سليمان شفيق
في سياق حروب الجيل الرابع والتضليلات الاعلامية من وسائل الاعلام القطرية والتركية الاخوانية تم نشر أنباء بشأن تنازل مصر عن مقترحها الخاص بقواعد ملء وتشغيل سد النهضة،وفي هذا السياق كشف المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، إنه فى ضوء ما تردد من تواصل المركز مع  وزارة الموارد المائية والرى، والتى نفت تلك الأنباء، حيث أكدت وزارة الموارد المائية والرى، أنه لا صحة على الإطلاق لتنازل مصر عن مقترحها الخاص بقواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مُشددةً على تمسك مصر بمقترحها الخاص بقواعد ملء وتشغيل السد مع استمرار حرصها وسعيها للتوصل إلى اتفاق مع كل من السودان وإثيوبيا بخصوص تلك القواعد، بما يحقق مصلحة الدول الثلاث في التنمية، وبما لا يمثل خطراً جسيمًا على مصر،واضاف المركز الاعلامي انه  قد تم عقد ثلاث اجتماعات لاستعراض وجهات نظر الدول الثلاث  للتغلب على نقاط الخلاف بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، وذلك بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي، حيث جاءت تلك الاجتماعات في ضوء مخرجات اجتماع واشنطن الذي عُقد في 6 نوفمبر الماضي، ومن المقرر عقد الاجتماع الرابع يومي (9 -10) يناير المقبل لاستكمال النقاشات والمفاوضات.

وناشد مجلس الوزراء وسائل الإعلام المختلفة ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية بالوزارة للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة بلبلة الرأي العام.

الي جانب نفي وزارة الموارد المائية ما تداولته بعض وسائل الإعلام من معلومات المغلوطة عن تناقص حصة مصر من المياه إلى 35 مليار متر مكعب، فقد اوضحت الوزارة إن مصر تطالب بإمرار وتدفق 40 مليار متر مكعب سنويًا من النيل الأزرق وهو متوسط ايراد النيل الأزرق أثناء فترات الجفاف والجفاف الممتد مثلما حدث خلال الفترة من عام 1979 إلى عام 1987 فى ظل أن المقترح الأثيوبى حول سد النهضة يطالب بمرور 35 مليار متر مكعب سنوياً من النيل الأزرق، خلال فترات الملء فقط وخلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، مع الإشارة إلى أن النيل الأزرق يمثل أحد روافد هضبتى الحبشة والبحيرات وهو رافد من أربعة روافد رئيسية تغذى نهر النيل.
 
وقد ذكرت وزارة الرى ، تمسكها بالمقترح المقدم من جانبها بخصوص قواعد ملء وتشغيل  ، وسعيها للتوصل إلى تفاهم واتفاق مع كلا من السودان وإثيوبيا بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد وخصوصا خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد والحرص على التوصل لصيغة توافقية تحقق مصلحة الدول الثلاث متمثلة فى حق أثيوبيا فى تحقيق التنمية التى تنشدها بما لا يمثل خطراً جسيمًا على مصر ويضمن تدفق المياه لها.
 
يذكر أنه خلال الاجتماع الماضى تم استكمال مناقشات مخرجات الاجتماع الأول الذى عقد فى أثيوبيا خلال الفترة (15-16) نوفمبر والاجتماع الثانى الذى عقد بالقاهرة خلال الفترة (2-3) ديسمبر واجتماع واشنطن الذى عقد يوم 9 ديسمبر، وذلك فى إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة فى ضوء أهمية التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن بشان ملء وتشغيل السد وأهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقى بين السدود، حيث واصلت الدول الثلاث النقاشات حول نقاط التوافق والاختلاف.

من جهة اخري كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء امس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم خلال الاتصال التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات بعض الملفات الإقليمية خاصة الوضع في ليبيا، حيث أكد الرئيس دعم مصر لتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده، كما أكد الرئيس على أهمية الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي في هذا السياق لمكافحة الإرهاب، وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة التي باتت تهدد الامن الإقليمي بأسره، مشدداً في ذات الوقت علي ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.

وتم التطرق إلى ملف سد النهضة، حيث أعرب الرئيس عن التقدير لجهود الولايات المتحدة في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، بينما جدد الرئيس الأمريكي تأكيد اهتمامه وحرصه على نجاح تلك المفاوضات للخروج بنتائج إيجابية وعادلة تحفظ حقوق جميع الأطراف.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك عدداً من الموضوعات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، حيث أكد الرئيسان في هذا الصدد الحرص على تطوير التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، وأعربا عن تطلعهما لمواصلة العمل على دفع العلاقات المتميزة بين البلدين.

وكانت  الاخبار المغلوطة  قد بدأت  بعد ان شهدت مفاوضات سد النهضة انفراجة ، خلال الاجتماع الأول الذى شهدته «أديس أبابا»، تطبيقاً للمتفق عليه فى اجتماعات «واشنطن»، حيث أعلنت وزارة الرى السودانية، اليوم، أن «مناقشات ملء بحيرة سد النهضة شهدت تقدماً، وقد تصل إلى 7 سنوات وفق هيدرولوجية نهر النيل الأزرق»، وشملت المفاوضات، وفق البيان، «التشغيل الدائم لسد النهضة، وتأثيراته على منظومة السدود فى السودان ومصر»، وأشار إلى مواصلة اجتماعات التفاوض حول القضايا العالقة خلال ديسمبر 2019 ويناير2020 ،وبعدها صرح المهندس محمد السباعى، المتحدث باسم وزارة الرى، إن المفاوضات لا تبحث عدد سنوات التخزين فقط، بل إن مصر تركز على تنفيذ العملية على مراحل، بحيث تجرى مراعاة الجفاف الذى يشهده الحوض خلال الفيضان السنوى، ولفت إلى أن المفاوضات شهدت طرح رؤية محددة لتشغيل الخزان تتوافق مع وضع السدود فى مصر والسودان. وأوضح «السباعى» أن «هيدرولوجية النيل الأزرق هى التى تحدد عدد السنوات التى سيجرى على أساسها تخزين بحيرة سد النهضة، حيث يقل عدد السنوات فى الفيضان المرتفع، ويزيد مع تعرُّض الحوض للجفاف".
 
ويُعد الاجتماع الأول فى أديس أبابا أحد الاجتماعات الأربعة المتفق على عقدها على مستوى وزراء الرى فى مصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة ممثلى الولايات المتحدة والبنك الدولى كمراقبين، ومن المُقرر عقد 3 اجتماعات فنية أخرى، تفعيلاً لما تم التوافق عليه خلال مُباحثات واشنطن، والتى جرى خلالها الاتفاق على جميع النقاط الخلافية بحد أقصى تم تحديده يناير المقبل.

الحرب مع مصر "غير مطروحة:"اثيوبيا  :
وسبق ان تحدث السفير الإثيوبى فى القاهرة، دينا مفتى، عن خيار «الحرب مع مصر»، بسبب أزمة «سد النهضة".

وقال فى تصريحات صحفية نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية: «الحرب مع مصر ليست خياراً مطروحاً على طاولة الحوار من الأساس ليجرى الحديث عنه»، وأوضح الدبلوماسى الإثيوبى حقيقة تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا «آبى أحمد»، التى اعتبرها البعض تلويحاً بالحرب ضد مصر، وتابع: «رئيس الوزراء يؤمن دوماً بالسلام، وهذا ما تؤمن به القيادة المصرية".