عرض/ سامية عياد
طلب المغفرة لازم مادامت هناك خطية ، الكل يطلب المغفرة من الله لكى يرحمنا ويغفر لنا خطايانا فلا يوجد أحد لا يخطىء ولو كانت حياته يوما واحدا على الأرض..
 
المتنيح البابا شنودة الثالث فى مقاله "المغفرة" أكد لنا أن الله رحيم وغفور بطبعه لأنه يعرف طبيعتنا البشرية كما يقول دواد النبى "لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن" ، والله يغفر حينما يقدم الإنسان توبة عن خطاياه "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" فالشرط الأول للمغفرة هو التوبة ، والتوبة تعنى الندم والانسحاق "فى كل ليلة أعوم سريرى وبدموعى أبل فراشى" ، والتوبة الحقيقة تعنى عدم الرجوع الى الخطية مرة أخرى ، الشرط الثانى للمغفرة هو أن يحاول التائب معالجة نتائج الخطية فمثلا إذا ظلم شخص أخر لا يكفى مجرد التوبة بل عليه أن يرفع ظلمه عن المظلوم ويرد له حقه وهكذا لكى ينال المغفرة.
الشرط الثالث للمغفرة هو أن تغفر لمن أخطأ فى حقك هكذا قال الرب يسوع "اغفروا يغفر لكم" وقال "..إن لم تغفروا للناس زلاتهم ، لا يغفر لكم أبوكم زلاتكم" فقد شدد الرب على هذا الشرط بقوله "لأنه بنفس الكيل الذى به تكيلون ، يكال لكم" ، كما تتطلب المغفرة عدم إدانة الغير "لا تدينوا لكى لا تدانوا..".
وحينما توافرت شروط المغفرة غفر الله كل الخطايا ولا يحاسب عليها كما يقول داود النبى "طوبى للذى غفر إثمه وسترت خطيته ، طوبى للإنسان الذى لا يحسب له الرب خطية" ، كما أن الله لا يعود يذكر الخطايا التى تاب عنها الخاطىء "كل معاصيه التى فعلها ، لا تذكر عليه" ، بل أن الله يمحوها بل يغسل التائب ويجعله أبيض أكثر من الثلج "اغسلنى فأبيض أكثر من الثلج.." .
 
هب لنا يا الله أن نتوب عن جميع خطايانا ، لتدركنا مراحمك وننال غفرانك "حل واغفر واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بإرادتنا والتى صنعناها بغير إرادتنا..." ..