يجب وضع الأزهر في حدوده.. والتاريخ سيذكر للسيسي أنه أول رئيس نادى بتجديد الخطاب الديني
كتب - نعيم يوسف
حالة انتقالية حرجة
قال جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إن مصر في حالة انتقالية حرجة على كل المستويات، ولكن من المؤكد أنها سوف تتجاوز هذه الحالة، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال الحالة الاقتصادية، فإنها تتحسن، وهناك مؤشرات على ذلك مثل تحسن قيمة الجنية المصري أمام الدولار، بالإضافة إلى وجود فائضًا في السلع الغذائية، وهذه كلها تهم المواطن، ولكن في نفس الوقت فنحن أهملنا الثقافة ولم نهتم بها منذ اليوم الأول لـ30 يونيو.
الجميع أخطئوا
وأضاف "عصفور"، في لقاء مع برنامج "كل يوم" المذاع على قناة "ON E" الفضائية، أن كل المسئولين عن مصر أخطئوا في هذا الأمر، واهتموا فقط بالصناعة والاقتصاد، وكان يجب البدء في جميع الاتجاهات مرة واحدة، وما حدث ترتب عليه كارثة في العقل المصري، مشددًا على أن هذه الكارثة دخلت أيضا إلى المؤسسات مثل المؤسسة الأزهرية.
لجنة كبار العلماء
وتابع المفكر ووزير الثقافة الأسبق، أنه على سبيل المثال لم يكن لدينا لجنة لكبار العلماء في الأزهر، وكانت آخر لجنة هي التي حكمت على الشيخ علي عبدالرازق، بالفصل من جميع وظائفه المدنية والدينية لأنه ألف كتابًا على نظام الحكم في الإسلام، حيث رأت اللجنة أن كلامه كفرًا بينًا، ويجب منعه من الوظائف الدينية والمدنية.
 
الأزهر زرع في نفسه تقاليد جامدة
وشدد على أن الأزهر زرع في نفسه مجموعة من التقاليد الجامدة التي تعيقه عن التقدم، وهو تعود على هذه الطريقة من التقاليد ولم يستطع مغادرتها، مشددًا على أن الحديث منذ عام 1980 وحتى الآن عن تجديد الخطاب الديني، وفي نفس الوقت لم نستطع تجديده، بينما لدينا مؤسسة تقول إنها أعظم مؤسسة دينية في العالم، وهذا يعتبر وصمة عار، مشددًا على أن التجديد في الخطاب الديني كان قد بدأ من تيار مدني حاول إصلاح ما فعله السادات بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين.
 
الأزهر لم يفعل شيئا لتجديد الخطاب الديني
وأكد على أن الأزهر منذ هذا الوقت وحتى الآن لم يفعلوا شيئا جديًا في هذه المسألة، وعلى سبيل المثال فإننا في مصر نعاني من أزمة في الزيادة السكانية، وهناك حديث يقول "تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم يوم القيامة" وفي نفس الوقت لا يوجد أحد يجرؤ على أن يقول بعدم الأخذ بهذا الحديث، مشددًا على أنه يجب عمل تجديد جذري في الفكر الديني.
 
السيسي.. وتجديد الخطاب الديني
ولفت إلى أن التاريخ سوف يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو أول رئيس نادى بتجديد الخطاب الديني، لأنه كان يعلم أن جزءًا كبيرًا من تخلف هذا البلد يعود إلى تخلف الخطاب الديني، مشيرًا إلى أنه لا يوجد رئيس جمهورية نادى بتجديد الخطاب الديني، وعلى العكس فإن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، جاء لنا بكارثة وهي التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن تيار التصحيح مستمر وسوف يستمر وينجح إذا أوكلته لمن هو جديرًا بإنجاحه.
وأشار إلى أن الأزهر يتجاوز حدوده، ويجب وضعه في الحدود الدينية، مشددًا في نفس الوقت على أنه لا يريد أن يكون الأزهر سلطة دينية لأنه لا سلطة دينية في الإسلام، والعلاقة بين العبد وربه علاقة فرديه، ولا يوجد أحدًا في المنتصف.
 
الأزهر.. والشجعان
وطالب أن يكون صاحب الفتوى الدينية أكثر شجاعة، مشيرا إلى أن الشجعان مقموعين من الأغلبية الأزهرية، مشددًا على أن القمع له وسائل كثيرة ومنها عدم الترقية وعدم الدخول في جبهة كبار العلماء.
ظواهر غريبة في المجتمع المصري
ولفت إلى أن بعض الظاهر التي حدثت في المجتمع، مثل أغاني المهرجانات، والكتب التي يتم عرضها في معرض الكتاب وهي رديئة، مشددًا على أن هذه الظواهر طبيعية مع تطور عصر المعلومات والتأثير الكبير للميديا، التي أصبحت وسيلة لمناهضة إصلاحات الدولة، مؤكدا على أهمية أن يتم تعليم الشباب جيدًا، وبالتالي لن ينزلقوا إلى مثل هذه الظواهر.