فقدان أحد الأبناء قبل خمس سنوات بسبب ضعف عضلة القلب وعدم توافر الفرصة له للحصول على العلاج المناسب، جعل مروة عماد تعيش مع مخاوف دائمة من إصابة أي من ابنيها الآخرين، فبمجرد أن لحظت علامات الإرهاق على ابنها الأصغر "ياسين"، قبل 20 يوما، حتى أسرعت به إلى طبيب أمراض قلب أطفال، للتأكد مخاوفها، ويخبرها الطبيب بإصابة ياسين بالمرض نفسه.

ابني الأوسط مازن، تعرض عندما كان بعمر سبع سنوات إلى إرهاق وإعياء شديد، تبين بالكشف عليه أنه مصاب بضعف في عضلة القلب، وفقا لما قالته مروة، في حديثها لـ"الوطن" حيث وصفت رحلتها التي ذهبت فيها بابنها إلى عدد من المستشفيات وقضت أشهر بمحافظة المنصورة، حتى فارق ابنها الحياة بعد صراع عامين مع المرض.

والدة الطفلين: ضعف عضلة القلب أودى بحياة الأول وأصاب الثاني
بلوغ ابنها ياسين، نفس السن التي تعرض فيها أخوه للأعراض نفسها وتبين إصابته بالمرض نفسه، كانت إشارة تكرار مشهد الفقدان المأساوي، الذي لا تريد أن تعيشه مرة أخرى، فتطرق كل الأبواب الممكنة بحثا عن فرصة لإخضاع ابنها للعملية الجراحية اللازمة، خاصة وأن دخل الأسرة لا يسمح بإجرائها له على نفقتهم الخاصة، حيث يعمل سامح حسين، والد الطفل ياسين بأحد المصانع بينما لا تعمل والدته، ما يجعل الدخل الشهري للأسرة لا يتجاوز 2500 جنيه.

تتطلب حالة ياسين تدخلا جراحيا سريعا من مركز متخصص في علاج أمراض القلب يتبنى حالته، وفقا لما قالته والدة الطفل المصاب، ما جعل مروة تناشد مركز مجدي يعقوب لأمراض القلب بأسوان لتبني حالة طفلها، حيث تصفه بـ"آخر أمل تتعلق به قبل الاستسلام لحقيقة فقدان ابنها".

طبيب الطفل ياسين: قلبه يعمل بكفاءة 50% ويحتاج إلى بديل جديد
وبالتواصل مع الطبيب المشرف على حالة الطفل ياسين، قال الدكتور محمد سلطان، أخصائي أمراض القلب بمحافظة الغربية، إن الطفل مصاب بما يسمى valvular cardiomyopathy وهو ما يعني ارتخاء عضلة القلب، وهو ما أوضحه خضوعه لأشعة الإيكو.

كفاءة قلب الطفل 50% فقط، وفقا لما قاله "سلطان"، في حديثه لـ"الوطن"، موضحا أنه لذلك يحتاج لعملية نقل قلب في مركز متخصص لإجراء هذه العملية وهي عملية مكلفة جدا بالنسبة لإمكانيات الأسرة المادية، كما أن الطفل حاليا ينتظم على بعض العقارات المهدئة للحالة والتي يواظب عليه المريض فقط أثناء انتظاره توافر مكان له ليخضع للعملية.