القس : فيلوباتير مجدي
الكثير منا وفي أثناء مواجهته مع مشاكل وتحديات الحياة  يجد نفسه متسائلا  : هل سيتدخل الله ويحل هذه المشاكل ؟؟ هل سيتركني وحدي أمام المرض ؟ الموت ؟ ونجد أنفسنا امام الكثير من المفاهيم الصحيحة والمغلوطة حول صفات و تعاملات الله معنا......
 
لذا سنتناول بشيء من التفصيل الكلام عن " قدرة الله " :
 
فقدرة الله  ببساطة تعني قدرته علي فعل أي شيء بسلطان مطلق طالما كانت هذه القدرة متوافقة مع  :
 
  ( مشيئته و ارادته و صلاحه وكماله ... فالله لا يفعل شيء ضد الكمال فلا يفعل الخطية )
 
1.    قدرة الله مطلقة : لكنها لا تعني تدخله في كل أمر حسب أهواء الانسان .
 
 ( الله ليس دوره أن يكون أداة تحقيق أحلامنا ...لكن دوره  يضمن خلاصنا ..)
 
2.    قدرة الله المطلقة  : لا تعني أن يجبر الله إنساناً ما علي فعل شيء معين أو منعه من القيام بفعل معين حتي لو سبب ذلك الأذى لآخرين ...
 
لأن الانسان لو صار مجبرا̋ ... فكيف سيحاسبه الله ؟؟
 
( لو أن الله منع الشرير من فعل الشر وأجبر أولاده علي فعل الخير سنتحول لعرايس ماريونت ....)
 
- لكن أين حفظ الله لأولاده ؟؟ الله يحفظ لنا خلاصنا ويضمن لنا هذا المهم هو أن نتمسك به علي الأرض .
 
- لكن يجب ألا  ننسي أننا نعيش في الأرض  ( حيث نجد أناس ظالمون  – آخرين أشرار وناجحين -..... )
 
-فالفعل النابع عن حرية إرادة الفاعل هو الذي يضعه الله في مجال الثواب و العقاب .
 
1.    قدرة الله المطلقة  :  لا تعني أنه يفعل الله اي شيء في الوقت وبالطريقة التي تتوافق مع ارادتنا ومشيئتنا نحن... وليست ارادته و مشيئته هو  .
 
 الكتير منا يحدد لربنا مايجب أن  ( يفعله – وكيف سيفعله – ومتي سيفعله ) ...وكأننا أصبحنا نحن الخالق ، والله هو المخلوق.
 
 العجيب أن الإنسان هو الذي يعرف الندم ( بمعناه الحقيقي ) والتسرع ......وأن الله منزه عن هذه الأمور (الله منزه عن سوء الإختيار وعن سوء التقدير ...لأن الله كلي المعرفة والقدرة . )
 
2.    قدرة الله المطلقة  :  لا تعني أن يفعل ما هو غير منطقي و ضد طبيعته و نظامه الذي  يدير به الكون ، .......فليس منطقياً أن نطلب من الله أن يجعل كل فرد فينا تتحقق أمانيه  و أحلامه بطريقته .
 
 من أخبرك أن سعادتك في الأمر الفلاني ؟؟
 
 من أخبرك أن سعادتك في الخلفة ؟؟
 
 من أخبرك أن مصلحة المريض أنه يخف ( طبعا أقصد مصلحته في السما ...وصدقوني يمكن كمان مصلحته في الأرض ..........
 
 أَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي  ( رو 8 : 26 )
 
......ففي المعجزات لا يكسر أو يلغي الله قوانين الطبيعة و لكنة يتدخل في مجري الأحداث لكي يغير نتيجتها ( ان كان ذلك سيحقق هدف معين ) .
 
 و حتي التدخل المعجزي يتم في أضيق نطاق و بفعل استثنائي .
 
- يعني : فلان لم يذاكر، لذا سيكون من الطبيعي أنه سيرسب ....لو حدثت المعجزة ونجح ( لابد أن يكون هناك هدف ...وهدف له علاقة بخلاص الشخص نفسه ) ( لكن الطبيعي والمنطقي أنه يرسب )
 
3.    قدرة الله المطلقة : لا تعني أن يقوم الله بأعمال يستحيل أن تحدث بصورة مطلقة .
 
 بمعني أنه لا يمكن أن الله يخلق جنس ثالث مثلا أو يخلق مخلوق جديد ....لأن أعمال الله كاملة ومش محتاجة تعديل .
 
... فقدرة الله المطلقة تعني أن يقوم الله بفعل ما يمكن فعله بصورة منطقية ومتناسبة مع النظام الذي خلق به الكون والإنسان .  ( استحالة نسبية )
 
4.    لا توجد مقاييس ثابتة و واضحة نستطيع أن نحكم بها علي قدرة الله . ( الله خالق ) ونحن ( مخلوق ) .
 
5.    رؤيتنا المحدودة لا تتيح لنا رؤية شاملة من قدرات الله المطلقة ... فالله ليس مسئولاً أمام الانسان كي يوضح مدي قدرته و الحكمة من أفعاله في كل شيء .
 
فالآية (لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ ) ( يو 13 : 7 )
 
فقدرة  الله  المطلقة لا تقاس بالنتيجة أو الوسيلة التي نراها نحن من زاوية نسبية فليس صحيحاً أن تكون النتيجة / الوسيلة مرضية لنا كي نحكم علي قدرة الله.