د. مينا ملاك عازر
تقع برنيس بمحافظة البحر الأحمر، وهي أعلى من سطح البحر بـ11 متراً، عدد سكانها قليل جداً بحسب إحصائيات 11 نوفمبر من عام 2006، ولا أظن أنه زاد عن ذلك كثيراً بشكل يجعلني مهتم بها، برنيس كلمة يونانية تطلق على ميناء صغير جنوب البحر الأحمر بمصر، مدينة قديمة سميت على اسم بطليموس الثاني، وقد أصبحت ميناءً تجارياً عام 275 قبل الميلاد، ومعبد سميراميس المهدم يقع قريباً من المدينة، وعلى الطريق توجد بقايا حقول الألغام، شواطئ المدينة ما زالت تحتفظ ببريقها وجمالها، وبعيدا عن الشاطئ يمكن زيارة جزيرة زبرجد التي تعتبر ظاهرة طبيعية مشهورة والتي كانت مصدراً للأحجار الكريمة حيث حفرت بها المناجم منذ سنة 1500 قبل الميلاد وحتى منتصف القرن العشرين، ومن فوق تل هيرودوت تستمتع بمناظر خلابة غنية بالحياة البحرية ويوجد بها الكثير من الدلافين. 
 
هذا ما يمكننا رصده عن مدينة برنيس الصغيرة التي أصبحت وفجأة ودون سابق إنذار محل اهتمام الجميع، ومحط أنظار العالم كله بإنشاء وافتتاح سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أكبر قاعدة عسكرية بحرية جوية بالشرق الأوسط بها، كما افتتح بداخلها مطار دولي تستعد شركات الطيران العالمية لتوجيه رحلاتها لهناك ومن هناك تعود محل إقلاعها.
 
يهمني جداً أن يكون إنشاء القاعدة العسكرية في شقها البحري لم يضر مما بها من حياة مائية طبيعية يمكن أن تكون جاذبة للسياح، وهو أمر أعتقد عن يقين أنه محل اهتمام الرئاسة بذاتها والجيش ومن معها، هذا لا يقلل في نظري أبداً أهمية أن يكون لنا قاعدة عسكرية داخل البلاد بهذه المواصفات التي تابعناها، وخاصة أنها شمالي مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه من قبل النظام السوداني السابق، وربما من يخلفونه الذين لا نأمن جانبهم بعد موقفهم الأخير الموالي لإثيوبيا في معركتنا معها حول تخزين المياه في سد النهضة.
 
يهمني السياحة، ويبدو أنها تهم الجيش والرئيس بدليل قاطع وواضح وهو المطار الدولي، لو لم تكن السياحة والسياح في بؤرة اهتمام منشئي هذه القاعدة، لما أنشأوا داخل القاعدة مطاراً دولياً ليستقبل زوار هذه المنطقة والسياح من شتى بقاع العالم ما يعني أننا ونحن نبني الحصون نبني التنمية، أنا لا أعرف كيف منطقة كهذه لم نستثمرها سياحياً من قبل برغم أنها متعارف عليها ومعروف إمكاناتها المعدنية والسياحية منذ قديم الزمان، ونستخرج منها الأحجار الكريمة، لكن وعلى كل حال الآن جاء الوقت لنستثمر بها أكثر ونحميها ونستفيد منها، ويمتد التواجد العسكري في كل نقطة بل في أهم النقاط لحماية حدودنا ولتنمية مواردنا.
 
المختصر المفيد تحية لمنشئي قاعدة برنيس العسكرية وما شابهها، وتحية لكل من سيستفيد منها ومن مطارها الدولي على وجه الخصوص، فنحن أبداً ما كنا دعاة حرب بل دعاة سلام وتنمية.