كتب مينا صلاح
قد كان الحب اهم  الركائز التى نبعت من ارض مصر، فعاش المصرى القديم فى بيئة ومجتمع لم يعرف سوى معانى العفة و العاطفة  فكثيراً ماكان يحرص المصرى القديم على ابراز مظاهر الحب و العشق من خلال تسجيل احتفالاته على جدران المعابد والمقابر اعتماداً على فن التصوير في التعبير عما يكنه من مشاعر في داخله قد لا يستطيع التعبير عنها في نصوصه.

واستخدم المصري القديم كلمة «مر إك»، وتعني باللغة المصرية القديمة  «بحبك»، حتى عبرت أغانيه في حالات كثيرة عن قصة حب تحظى بنهاية سعيدة. ومن أعظم قصص الحب عند الفراعنة «إيزيس وأوزوريس»، والتي نالت شهرة كبيرة وايضاً إخناتون وزوجته نفرتيتي وايضاً توت عنخ آمون وزوجتة عنخ أسن أمون كما ظهروا علي كرسي العرش الخاص بالملك توت عنخ آمون . حيث شيد الملك رمسيس الثاني أحد ملوك الأسرة 19 للملكة نفرتاري معبد أبوسمبل بأسوان  مشيراً بعشق رمسيس الثاني لنفرتاري وصل إلى حد وصفه لها بـ"حتحور" معبودة الحب والجمال. وتوجد بعض المناظر داخل المعبد أن الملك يقدم بعض الزهور للملكة .

وايضاً قصة "إيزادورا" التي تعرف بشهيدة الحب في تونا الجبل وهي فتاة  مصرية عمرها 18 سنة رائعة الجمال عاشت فى عصر الإمبراطور هادريان وكان أبوها حاكما للإقليم  المنيا وكان قصره الكبير موجوداً فى مدينة أنتنيوبولس "الشيخ عبادة حالياً" حيث يطل على النيل ووقعت الفتاة فى حب  حابى "ضابط" الذى كان يعيش على الجانب الغربى من النيل فى مدينة خمنو وهي  "الأشمونين حالياً"

 وخرجت الفتاة من مدينتها عبر النهر لتحضر أحد الاحتفالات الخاصة بـ"تحوتى" رمز الحكمة  فى مصر القديمة ، وهناك قابلت حابى فتعلقت به. وأنه بعد ثلاث سنوات من الحب الصادق علم أبوها بذلك، وقرر أن يمنعه، ففى عرفه لا يجب أن ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصرى، وأبلغ الحراس بتتبعها، وأن يمنعوا ذلك الشاب من مقابلتها، وبالفعل كان تضييق الخناق عليها حتى قررت هى أن الحياة دون حبيبها لا معنى لها فقررت الانتحار، لكن كان يجب أن تراه للمرة الأخيرة، وتمكنت من مغافلة حراستها وذهبت إلى ذات المكان عند البحيرة ولم تخبره بما همت أن تفعله وهو الانتحار، ودعته وذهبت، حتى إذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها فى  النيل. وندم والدها ندم شديداً على ما فعله بابنته فبنى لها مقبرة جميلة ونقش الرثاء يوجد في المقبرة باللغة اليونانية .