كتبت :جارنيه  نظريان 
 
سيطر الجيش السوري ، على بلدة كفروما أحد أهم معاقل الجماعات المسلحة بريف معرة النعمان جنوب محافظة إدلب ، حيث خاض معارك عنيفة مع الفصائل المسلحة المتمركزة في البلدة، والتي استماتت في الدفاع عن مواقعها المحصنة ومنع سقوطها بيد الجيش، إذ نفّذ الأخير ضربات مركزة كسر من خلالها دفاعات المسلحين، ودمّر منصات إطلاق الصواريخ الحرارية التي كانوا يستخدمونها لاستهداف الآليات العسكرية المشاركة في عملية الاقتحام.
 و حولٱخر التطورات عن العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري و أهمية معرة النعمان قال الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور "كمال جفا" لموقع "الأقباط متحدون"
 
رفض الانصياع إلى مايسمى ثوار الاخوان المسلمين
 
قال "جفا " : "تتربع معرة النعمان على الطريق الدولي بين حلب وحماه ومنذ بداية الحرب على سورية وضعت المجموعات المسلحة المتمركزة في جبل الزاوية وريف المعرة الشرقي المدينة نصب اعينها .. كما هو حال مدينة حلب التي تم اجتياحها من قبل ابناء الريف الغربي والشمالي والشرقي وتم معاقبتها وتدميرها وسرقة معاملها والسيطرة على اراضيهم ومزراعهم بسبب رفضهم الانصياع الى قادة وشيوخ الاخوان المسلمين ايضا معرة النعمان وعائلاتها الارستقراطية المثقفة والتي تحمل ارث تاريخي كبير رفضت الانصياع الى مايسمى ثوار الاخوان المسلمين في جبل الزاوية ولذلك كانت هدفا لهم للاقتصاص منها وتهجير اهلها واحتلالها... دفعت المعرة بالاضافة الى وحدات الجيش التي التجأت اليها  ثمنها غاليا وداميا لصمودها ولمقاومتها بعض الوقت اوامر الاستسلام لهؤلاء القتلة والمجرمين وكان الانتقام يرقى ويفوق جرائم الحرب..."
 
 أهمية تحرير معرة النعمان 
 
وضح "جفا" أن " معرة النعمان العسكرية تعتبر أهم معقل للمجموعات المسلحة التي تعاقبت على السيطرة عليها وهي تقع  على أهم طريق حيوي يربط حلب بالعاصمة دمشق والمعروف بطريق“M5″، وفق صيغ اتفاق “سوتشي” الروسي التركي حول إدلب منتصف أيلول ما قبل الماضي، إذ تبعد عن حلب ٨٤ كيلو مترا وعن حماة ٦٠ كيلو مترا وتتربع منطقة جغرافية بالغة الحساسية بموقعها الفريد من نوعه والذي يربط أرياف إدلب الغربية والشرقية والشمالية ببعضها بعضا وتقع في الطرف الشرقي لجبل الزاوية الذي يعتبر معضلة اساسية لخطة العمل العسكرية التي اتبعها الجيش السوري سابقا في التقدم الى جبل الزاوية من الجنوب عبر جبل شحشبو والذي كان خط الموت الحتمي الاليات المدرعة والدبابات السورية لكثرة الكمائن لقواعد ال م.د بمنظومة التاو الامريكية والتي وفشلت عدة معارك خاضها الجيش السوري عبر الولوج في هذا الممر الاجباري.."
 
التكتيك العسكري 
 
اقترب الجيش السوري من إكمال الطوق حول مدينة معرة النعمان ليتبقى له مزارع كفرومة وبلدة حنتوتين ضمن مسافة 6 كم، حيث بدأ التمهيد لاقتحامها والسيطرة عليهما لإعلان مدينة معرة النعمان محاصرة بالكامل و أكد "جفا " أن التكتيك الذي يستخدمه الجيش السوري هو "الدخول الى جبل الزاوية من القرى والمدن شرق المعرة يعني الوصول باسرعمايمكن الى منتصف قرى جبل الزاوية و اسقاطها وفصل الجبل الى قطاعين الاول الشمالي جبل الزاوية وجبل الاربعين وبالتالي اريحا ومحيطها والثاني جبل الزاوية وكفر نبل وجبل شحشبو ومنه السيطرة النارية الكاملة على سهل الغاب والذي كان الكارثة و المجزرة التي تم ارتكابها بحق قوات الجيش اثناء الانحساب من جسر الشغور. ...
ايضا فرض السيطرة على معرة النعمان يعني  مسك أهم معقل سكاني في مركز محافظة ادلب بعد مدينة ادلب وعلى اهم موقع على الطريق السريع بين حماة وحلب، ووفق بنود اتفاق “سوتشي” الذي تأخر تطبيقه أكثر من عام جراء مماطلة النظام التركي الضامن للاتفاق ومحاباته الارهابيين، وفي مقدمتهم “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها والتي نص الاتفاق على انسحابهم من “المنطقة المنزوعة السلاح” ومن الطريقين الدوليين من حلب إلى كل من حماة واللاذقية.
 كما ان  سيطرة الجيش السوري عليها، يفسح الطريق  باتجاه مدينة سراقب، المنبسطة جغرافيا أيضا والتي تشكل عقدة طرق تربط وسط سوريا بشمالها وشمالها بغربها "
 
معركة اسقاط الحلم العثماني
 
قال "جفا" أنه "يجب أن لا ننسى ان الوصول الى الاهداف التي تم الاشارة اليها يعني متابعة المسار لإكمال السيطرته على ما تبقى من الطريق الدولي إلى حلب والسيطرة على أهم طريق دولي قبل أن يفتح معركة السيطرة على طريق“M4” الذي يصل حلب باللاذقية ابتداء بسراقب مرورا بأريحا إلى جسر الشغور التي تشكل مدخلا إلى محافظة اللاذقية والتي ستكون معركتها اخر المعارك  واعقدها والتي ستنتهي الحرب السورية لان التضاريس والتشعب والتداخلي والتعقيدات الميدانية ستجلعها ام المعارك مع بقايا الاحتلال العثماني بعد ثماني سنوات من الحرب الطاحنة على كامل الجغرافيا السورية.." 
وفي ضوء هذه الأحداث إن أهمية تحرير معرة النعمان يعني انهيار أكبر معاقل جبهة النصرة بضربات الجيش السوري الذي لن يتوانى عن تحرير كل شبر من أراضي سورية.