كتب – روماني صبري 
ناقش برنامج "النقاش" المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، "صفقة القرن الأمريكية" للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي كشف تفاصيلها ترامب أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك، ومنها إقامة دولة فلسطينية في إطار خطة السلام في الشرق الأوسط، وأثارت الصفقة غضب الفلسطينيين حيث رأوها تصب في مصلحة إسرائيل كونها تسمح لها بفرض سيادتها على مستوطنات الضفة الغربية.
 
خطة لإقامة دولتين
وقالت روان الرجولة، محللة سياسية، أن صفقة القرن الأمريكية تعد مقترح خطة، وإنها أكثر ما تكون رسم للواقع بمعنى الاعتراف بالواقع الموجود حاليا، موضحة :" كما أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أنها خطة لإقامة دولتين، وان الواقع الحالي فرض حلول لا يصبو إليها طرفي النزاع." 
 
وتابعت :"الخطة المقترحة بشكلها الحالي ستكون تحدي لطرفي النزاع الفلسطيني والإسرائيلي لاسيما اليمين الإسرائيلي، وبالأخص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنايهو الذي سيواجه في بلاده تهم بالفساد السياسي إلى جانب مشاركته في الانتخابات التشريعية المقبلة."
 
موضحة :" الجنرال "بيني جانتس" منافس نتنياهو على قيادة الحكومة لم يشارك في المؤتمر الصحفي المشترك لترامب ونتنياهو حول إعلان تفاصيل الخطة الأمريكية." 
 
مضيفة :" ثمة انقسام فلسطيني حول الصفقة، علاوة إلى الجدل والانقسام في الآراء في البلاد العربية بين موافق على الصفقة ومعارض." 
 
هل تختلف الخطة الجديدة عن مثلياتها القديمة 
فيما رأى هشام أبو شهلي، باحث في العلوم السياسية، أن صفقة القرن الأمريكية الجديدة بخصوص السلام بين فلسطين وإسرائيل لا تختلف عن كل الخطط السابقة التي تبنتها الولايات المتحدة.
 
موضحا :" كل الخطط التي طرحت كان هدفها تصفية القضية الفلسطينية، ورغم ذلك انخرط فيها الشعب الفلسطيني ، ولا ننسى أن منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل، لكن كافة الخطط التي طرحت حتى أكثر الطروح كرما مع الفلسطينيين "ديفيد 2000" كان جوهرها تصفية القضية الفلسطينية كونها احتوت على بند ينص على عدم اعتراف القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ." 
 
ولفت :" جاءت الصفقة الأمريكية التي تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل في وقت جعلت منه بعض البلاد العربية الجمهورية الإيرانية الإسلامية بعبعا، وهو ما استغلته أمريكا لشرعنة وجودها في المنطقة." 
 
وردا على سؤال "قال ترامب في المؤتمر انه لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تستمر بالاعتماد على المساعدات الجمعيات الخيرية أو الدول الأجنبية  واقترح 50 مليون دولار." 
 
فرد بقوله:" القضية ليست قضية مال بالنسبة للقيادات الفلسطينية ولا للشعب الفلسطيني، لان لب القضية هو عودة اللاجئين الفلسطينيين ، و ترامب قطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينية "الأونروا"، ومؤسساتها، ما عكس عدم اعترافه باللاجئ الفلسطيني، والقوانين الدولية ما يتوافق مع المشروع الإسرائيلي." 
 
سوف تعيد الانتفاضة 
وذكرت "صفقة القرن الأمريكية" الكاتبة الصحفية وفاء فكاني، بكلمة قالها الإمام الغزالي، أن هناك ساعة حرجة يصل فيها الظلم لأقصى قوته ويصل فيها الباطل لذروة قوته ويصل فيها الحق لأقصى محنته."
 
موضحة :" نحن لا نطلب ثبات الحكام العرب ووقوفهم ضد تمرير هذه الصفقة التي تضر بحقوق الفلسطينيين، لأننا نعرف توجهاتهم ورغباتهم." 
 
وتابعت:" بل نطلب هذا الثبات من الشعب الفلسطيني، وأود أن أؤكد أن صفقة القرن سوف يكون لها نتائج عكسية على ما يتمناه ويرجوه كل من نتنياهو وترامب، لان بنودها تظلم الشعب الفلسطيني لذلك ستعيد زخم حب الانتفاضة."