سليمان شفيق
تواجة إسرائيل هذا الاسبوع العديد من الازمات الداخلية والخارجية ، خاصة بعد تقديم نتنياهو للقضاء بتهمة الفساد وعجز كل من نتانياهو وغانتس في تشكيل حكومة، الامر الذي قد يؤدي الي انتخابات نيابية للكنيست مالم يستيع رئيس الكنيست  يولي إدلشتاين  بمهمة البحث عن رئيس جديد للحكومة خلال 21 يوما ، وخارجيا حدثت ازمة من جراء اعلان وزارة الخارجية البريطانية إن المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي.

بداية أعلن المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت في بيان أمس الخميس توجيه اتهامات بالفساد لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تشمل الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة تتعلق بثلاث قضايا، وينفي نتانياهو تلك الاتهامات. ويأتي هذا بعد فشل كل من رئيس الوزراء المنتهية ولايته ومنافسه بيني غانتس في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، مما يثير مزيدا من الغموض بشأن من سيقود البلاد وسط فوضى سياسية بعد إجراء انتخابات مرتين هذا العام دون نتيجة حاسمة.

وأعلن المدعي العام القرار في بيان أن التهم تشمل الاتهامات الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال
وأهم قضايا الفساد التي يواجهها نتانياهو القضية الأولى التي تسمى "الملف 1000"، ويتهم فيها بأنه تلقى أنواعا فاخرة من السيجار وزجاجات شمبانيا ومجوهرات تتجاوز قيمتها 700 ألف شيكل (240 ألف دولار) مقابل حصول من قدموها على امتيازات مالية شخصية،

في القضية الثانية، التي تسمى "الملف 2000"، يقول المحققون إن نتانياهو حاول التوصل إلى اتفاق مع الناشر أرنون موزيس مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكثر الصحف انتشارا في الدولة العبرية، للحصول على تغطية إيجابية له

والقضية الثالثة هي بيزيك أو "الملف 4000" وتعتبر الأخطر على نتانياهو. إذ يشتبه المحققون بأنه حاول الحصول على تغطية إيجابية في الموقع الإلكتروني "والا". في المقابل يشتبه بأنه أمن امتيازات حكومية درت ملايين الدولارات على شاؤول إيلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك للاتصالات وموقع "والا". ويؤكد نتانياهو أنه لم يقبل سوى هدايا من أصدقاء بدون مقابل، ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات. ولا يلزمه القانون بالاستقالة.

من جهة اخري ألتقى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس الخميس رئيس الكنيست يولي إدلشتاين وكلفه  بمهمة البحث عن رئيس جديد للحكومة، بعد فشل بنيامين نتانياهو ومنافسه  بيني غانتس في تشكيل ائتلاف حكومي. وسيكون أمام أعضاء الكنيست 21 يوما لترشيح شخصية قادرة على تشكيل حكومة، وفي حال تعثر تحقيق ذلك ستتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة ستكون الثالثة خلال عام

وأكد ريفلين أنها "المرة الأولى في تاريخ إسرائيل" التي لا يتمكن فيها أي مرشح من تشكيل حكومة، بينما لخصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الوضع قائلة "ماذا يجري الآن؟ لا أحد يعرف فعليا لأنه لم يحدث من قبل إطلاقا".

وأكد ريفلين في البرلمان أن "إسرائيل تمر بفترة قاتمة من تاريخها"، داعيا أعضاء الكنيست إلى التحرك "بمسؤولية" لتجنب تنظيم انتخابات للمرة الثالثة خلال عام واحد. وقال "هذه هي المرة الأولى في تاريخ البلاد التي يتم فيها تكليف الكنيست بتفويض أحد النواب لتشكيل حكومة".

وأضاف أن "مصريكم السياسي ليس أهم من مصير امرأة مسنة في المستشفى". ودعا الطبقة السياسية الإسرائيلية إلى الكف عن التفكير في مصالحها الشخصية وأن تأخذ في الاعتبار المصلحة العليا للدولة والسكان.

مهلة 21 يوما أمام أعضاء الكنيست:

وقال ريفلين بعد يوم من إقرار بيني غانتس بعدم تمكنه من تشكيل حكومة "اعتبارا من امس الخميس ولمدة 21 يوما سيكون قرار من سيتولى مهمة تشكيل الحكومة في أيدي أعضاء الكنيست"، البرلمان الإسرائيلي.

وبحسب القانون الإسرائيلي، إذا فشل كل من نتانياهو وغانتس في تشكيل حكومة يطلب  رئيس الدولة من الكنيست ترشيح نائب يكون قادرا على القيام بهذه المهمة. ويمهل البرلمان الإسرائيلي 21 يوما لترشيح الشخصية الملائمة.

وفي حال أخفق الكنيست في هذا الأمر، ستتم الدعوة إلى انتخابات جديدة ستكون الثالثة في أقل من عام ومن المرجح أن تجري في مارس المقبل

وعلى الرغم من الفشل في المحاولات السابقة لكل من نتانياهو وغانتس، يمكن أن يوصي أعضاء الكنيست بترشيح أحدهما. وفي هذه الحالة، ينبغي أن يحصل هذا المرشح على دعم 61 من أعضاء الكنيست الـ120.

وسيكون أمام المرشح فترة أسبوعين إضافيين لتشكيل الحكومة. ولكن إذا لم يتمكن أي مرشح من الحصول على الدعم اللازم من الكنيست بحلول 11 ديسمبر، تجرى انتخابات في مارس 2020 تكون الثالثة خلال 12 شهرا.

ويشهد الوضع السياسي في إسرائيل حالة جمود منذ أواخر 2018 بعدما جرت انتخابات لمرتين لم تكن فيها النتائج  حاسمة.

بريطانيا المستوطنات غير قانونية :
قالت الخارجية البريطانية، امس الخميس، إن المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وحثت الاحتلال على وقف توسعه "غير المثمر".

وأكدت، في بيان، أن "موقف بريطانيا بشأن المستوطنات واضح، وأنها غير قانونية بموجب القانون الدولي وتمثل عقبة أمام السلام وتهدد إمكانية حل الدولتين".

وحث بيان الخارجية البريطانية، الاحتلال الإسرائيلي على وقف توسعه الاستيطاني الذي يأتي بنتائج عكسية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، صرح، الإثنين الماضي، بأن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية "غير متسقة مع القانون الدولي".

وأضاف أنه "بعد دراسة جميع جوانب النقاش القانوني بعناية، فإن إنشاء مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض مع القانون الدولي".

ولاقت تصريحات بومبيو انتقادات كبيرة عربيا وغربيا، حيث وصفوه بتطور بالغ السلبية، ويقوض أي احتمال ولو ضئيلا لتحقيق السلام العادل القائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل القريب عبر جهد أمريكي.

وسبق ذلك قرار الولايات المتحدة الأمريكية السابقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة نهاية2017 .

نحن امام مأزق اسرائيلي داخليا وخارجيا ، ولم يستطيع نتنياهو انقاذ نفسة بعد ان شن حرب علي غزة ، ولم تنقذ غانتس صواريخ الجهاد الاسلامي وتهديد المجتمع الاسرائيلي .

هكذا تعاني المنطقة من ايران وحتي لبنان مرورا بالعراق وسوريا من مشكلات قد تقود اما الي توقف الحرب الباردة بين اسرائيل وايران او قد تؤدي الي حرب تؤدي لخروج كلاهما من ازماته ؟