كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
قال الكاتب ثروت الخرباوي، أجيبوني أيها الناس ما الذي فعلناه بديننا؟ جعلناه دين سيف وحرب وقبر وكراهية، مع أن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليكون رحمة، ألم يقل «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» للعالمين أيها الناس، وليس لفئة دون فئة، رحمة أيها الناس لا نقمة وعذاب وتنكيل وكراهية.

مشددًا بقوله، الإسلام أيها الناس هو رسالة سلام، وليس من الإسلام في شيء من يروِّع جاره، وليس من الدين في شيء أن يعتدي مسلم على من يختلف معه في العقيدة، وأقسم بالله أيها المسلمون غير حانث في قسمي أن هذا الفكر الدموي الذي يتم استخراجه من كتب القدماء التراثية وتدريسه في المعاهد الدينية ليس من الإسلام في شيء، وهو يترك حسرة في النفوس، وخيبة أمل، وألمًا ما بعده ألم، لذلك نحن لا نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني، فالخطاب الديني كان خطابًا فاسدًا، والفاسد لا يرد عليه تجديد ولكن يرد عليه تغيير وتبديل.

وتابع الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، نحن نحتاج إلى ثورة في المفاهيم، وثورة في السلوكيات، نحتاج إلى تطهير الدين من خرافات التراثيين التي اعتبرناها دينًا، نحتاج أن يفهم المسلم أن الدين يحتاج إلى إيمان ثم إلى سلوك، نحتاج إلى الاستقامة، ولو استقمنا لاستقامت حياتنا، نحتاج إلى تأكيد المقاصد العليا للإسلام، تلك المقاصد التي لم ينظر إليها أحد، ولم يسع لتأصيلها علميًا إلا القليل، وهي تدور حول الحرية، والعدالة، وتعمير الأرض، وحفظ الكرامة لكل إنسان، وإعمال العقل.

مختتمًا، ثم نحتاج بعد ذلك أن نضع فاصلا بين الإسلام والمسلم، فالمسلم له وعليه، وسلوكه وفكره يحسب له وعليه، وظلمه وعدله يحسب له أو عليه، وعلمه وجهله يحسب له أو عليه، وسيفه ورحمته يحسب له أو عليه، والعالم من المسلمين المتخصص في علوم التدين ما هو إلا رجل علم أشياء وجهل أشياء، ولا ينبغي أن ننسب ما علمه إلى الإسلام فلربما كان علمه هذا خطأ أو وهما أو ظنًا، لذلك فإن العالم مهما علا فإنما علمه لنفسه وجهله عليها.