كتب – نعيم يوسف

تمكن كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، الأسبوع الماضي الهرب من اليابان رغم شروط الكفالة الصارمة، والتي تضمنت شرط بقائه في البلاد، في قصة مازالت تفاصيلها مثيرة وشيقة وغامضة مثل أفلام السينما في هوليود، بينما يسعى المسؤولون اليابانيون منذ ذلك الحين احتواء تداعيات هروبه ومعرفة كيف تمكن من الخروج من البلاد بينما كان تحت الإقامة الجبرية بمنزله في طوكيو.

 

 وبعد هروبه، أجرى "غصن" حوارا تلفزيونًيا مع شبكة "سي إن إن"، كشف فيه العديد من التفاصيل عن أحداث الأسابيع الماضية.

 

الكثير من الشائعات

عن كيفية خروجه من اليابان، قال "غصن": هناك العديد من الشائعات، ومعظمها غير صحيح، ولا تتماشى مع بعضها البعض، ولكن أريد أن أقول شيئا على سبيل المثال، وهو أنهم قالوا بأن فرقة وصلت إلى منزلي في عيد الميلاد، ثم أخرجوني في صندوق خشبي، وكل هذا غير صحيح، لأن المدعى العام الياباني كان في منزلي في طوكيو ليلة عيد الميلاد، وهناك مراقبة لمن يدخلون إلى منزلي.

 

ورفض "غصن" التعليق على خروجه من اليابان في صندوق، مشيرا إلى أنه كان محظوظًا بوجود من سانده في المشكلة التي تعرض لها، موضحا أنه عندما يقع الشخص في مشكلة مع العدالة، لا يوجد الكثير من حوله يمكن أن يساعدونه، وبالتالي يريد حماية من ساعده قدر الإمكان.

 

وعن محاكمة بعضًا منهم في تركيا، قال "غصن": "أشعر بالسوء حيال ذلك"، موضحا أن الجميع كان على علم من البداية بخطورة هذه العملية، وبالتالي كانوا يعرفون خطورة ما يفعلونه.

 

الخروج من اليابان والاختباء

وأشار إلى أنه لم يغادر اليابان لكي يختبئ، ولكن لأنه يبحث عن العدالة وتلميع اسمه، والبحث عن بلد يحاكم فيه محاكمة عادلة، تحترم حقوق الدفاع، لافتا إلى أنه على استعداد للمحاكمة على الادعاءات الموجهة له، ولكن ليس في اليابان، لأن اليابان لا يوجد فيها احترام لحقوق الدفاع، وهو لا يبحث عن البلد، ولكن قواعد المحاكمة العادلة.

 

ولفت إلى أن الناس بالفعل لا يحبون الأشخاص الهاربين، ولكن الأمر يكون مختلفا عندما يكون هذا الشخص مظلومًا، ولا ينظرون إلى من يهربون من كوريا الشمالية أو فيتنام، أو روسيا إبان الحكم الشيوعي، على أنهم يهربون من العدالة، مشددًا: "أنا لم أهرب من العدالة، ولكن كنت أبحث عن العدالة".

 

التهم الموجهة له

وكشف أن التهم الموجهة له في اليابان لم تكن تتعلق بالمنزل الذي يسكن فيه أو الطائرة التي يتسخدمها، وإنما تتعلق بأنه لم يبلغ عن تعويضات لم تكن مؤكدة أو محددة، ولم يتم دفعها، لافتا إلى أنه لا يعلم ما إذا كانت هناك نية لدفعها أم لا.

 

وأشار إلى أن اليابان متقدمة جدا من الناحية الصناعية، ولكنها في نفس الوقت لديها قانون قديم جدا، وهم فخورون بفرض عقوبة الإعدام، ويمكن أن يتم استجوابك دون حضور محام معك، لافتا إلى أنه قضى 130 يومًا، تم استجوابه تقريبا نصف هذا الوقت، وقد يحدث أن يتم استجوابه لمدة 8 ساعات خلال الليل، ودون محام.

 

وأوضح أنهم كانوا يعرضون عليه أن يعترف مقابل إطلاق سراحه، أو عدم مضايقة زوجته، وأطفاله، لافتا إلى أنه لم يعترف لأنه لم يثق فيهم، وأنهم سوف يتوقفون عن ذلك، مشددا على أن الاعتراف لا يعتبر نوعا من الصفقات.

 

نيسان بعد كارلوس غصن

ونوه إلى أن الكثيرين في الشركة كانوا يقولون "دعونا نقلب صفحة غصن" ونبدأ من جديد، ولكن صفحة "غصن" كان بها الأرباح، وبها النمو، والابتكار التكنولوجي، والتحالفات الناجحة، والآن بالفعل قلبوا الصفحة ولكن بدون أرباح والنمو انخفض، ولا يوجد مبادرات استراتيجية، والأكاذيب لا تعمل.