كتبت - أماني موسى
تناولت الإعلامية لميس الحديدي قضية ختان الإناث التي لا تزال السلطات المصرية تعمل على مواجهتها، وقبل أيام لقيت ندى، فتاة صغيرة لم تكمل عامها الـ 12، مصرعها أثناء إجراء عملية ختان لها بأسيوط.

وقالت الحديدي، قتلت ندى قبل أيام من الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، على يد طبيب بلا رحمة مستجيبًا لطلب أسرتها التي تملك تصور خاطئ أن هذه العملية هي صون للشرف والعفة، قتل ندى يعيد فتح ملف ختان الإناث، ونتساءل: لماذا الختان؟ لماذا تصر كثير من الأسر على إتمام هذه العملية، مشيرة إلى أن مصر الرابعة عالميًا في ختان الإناث، على الرغم من وجود قانون يجرم هذه العملية قد تصل إلى السجن.

من جانبها قالت أسماء عبد العزيز، تعمل بمجال التسويق الإلكتروني، لدي شقيقتان أكبر مني لم تتعرضا لإجراء عملية ختان، بينما قام أهلي بإجراء هذه العملية لي ولا أدري ما السبب؟ رغم أن الناس مفترض أنهم بيتقدموا مش العكس، مشيرة إلى أنها تعرضت لهذه العملية جراء "زن" إحدى الجارات على والدتها، وأن شقيقاتها يكبرن عنها بالعمر بعشر سنوات وأكثر ولم تتعرضا لذات العملية، وقامت والدتها بهذه العميلة سرًا.

انكسر جدار الأمان مع أمي
وتابعت، تمت العملية بالمنزل بحضور "داية" وأصيبت ابنة الجيران بنزيف حاد كاد أن يودي بحياتها، وروت كيف أنها كانت صغيرة بالعمر لا تدرك ماذا يحدث، لتجد نفسها بين مجموعة من السيدات يقمن بمحاولة نزع ملابسها وبأيديهم أدوات حادة، وحينها شعرت بالخذلان من أمها، لكونها مصدر حماية وأمان لم تتدخل بل شاركت الأغراب بإيذائها.

الختان وميول انتحارية!
وشددت، "منذ ذلك الوقت انكسر جدار الحجب والأمان بيني وبين أمي، ولذا لم أسألها فيما بعد لماذا فعلت بي ذلك؟ وحدث بيننا فجوة كبيرة وظهرت لدي ميول انتحارية وانعدام ثقة بالآخرين".

ختان فرعوني وإزالة لكامل العضو الأنثوي
على جانب آخر قالت فاطمة الأمين، كاتبة، أنها تعرضت للختان في عمر الـ 4 سنوات، وأن الختان في السودان عادة أصيلة، ويتم تجهيز الفتاة للختان كأنه يوم عرس، وارتديت فستان أحمر، وحضرت "الداية" برفقة أخرى، تقوم الداية بعملية الختان، وتقوم السيدة الأخرى بإمساكي، وتم عمل ختان فرعوني وهو الأصعب حيث يتم إزالة العضو كاملاً!

وتابعت الأمين، قامت السيدة بإمساكي بقسوة وشدة حتى تقوم الأخرى بإتمام العملية، وأنها كانت تخشى هذه السيدة حتى عندما كبرت فكانت حين تراها مصادفة تختبئ خوفًا منها.

وأردفت أنها حين كبرت تعرضت لظهور خراج كبير بهذه المنطقة وبالبحث وجدت أن هذا الخراج نتيجة التعرض للختان الفرعوني.
وأضافت، لحد وقت قريب كنت زعلانة جدًا من أهلي، لكني مؤخرًا سامحتهم لأن ما فعلوه لم يكن بغرض الإيذاء بل كانوا يعتقدون أنه الصح وفق عاداتهم.

الختان هو تفنن المجتمع في إيذاء المرأة
وعلقت د. أميمة إدريس، استشاري أمراض النساء والتوليد، أرى أن عملية ختان الإناث هي وصمة عار في حق بلدنا، مشددة أن هذه العملية هيي من باب التمييز السلبي ضد الإناث، فحتى حين إجراء عملية ختان للذكور تكون عقب الولادة مباشرة وإذا تمت بعد 40 يوم يتم تخديره ببنج كلي، لكن هذا لا يحدث مع الإناث فيتم قطع جزء من جسدهم وهم في كامل الوعي وإحساس بالغ بالألم.

وتساءلت: اشمعنى البنت مُصرين تأذوها كل هذا الأذى؟ لا أستوعب فكر المجتمع في أذية المرأة بهذا الشكل، دي قضية حقوق إنسان، يعني حتى لو أنتوا مقتنعين بصحة هذه العملية ليه يتم الإيذاء بهذا الشكل؟

وأردفت، الختان عادة إفريقية أكتر منها عادة دينية، والدليل أنه لا ختان إناث بالسعودية، كما أن الأزهر له العديد من الفتاوى التي تجرم هذه العملية.

وعن الآثار الطبية الجانبية لهذه العملية، قالت إدريس أن الختان يمكن أن يؤدي إلى الوفاة كما رأينا حالة الطفلة ندى بأسيوط، لأن هذه المنطقة بها كمية كبيرة من الشعيرات الدموية ومن ثم فهي منطقة عالية الحساسية، وحين يتم قطعها من قبل داية وغيرها، يتم قطع الأوردة ما يؤدي إلى نزيف حاد وموت.

رهاب وانعدام ثقة وفشل في العلاقة الزوجية.. آثار نفسية للختان
وقد تؤدي للإصابة بنزيف وأنيميا أو ظهور أكياس وخراج في هذه المنطقة، بخلاف الآثار النفسية من الخوف والرهاب وتشعر البنت كأنها تعرضت لاعتداء جنسي، فيتم إعادة تأهيل للفتاة التي تعرضت للختان، كما أن غالبية الفتيات اللواتي تعرضن لهذه العملية يفقدون الثقة فيمن حولهم.
كما أن معظمهم يواجهون مشاكل زوجية وخوف من إقامة العلاقة الحميمية، فتشعر حين يقترب زوجها منها بأنه اغتصاب.

هناك أطباء مؤمنين بالختان.. المجتمع محتاج نصه يتغير
لافتة إلى أنه في أعقاب أحداث 25 يناير 2011 حدثت زيادة سكانية مفرطة وزيادة أيضًا بختان الإناث، وبعد نجاح الدولة في الحد من هاتين الظاهرتين، للأسف عادتا للظهور وبقوة برغم تغليظ العقوبات، معربة عن أسفها بأن هناك الكثير من الأطباء الذين يعتقدون في صحة الختان وضرورة إجراء هذه الجراحة للفتيات.
متساءلة: إزاي المجتمع ساب الناس دي كدة لحد ما الموضوع انتشر وبقى عادة اجتماعية مدعومة بآراء دينية، المجتمع محتاج نصه يتغير.

الإثارة والشهوة في الدماغ وليس في الأعضاء التناسلية
وشددت أن الختان لا علاقة له بالعفة، فالإثارة والشهوة تحدث من مراكز في الدماغ وليس في العضو التناسلي، وأن الختان يؤثر على الحياة الزوجية للبنت، متساءلة: هل أخدت إذن جوزها قبل إتمام عملية الختان؟ لأنه هو الطرف اللي هيعاني من هذه الجريمة.