محمد حسين يونس
لست من هواة قراءة نشرات الدعاية الصفراء المسماة صحف مصرية .. أقرأ عناوين جريدة منها .. و أبتسم .. و لكن في هذه المراة .. قرأت العنوان .. و بلمت .. يعني إيه ((مؤتمر الأزهر الشريف للتجديد في الفكر الإسلامي)).

تقصدوا تجديد الخطاب الديني .. أى تلافي كل ما تشيعه الجماعات الإرهابية التحريضية ..الجهادية السلفية .. عن الإسلام .. رغم أنه الخطاب القادم من أزمنة السلف الصالح . و كان فعالا .. في تحقيق إنتصارات علي أكبر إمبراطوريتين في ذلك الزمن .. و لكنه أصبح اليوم يؤدى إلي أعمال تمثل جرائم حرب ضد الإنسانية .

عندما نتكلم عن الإسلام .. فهو واحد لا يتغير ..ما قدمه الرسول الكريم حتي حجة الوداع .. و مذكور بكتابة ( القرآن الكريم ) لا يتغير و لا يجدد و لا يخالف .. و لكن الخطاب التالي لهذا الزمن .. هو الذى تغير طبقا للمجتمعات التي أمنت به .. و في الأساس .. مجتمعين .. مجتمع المتسيدين (الأشراف ) .. و مجتمع الموالي( المستضعفين ) .

الفارق بين الخطابين كبير جدا .. و واسع .. الأول يجد من النصوص ما يجعله يتجبر و يفترى .. و يقتل .. و يذبح .. و يقطع الأعضاء البشرية ..و يستولي علي الأموال .. و يتمتع بالسلطة المطلقة .. يقول كن فيكون .

و الأخر يجد في النصوص .. كل القيم الإنسانية التي تحض علي المحبة و السلام .. و التعاطف .. و حرية الرأى .. و السماح للغير بمزاولة حياته دون تدخل .. و إحترام أديان سابقة و مخالفة ..حتي لو كانت غير إبراهيمية

ولكي نفهم هذا نرى تطبيقة في مذهب الوهابية الذى أنتج (القاعدة ) و ( داعش ) و ( بوكو حرام ) و ( الأخوان المسلمين ) . .. أو في إيران حيث عدوانية الملالي .. و حكمهم الفاشي .. الإرهابي .

ثم نقارنه بما كان يحدث في مصر أو الشام .. من خطابات .. تقول أن الدين المعاملة .. و أن المسلم من سلمت الناس من لسانه و يده .. و أن الكرم و الصدق .. و المحبة .. و الأمانه و التسامح مع المخالفين ..و التواد .. هي أساسات أخلاق المسلم الورع الحق .

الأشراف السادة .. أخذوا جانب .. العنف والشدة ليسوسوا العبيد و سكان الأقطار التي تم غزوها .. ... و الموالي أخذوا جانب .. التعاطف و السلام و المحبة ..كي يستطيعوا تقبل الحياة .. المستجدة عليهم بعد الإستعمار .

عاش الحطابين متجاورين لقرون .. حتي سالت أبار البترول .. و جعلت .. من المتشددين أغنياء .. يشترون من يردد خطابهم.. بما يجعلهم الأكثر سيطرة .. ( علي العالمين ) ..

هذا هو الفارق .. فهل سيجد الأزهر الشجاعة و الحكمه أن يعيد لنا إسلامنا المفقود .. بإسلوب تلاوة القرآن و الأذان و تسابيبح الفجر أو صلوات الأعياد .. و التسامح .. و المحبة .. و قبول الأخر .. ويسمح بالصوفية بموالدهم و حلواهم ,, واغانيهم .. و إحتفالاتهم .. أم أن القراءة الوهابية ستبقي الأقوى .