حمدي رزق
أتعس حكام الكرة فى العالم هم الحكام المصريون، الحكم المصرى فى كل مباراة ممتحن امتحانًا عسيرًا، يتهجمون عليه فى الملاعب، ويسلقونه بألسنة حداد فى الاستديوهات التحليلية المكيفة، ويعلقونه من قدميه كوميكسات على الحوائط الإلكترونية.

لن يرضى عن التحكيم المصرى، لا الأهلاوية ولا الزملكاوية، لا يرتضون إلا بالحكم الأجنبى، عجيب أمرهم، ينحنون صاغرين للحكم الأجنبى، ويسلمون عليه ويترضونه، وينطون فى كرش الحكم المصرى، يدفعون بالدولار للأجنبى، ويقترون على المصرى حتى بكلمة إنصاف.

الاتهام بالانحيازات المسبقة جاهز، ولو أجاد الحكم، أجاد فى الظلم، وإذا أخطأ فعن عمد، وإذا توارت عنه اللعبة، تعمد ألا يراها، واتهامات جزافية، أهونها قابض، وأشنعها التشنيع، وتترى على الألسنة مخازٍ مجافية للآداب العامة ويعاقب عليها القانون.

الحكام ضحية حالة كروية مستعصية على الإصلاح، ضحية قطعان بشرية تم استثارتها عبر قنوات الفتنة الكروية، من خشى على هذا الوطن من قنوات الفتنة الدينية، أرجوه أن يراجع وبسرعة محتوى الفضائيات الكروية، كوكتيل من الشحناء والبغضاء، تفتن الجماهير، فإذا ما ذهبوا إلى المدرجات تفاعلت عوامل الغضب مع الشحن المستدام، فتصير حالة هستيرية مريعة.

الحكام ضحية أولى، ربما لم تهن طائفة مثلما يهان الحكام فى مصر، الحكام مطية يمتطيها الخاسر لتبرير خسارته، الحكم بشر يخطئ ويصيب، ولا نحوز «فار» يفصل فى الأمر عبر تقنيات تكنولوجية، وإذا حدث سيلعن حكام الفار، وسيطالبون بإلغائه، لن يطيقوا الفار، هم أصلا لا يطيقون الحكام، يكرهونهم.

إذا فزت بها، حكم جامد، وإذا خسرت حكم قابض، وعينيك ما تشوف إلا النور فى مأساة ضربات الجزاء، كل ضربة جزاء مصيبة، إذا احتسبت، حكم ظالم، وإذا مرت حكم مرتش، اتهامات رشوة الحكام ع المشاع، كل الحكام مرتشون إلا من احتسب عشر دقائق وقتا بدلا من الضائع، وضربتى جزاء، وطرد لاعبين من المنافس، وعادة المنافس من المستضعفين، وويل للمستضعفين فى دورى تحكمه القطبية الثنائية التاريخية للأهلى والزمالك.

حكم أجنبى للأهلى والزمالك، حل للأسف مخزٍ، ولكنه مجرب وكفى شر القتال على كل كرة، ولكن الحكام المصريين يقومون بإنجاز المهمة الثقيلة كل عام دون كلمة شكر أو عرفان، لم أرَ فى حياتى حكمًا مصريًا خرج من مباراة لا تحوطه فرق تأمين الملاعب.

كل حكام العالم بعد المباراة يقفون فى منتصف الملعب لتلقى التحيات من الأجهزة الفنية واللاعبين ويستحقون تحية الجمهور فى المدرجات، إلا فى مصر، الحكم يجرى خائفًا مذعورًا على غرفة الملابس هذا إذا لحقها قبل أن يكيل له الشواذ رياضيًا من اللاعبين سيلا من الهجوم، وربما طاله أحدهم فأثخنه ضربًا، فإذا ما رد الحكم الاعتداء، صار حكمًا بلطجيًا.
نقلا عن المصرى اليوم