كتب - أحمد المختار
أوضح الدكتور " محمود محيي الدين " الاقتصادي المصري ، أن فيروس " كورونا " المنتشر بالصين جاء في وقت بالغ الصعوبة يمر به الاقتصاد العالمي ، بجانب الوضع السياسي المضطرب في مختلف دول العالم وفق تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة " أنطونيو جوتيريش " .
 
و قال الدكتور " محمود محيي الدين " خلال لقاءه مع الإعلامي " عمرو أديب " في برنامج " الحكاية " علي شاشة " ام بي سي مصر " : " العديد من تقارير المنظمات الدولية بشأن تطلعاتها و توقعاتها للعام الجديد ، تجاهلت احتمال وجود فيروسات ، كما هو الحال في الصين الآن " فيروس كورونا " ، لأن هناك الكثير يقولون إنها ليست المرة الأولي للصين في مواجهة مثل هذه الفيروسات كما حدث عام 2003 " فيروس سارس " ، و أنا أقول أن الوضع السابق للصين يختلف تماماً عن الوضع الحالي " .  
 
و أكد " محيي الدين " : " أن تأثيرات فيروس " كورونا " علي الدول العربية و بالأخص مصر ، نعلم أن هناك الكثير من الواردات المصرية بنسبة حوالي 70 % تقترب من السلع الاستهلاكية ، و رغم حجم الصادرات للصين ، بالتأكيد سنتأثر بشكل شديد ، لأن هناك الكثير من القلق و المخاوف في الصين ، و وسائل الإعلام العالمية تكرس حالة من الهلع للأفراد علي مستوي العالم ، مما يؤثر علي حركة تنقل الأفراد ، و الكثير من دول العالم قامت بتعليق العديد من رحلات الطيران ، و من الصعب التنقل في مدة زمنية قصيرة للعديد من الموردين لتلبية احتياجاتك ، فالتذبذب الكبير و المتابعة الضخمة بتأثر أسواق المنتجات " . 
 
و استمر قائلاً : " من الناحية الإنسانية و الأخلاقية بالتأكيد الكل يتعاطف مع الصين ، و إذا كانت هناك حالات شماتة في إطار المنافسة التجارية فمن المقلق أن لا يتم السيطرة علي الوباء هناك ، فبالتأكيد نظراً لارتفاع الطلب علي بعض السلع سيزيد الأسعار ، و مع ذلك هناك عدد كثير من الشائعات ، التي ستؤثر بالسلب تأكيداً ، لكن هي فرصة ذهبية للمسئولين في مصر أن ينظروا بكل أهمية لقطاع الطب الوقائي " .
 
و عن نظرية المؤامرة ، سخر " محيي الدين " منها و اعتبرها أداة للتسلية ، و وسط حالة التناحر و عدم التعاون الدولي ، بالتأكيد سيظهر من يحاول استغلال تلك الأحداث ، لكن ليس من المنطق أن تقوم احدي الدول بإيذاء أي دولة أخري بنشر فيروس !! " .
 
و عن المخاوف من طول أمد فيروس " كورونا " ، قال " محيي الدين " : " من الضروري أن يتعامل التعامل مع هذه الفرضية ، و الأولوية الأولي هي توجيه التمويل المناسب لمثل هذا الأمر ، و أي شيء في العالم له سعر ، و من ليس له سعر هناك قول أخر و هو " الكرامة " و هذا هو ما فعلته الحكومة المصرية بتكليفات من الرئيس " عبد الفتاح السيسى " بضرورة إعادة المصريين المتواجدين في الصين ، رغم حاجة الدولة للأموال ، إلا إنها كانت رسالة قوية بضرورة الحفاظ علي كرامة المواطن المصري " .
 
و أضاف " محيي الدين " : " أزمة سداد الديون و أزمة الأسواق الناشئة ، و الأزمة المالية العالمية ، نحن الآن وفق تصريحات عدد من الخبراء أننا في الموجة الرابعة من المواجهة ، فالميزة الغالبة في تلك الموجات هي انخفاض سعر الفائدة ، و علي الجميع أخد الحذر ، فيجب التعامل مع الديون و الإقلال من عملية الإقراض ، و القدرة علي الإيفاء بالالتزامات ، و محاولة خلق مصادر جديدة للدخل ، و الاستفادة بدون أدني شك من أي بند يتوافر لنا سواء كانت " أرض ، هواء ، ثروات " كما حدث في بيع الترددات الهوائية لشركات الاتصالات الجديدة ، و أن تكون الإيرادات أكثر من تكلفة الضريبة ، و علي الدولة أن تعمل وفقاً للمعايير الدولية و عدم الاكتفاء بالنظر للوضع المحلي فقط " .