سليمان شفيق
نتنياهو يبدأ معركتة الانتخابية بسفارة في اوغندا وتطبيع سوداني
في الوقت الذي تحاول فية القوي السياسية الفلسطينة رأب الصدع ومواجهة صفقة القرن ، يفاجأها البرهان السوداني بأن الثغرة العربية من عمق النيل تسمح بفتح المياة للصفقة من السودان ، وليس غريبا ان تؤكد اوغندا ايضا بأنها ستفتح سفارة لاسرائيل .

الامر الذي عبر عنة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن "اللقاء طعنةٌ في ظهر الشعب الفلسطيني وخروج صارخ عن مبادرة السلام العربية، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب ونتانياهو تصفية القضية الفلسطينية".

كان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد اعلن  الاثنين الماضي  بأن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد وافق خلال لقاء بينها في أوغندا على بدء التعاون لتطبيع العلاقات بين البلدين. لكن الحكومة السودانية أكدت أنه "لم يتم إخطارها" مسبقا بهذا اللقاء، فيما تحدث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني". بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهواول الاثنين مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في "تطبيع" العلاقات خلال لقاء في عنتيبي الأوغندية، وفق ما أعلن مكتب نتانياهو في بيان.

وجاء في البيان أن البرهان وافق على بدء التعاون لتطبيع العلاقات بين البلدين. وتابع أن "الجانبين اتفقا على بدء تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين".

 وهكذا يُمثل اللقاء في عنتيبي تغييرا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين يُعتبران نظريا في حالة حرب، والتطبيع الكامل للعلاقات بينهما يعني أن السودان سيُصبح ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل. غير أنَ المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح أكد في وقت لاحق أنه "لم يتم إخطار" حكومة بلاده مسبقا بهذا اللقاء، من دون أن يُعطي مزيدا من الإيضاحات".

وقال صالح في بيان: "نحن، أعضاء الحكومة، لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا بشأن هذا الاجتماع. نحن ننتظر أن يعود رئيس مجلس السيادة وأن يعطينا توضيحا حول ذلك".

لكن نتانياهو من جهته، في تغريدة عبر تويتروصف ، الاجتماع بأنه "تاريخي". وأضاف بيان مكتب نتانياهو أن "البرهان يرغب في مساعدة بلده على المضي قدما في عملية التحديث، عبر إنهاء عزلته ووضعه على خارطة العالم".

ولم تنتظر الولايات المتحدة و قالت وزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو تحدث أيضا إلى برهان هاتفيا و "شكر" له "قيادته في تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

كما يبدو ان الامر ليس مفاجأة كون الولايات المتحدة شطبت  في ديسمبر اسم السودان من القائمة السوداء لانتهاك الحريات الدينية، لكنها ما زالت تصنفه دولة راعية للإرهاب.

اي ان المجلس الاستشاري من ديسمبر الماضي يعلم ان هناك علاقات خاصة مدفوعة الثمن مع الولايات المتحدة ، ومجلس السيادة السوداني هيئة انتقالية من المسؤولين العسكريين والمدنيين برئاسة الفريق أول البرهان. والمجلس مكلف الإشراف على انتقال البلاد إلى حكم مدني، وكان المجلس السيادي الاحد الماضي أعلن المجلس السيادي أن البرهان سيزور واشنطن قريبا، اي ان اطراف في المجلس تعلم بكل ما يجري .

 من لاصلح لااعتراف لاتفاوض الي التطبيع:
ويذكر أن السودان الذي كان من البلدان العربية التي قاطعت إسرائيل على مدى عقود بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وفي عام 1967، التقى القادة العرب في الخرطوم واتفقوا علي (لاصلح لا اعتراف لا تفاوض).

في عام 1985 هاجر أكثر من 20000 من يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل بمعاونة من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، وشغل بوش الأب منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، زار مدينة الخرطوم والتقى بالرئيس السوداني النميري لتأكيد إتمام عمليات النقل بنجاح. وتمكنك القوات الأمريكية من نقل عدد كبير من الفلاشا على متن طائراتهم من مطار "العزازا" شرق السودان، وسمبت بالعملية سليمان ، و هاجر عدد كبير يقارب 14000 من الفلاشا من إثيوبيا إلى تل أبيب في 25 مايو 1991، في عملية سميت بعملية سليمان. وتمت العملية بقيادة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي أمنون شاحاك في عهد رئيس الوزراء إسحاق شامير.

أثار لقاء البرهان نتنياهو سجالا كبيرا في السودان، وعاد معارضون سودانيون للتذكير بخطورة منح مسؤولي الجيش في البلاد صلاحيات دبلوماسية، حسب موقع قناة «الحرة» الأمريكية.
فيما قال فيصل محمد صالح، وزير الإعلام السوداني، المتحدث باسم الحكومة، في بيان مقتضب: «تلقينا عبر وسائل الإعلام خبر لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي مع نتنياهو"، أضاف «صالح»: «لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء، وسننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الاثنين إن إسرائيل والسودان اتفقا على بدء تطبيع العلاقات وذلك بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني خلال زيارة لأوغندا.

وأضاف المسؤول في بيان "يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي.. عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني يرغب في مساعدة بلده على المضي قدما في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم".

فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يسوق جيدا لدعايته الانتخابية من خلال هذا اللقاء ولحشد التأييد الأفريقي لصفقة القرن، التي اعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي ورفضها الفلسطينيون ونددت بها أغلب الدول العربية.

في المقابل يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته لاستغلال علاقاته مع واشنطن في مساعدة السودان عبر الضغط على الأخيرة في ملفات أخرى منها "صفقة القرن" وملفات امنية وعسكرية واقتصادية أخرى.

والأحد الماضي، أكد وزير الخارجية الأميركي بومبيو للبرهان، في اتصال هاتفي، عزم واشنطن "تطوير العلاقات مع السودان".

من جانبه قال البرهان لبومبيو إن "الخرطوم تتطلع إلى علاقة مركزية مع الولايات المتحدة".

كما تلقى البرهان من بومبيو دعوة رسمية لزيارة الولايات المتحدة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. وقد رحب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بالدعوة، ووعد بتلبيتها في القريب العاجل.

هكذا حقق لقاء نتنياهو الرهان عدة مكاسب لاسرائيل اولها التطبيع مع السودان وثانيها اضافة مكسب لنتنياهو واعتبار اللقاء موافقة من السودان علي صفقة القرن وثالثهما اثارة التوتر وبث الشقاق بين فصائل الثورة السودانية تمهيدا للانقسام .