عرض/ سامية عياد
الكلام من الأفعال التى نمارسها فى حياتنا اليومية ، وهو تعبير عما يجول فى عقولنا من فكر ، فالله خلق الإنسان ناطقا له فكر وعقل ، والكلام له أساليب ومبادىء يجب الالتزام بها حتى لا نخسر نفوسنا ونخسر من حولنا ..
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته عن "الكلام" حدثنا عن أشكال الكلام ، النوع الأول: الكلام مع الناس ويجب أن يكون معتدل حتى لا يقع الإنسان فى خطية العثرة لغيره ، فالشخص الغاضب يحتاج الى كلام يصرف الغضب "الجواب اللين يصرف الغضب" ، وإذ كان هناك مشكلة فالأمر يحتاج الى كلام عاقل حكيم يطفىء النيران وبالتالى إيجاد حلول للمشاكل "بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" ، النوع الثانى : الكلام عن الناس وبالتالى الوقوع فى خطية الإدانة والنميمة ونقل الشائعات فمن يتكلم عن الناس يرتكب خطية "لا تدينوا لكى لا تدانوا" ،  وكل هذا ناتج عن الفراغ الروحى والقلب الفارغ من محبة و نعمة الله .
النوع الثالث : الكلام مع الله ، بمعنى العشرة مع الله فتصير هناك علاقة كلام وحديث مع الله ، فالإنسان يجب أن يقضى وقته مع الله باستمرار ويكون قلبه مرفوعا بالصلاة وهو يمارس حياته وعمله اليومى ، والكنيسة أعطتنا صلوات تناسب كل الظروف وصلوات المزامير والتسابيح ، من يتكلم مع الله ويقضى وقتا معه تفرح به السماء ويصبح مقبولا فى أى مكان ، النوع الرابع : الكلام عن الله ، فالذى شبع وامتلأ قلبه من محبة الله يتكلم عن الله فى كل مكان ويكرز باسمه ، ويكون دائما فرحا لأنه لمس حضور الله وعاش الإنجيل المقدس الذى هو البشارة المفرحة ،  ليس شرطا من يتكلم عن الله أن يكون بالكلام فقط ، فقد يتكلم الشخص عن الله بوداعته واتضاعه وصمته وسلامه وروح الله الساكن فيه فيتعلم الناس منه بل ويلتفوا حوله "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك" .
 
هب لنا يا الله حسن الكلام والحوار مع الآخرين ، علمنا كيف نخاطب من حولنا حتى لا نكون عثرة وسبب خطية للغير، علمنا أن نرفع قلوبنا إليك ونتحدث معك دائما فى كل أمور حياتنا حتى نمتلىء بمحبتك فيفيض القلب شبعا ليروى ويشبع الآخرين عنك ..