الضحك حتي البكاء ومن سكة السلامة الي الي البداية
سليمان شفيق

جلست في عزاء لينين الرملي اتأمل المعزين في المسجد ، بأختصار كما كان مسرحة وكتاباته في حياتة تتسع لكل البشر كان العزاء يتسع لكل المصريين من اليسار واليمين ومن كل الاتجاهات ، كانت مصر حاضرة ، عرفت لينين في نهاية الثمانينات عن طريق رفيقة عمرة وشريكة حياتة الفنانة والكاتبة فاطمة المعدول ، وكان لينين مثل الحجر الكريم اذا سقط عليه ضوء عكس شعاع مختلف ، فهو مع العدالة الاجتماعية التي تعلمها من والدته المناضلة سعاد زهير التي شاركت في تأسيس الحركة الاشتراكية في منتصف اربعينيات القرن الماضي ، وهو كاتب متفرد ميراث والدة فتحي الرملي الذي اسس تيار من صحافة التقدم والاستنارة ، لذلك كان لينين كاتب وناقد ومخرج وصاحب رؤية ولا زلت اتذكر فيلم البداية الذي اسس فية لوطن قادم من اعماق حادث سقوط طائرة ، ويبقي للينين حسه الكوميدي المرير، بمعنى أنه يكتب كتابة ضاحكة ولكنها تعطي نفس التأثير التراجيدي من نقد الذات والسخرية من الواقع المرير وتناقض شخصياته البلهاء والمتغطرسة المغترة بغبائها. من أبرز سمات أسلوبه أيضا، وهي نقطة فنية دقيقة لممارسي الكتابة والفرجة على المسرح الخاص في وقت واحد هي أن الضحك والكوميديا لا يتوقفان أثناء تحرك الحدث دراميا أو العكس، بمعنى إن الحدث والنمو الدرامي للموقف لا يتوقفان مطلقا أثناء العمل المسرحي فالضحك والدراما يتلازمان طوال الوقت. هذا شيء يدرك صعوبته من يعملون في مسرح الكوميديا.

كان في العزاء وزراء الثقافة المتتاليين فاروق حسني جنبا الي جنب مع دجابر عصفورودعماد ابوغازي وايناس عبد الدايم ، وجودهم جسد ماعايشة  لينين الرملي أحداث الثورة المصرية في يناير وكتب عنها مسرحية "اضحك لما تموت" والتي قُدّمت على المسرح القومي. وفيها يطرح الرملي نظرتين متباينتين عن الثورة في مصر التي أحبها كلاهما ولكن كلٌ على طريقته.

امتلئت الصفوف بكبار الفنانين يتقدمهم عزت العلايلي، وابطال معظم مسرحياتة واعمالة .

لما لا وهوكاتب ابرز الاعمال والافلام في الثلاثين عاما الماضية ومنها :
مسرحيات: تخاريف، انتهى الدرس يا غبي، أهلا يا بكوات، وداعا يا بكوات، عفريت لكل مواطن،الشئ،الكابوس ،اهلا يا بكوات ، بالعربي الفصيح، سعدون المجنون، وجهة نظر ، الهمجي، انا وشيطاني، الحادثة، سكة السلامة، سك على بناتك، اعقل يا دكتور.

لة كتابان هما: "هرش مخ" و"حواديت حصاوى،و أخرج عملين من أعماله، الأول "سلام النساء" والثاني اخلعوا الأقنعة.

كما عمل لينين في ميدان الصحافة، إذ رأس تحرير مجلة الأحرار.

من الاعمال التليفزيونية : برج الحظ ومبروك جالك ولد وحكاية ميزو،وهند والدكتورنعمان.
ومن الاعمال السينمائية : العميل 13، فرصة العمر، الارهابي ، بخيت وعديلة 1و2،وفيلم  "البداية" الذي اخرجة المخرج الكبير صلاح ابو سيف وحصل علي العديد من الجوائزومنها الجائزة الأولى في مهرجان فيفاى للأفلام الكوميدية عام 1987، كما حصل  على جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2006.

لينين وصبحي :
كون لينين  ثنائياً فنياً مع الممثل محمد صبحي في العديد من أبرز مسرحياته حيث كوّن الرملي والفنان محمد صبحي أحد أشهر الثنائيات بين مؤلف وممثل، فأثريا معا المسرح العربي بعدد من علاماته البارزة في النصف الثاني من القرن العشرين، منها مسرحيات: أنت حر، والهمجي، وتخاريف، ووجهة نظر، وانتهى الدرس يا غبي، وغيرها

وقال الفنان محمد صبحي باكيا :"كان ضلعا كبيرا في نجاحه، مضيفا: "ياريت يبقى عندنا زي لينين الرملي و" أن أعمال لينين الرملي كانت شرف له وعلامة فارقة في تاريخه الفني." انا ولينين بنينا ثلاثة مسارح مع بعض.. ومفيش فنان في مصر عملها ، سيظل لينين ضلعا رئيسيا في نجاحاتي المسرحية..
تركت العزاء ولكن شعور غريب يطاردني ان لينين رحل في الوقت المناسب وكأنني ارة ضاحكا وهو يقول : فلنترك البداية لان الدرس انتهي يا غبي .