كتب - أحمد المختار
تناولت الإعلامية " ريهام السهلي " خلال برنامج " المواجهة " علي شاشة " اكسترا نيوز " ، أهم المحطات خلال السنوات الخمس الماضية فى العلاقات المصرية الإفريقية ، و نجاح الدولة المصرية في إلغاء تجميد العضوية بالاتحاد الأفريقي عقب ثورة 30 يونيو 2013 و الإطاحة بحكم الإخوان الإرهابي .

حيث كشف الصحفي " عبد الحليم قنديل " كيف تمكنت مصر من توطيد علاقاتها بالدول الأفريقية منذ عام 2014 قائلاً : " انتخاب مصر لرئاسة مجلس الأمن و السلم الأفريقي ، هو أكبر تعبير رمزي علي التحول في الدور المصري و بالأخص في السياسة الخارجية ، و توجيه الدولة قدر كبير من اهتماماتها تجاه القارة ، و أيضاً يتضح ذروة النجاح و التعاون برئاسة مصر الدورية للاتحاد الأفريقي عام 2019 ، حيث شهدت كم كبير من استضافة مصر لمؤتمرات كثيرة " .

و تابع : " مشاركة السيد الرئيس بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي في عدد من المؤتمرات و الفعاليات الدولية ، و محاولاته المضنية لتعزيز التعاون علي جميع المستويات مع عدد من الشركاء الدوليين و الأوروبيين " .

و استطرد " قنديل " : " الاهتمام المصري الحالي بأفريقيا ليس وليد الصدفة ، فهو كان من أولويات الدولة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي ، و لكن بعد حرب أكتوبر 73 ، تم محو الوجود المصري و الانسلاخ و إضعاف دورها علي المستوي الإقليمي و القاري ، تتطلب كثيراً من الدولة أن تعيد الحياة إلي تلك الدوائر و بالأخص الدائرة الأفريقية " .

و أكد : " بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك في أديس أبابا عام 1995 ، انقطعت علاقات مصر تماماً بالقارة الأفريقية ، و تجلي الانهيار في العلاقات عقب اتفاق " عنتيبي " عام 2010 ، و عدم دعوة مصر لحضور ذلك الاتفاق و ما ترتب عليه من توزيع الحقوق المائية و كان من نتائجها إنشاء سد النهضة الأثيوبي ، حيث نشطت عدد من الدول التي تعتبر معادية للسياسات المصرية ، و منها إسرائيل علي حد تعبيره و تركيا في جميع ربوع القارة " .

و أوضح " قنديل " : " التخلف الاجتماعي و الاقتصادي و الاضطرابات السياسية و مشاكل الحدود بين الدول ، بالإضافة إلي ابتلاء شعوب أفريقيا بسرقتها من قبل أنظمة بددت ثرواتها بكل بذخ ، حيث تمت السرقة هنا مرتان مرة من القوي الاستعمارية الغازية ، و مرة من الأنظمة القبلية ، حتى و لو جاءت عن طريق الانتخابات و الديمقراطية " .

و عن دور السيد الرئيس " عبد الفتاح السيسى " استطرد " عبد الحليم قائلاً " : " الرئيس ركز علي ملف التنمية و البنية التحتية ، حيث بلغت " ثلث " زيارات الرئيس الخارجية إلي قارة أفريقيا ، مما يدل علي رؤية الرئيس بضرورة اتساع رقعة التعاون المصرية مع جميع دول العالم ، بدلاً من الركن إلي النظرة الضيقة نحو الدول الغربية " .

و لفت " قنديل " : أفريقيا بالنسبة للغرب منطقة مقسمة إلي نصفين ، لكن السياسة المصرية ركزت علي النصف " الزنجي " ، و ما يعاب علي السياسة الخارجية هي عدم النظر باهتمام إلي نصف القارة الشمالي ، و أدعو السيد الرئيس بالتوازن فيما يجمعنا بالدائرة العربية و الأفريقية و بالأخص دولة " الجزائر " لأنها شريك استراتيجي و تعتبر من دوائر الأمن القومية لمصر ، و هذه تتمثل في أول زيارة للسيد الرئيس وقت توليه السلطة عام 2014 " .

و طالب " قنديل " : " بضرورة أن تعي الدولة بتواجدها داخل منافسة شرسة مع عدد من المنافسين بالقارة ، و مصر لديها ميزة نسبية كونها ليست دولة استعمارية و لم تسبب أذي للأشقاء الأفارقة ، فدول مثل " إيران و تركيا و قطر و إسرائيل " هي دول تحاول السيطرة بكل ما لديها لإرباك الخطط و المصالح المصرية " .

و أضاف : " حجم الدول التي أعطت صوتها لمصر لرئاسة الدول الأفريقية حوالي 43 دولة لتولي مجلس الأمن و السلم الأفريقي من أصل 44 ، دليل كبير علي التحول المصري الكبير في الفترة الماضية ، لكن السؤال الحقيقي علاقات مصر الاقتصادية مع هذه الدول هل ترقي إلي مستوي الثقة المتبادلة من أفريقيا تجاه مصر " .

و فسر " قنديل " غياب الدور المصري عن الساحة الأفريقية كثيراً ، أن ما جناه المصريين في حق المصريين أنفسهم ، انتقل بالأساس إلي التأثر في تقليص حجم مصر علي مستوي القارة ، و ضرب مثال عن القطن المصري طويل التيلة .

و اختتم قائلاً  : " ما زال أمام مصر الكثير من تعزيز حجم الاستثمارات و محاربة الفساد ، و محاولة دعم الاستقرار و الأمن في دول أفريقيا ، و حل النزاعات و بالتحديد في دول شرق أفريقيا ، و العمل علي تحويل أنفسنا و أفريقيا نفسها بتوطين الصناعات و عدم الاكتفاء بأن تكون السوق الأفريقية مجرد سوق استهلاكي فقط " .