحويلات قبل أن تدل على الوفاء من جانب هؤلاء تؤشر على إحباط مؤامرة «الجماعة الإرهابية» لحجب التحويلات الدولارية من الخارج.

وتبينًا لحجم المؤامرة الإخوانية على التحويلات الدولارية من الخارج، كانت مؤامرة جد خطيرة، سماسرة الإرهابية ووسطاؤها فى الخارج، خاصة فى منطقة الخليج العربى قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تحويلات المصريين، كانوا يشترون الدولارات من المنبع بأسعار خرافية فوق أسعار البنك المركزى قبل التعويم.

لعبوا على وتر الربح السريع العابر للحدود، فقط لتجفيف موارد النقد الأجنبى من الخارج، وتجفيف السيولة فى الداخل، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق من لا يخشى الفقر.

وربك للمصريين جابر، انزاحت الغمة، وعادت التحويلات سيرتها الأولى دافقة فى عروق الاقتصاد المصرى، ويلزم الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن فى الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن لا يغيب عن ناظريهم لحظة.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، هؤلاء المكافحون المثابرون المخلصون يحدثون فارقًا، هؤلاء أولى بالرعاية والتواصل الحميم، ورسائل الرئيس إليهم فى كل المناسبات الوطنية تحمل تقديرًا وعرفانًا، وما جزاء الإخلاص فى نصرة الوطن إلا نصرتهم فى غربتهم، ربنا معاهم.
نقلا عن المصري اليوم