كتب - محرر الأقباط متحدون
 
ذكرت الكاتبة " أميرة بهي الدين " ، أن الدولة المصرية تلقي الضوء دائماً علي أهمية دور جهاز الشرطة ، عقب تعرضها للعديد من الشائعات و الاتهامات منذ 25 يناير ، لتفكيك مؤسسات الدولة ، و أنه لولا ثورة 30 يونيو لما عاد للبلد الأمن و الأمان " .
 
و قالت " بهي الدين " خلال لقاءها في برنامج " المواجهة " علي شاشة " اكسترا نيوز " : " لا أحد ينكر وجود مخالفات فردية من بعض أفراد الشرطة ، و لكن قبل يناير 2011 ، كان هناك استهداف واضح لوزارة الداخلية ، و فبركة فيديوهات و عرضها علي قنوات بعينها ، لإثارة الشعب المصري ، عن طريق تشويه أداء جهاز أمن الدولة ، و تم تصوير الوضع للمصريين ، أن البلد تعيش في وضع فوضوي ، و أن جماعة الإخوان لديها ثأر كبير مع وزارة الداخلية و جهاز أمن الدولة بالتحديد ، و ينالوا من رجاله ، لأنهم الأكثر علماً بجرائمهم ، و بدأت الخطة في تضخيم الأحداث الفردية السلبية لأفراد الشرطة ، من قتل الضباط ، و إحراق الأقسام ، و كان المشهد الأكثر عبثية هو حرق مجند حي بالمولوتوف فوق كوبري أكتوبر ، كان مخطط كبير لهدم البلد ، دون علم المصريين بأنهم يشاركوا في هدم وطنهم ، و عقب انهيار جهاز الشرطة في يوم 28 يناير ، شعر المواطن المصري بأنه فقد إحساسه بالأمن و تشكلت اللجان الشعبية ، لحماية الممتلكات العامة و الخاصة ، و كان مخطط فتح السجون هو الأساس في إشاعة الفوضى بالبلاد " .
 
و تابعت ، " بعد ثورة 30 يونيو ، اهتمت الدولة علي وجه التحديد بكلية الشرطة علي قدر المساواة مع شباب القوات المسلحة ، و مشاركة الرئيس " السيسى " في حفلات التخرج ، و أن إدراك المصريين بدور الشرطة الوطني ، و الثمن الباهظ الذي دفعه رجال الشرطة من دمائهم ، و ما تبعه من استهداف القوات المسلحة ، و إشعال فتيل الفتنة بين المسلمين و المسيحيين ، أن وزارة الداخلية تغيرت عما كان في الماضي ، و أن المواطنين رحبوا بعودة رجال الشرطة إلي الشارع ، بعد شهورهم أن البلد خاوية من حماة الوطن ، و أن الصحفي الراحل عبد الله كمال قال إن ثورة 30 يونيو هي ثورة الدولة المصرية " .
 
و أكملت " بهي الدين " : " الإخوان كانوا يستهدفوا بالأساس ، كل مقرات جهاز الشرطة ، عقب رفض وزارة الداخلية المشاركة في الاعتداء علي المتظاهرين السلميين جراء رفض الإعلان الدستوري المكبل ، كان نقطة التحول في رسم العلاقة بين الشرطة و الجماعة الإرهابية ، و أنصف القضاء المصري رجال الداخلية ، عند تقديمهم للمحاكمة ، لأن كل من هاجم الأقسام ، هم بلطجية أرادوا سرقة الأسلحة من داخل المقرات الشرطية ، و أن الثوار الممولين متضامنين تماماً مع الإخوان ، حيث تحالف الفرقاء ضد جهاز الشرطة ، و الشعب المصري أدرك أن لا حياة بدون شرطة في الشارع ، لأنها مصيبة كبيرة " .
 
و أضافت ، " المواطن المصري الطبيعي ، شعر بدور الشرطة الطبيعي في تسيير أمور الحياة ، و أن الشعب أدرك أنه تم استخدامه في مخطط كبير ، لتدمير الوطن نهائياً عن طريق الإخوان ، و تدخل أجهزة استخبارات دول أجنبية ، و انتشار الجواسيس ، فتح أعين المصريين علي حقيقة المخطط ، و أن جهاز الشرطة جهاز عريق و عتيق ، و ليس من السهل سقوط أجهزة الدولة بمنتهي السلاسة ، مثل ما حدث في العديد من الدول المجاورة ، و أن محاولة اقتحام وزارة الداخلية ، و من بعده حصار الكنائس ، و المحكمة الدستورية ، و محاولة اقتحام وزارة الدفاع ، كان بمثابة محاولات الإخوان خلخلة أجهزة الدولة الراسخة " .
 
و عن دور وزارة الداخلية في تطوير نفسها ، " كان الهدف واضح ، أن الاعتداء علي المؤسسة ، هو اعتداء علي الوطن كاملاً ، و أن تواجد الميليشيات الإرهابية كبديل عن جهاز الشرطة ، لم يكن يخطر علي بال المصريين ، و أن الإنهاك الذي لحق بالوزارة في الفترة ما بين 25 يناير و 30 يونيو ، أسهم في تشكيل خبرة كبيرة لدي أفراد الوزارة ، جعلهم يدركوا أن غضب المصريين من الجهاز قبل 2011 ، كان نقطة تحول كبيرة في إدراك جهاز الشرطة المصرية ، و استطاعت تحليل جوانب القصور ، و الرد علي استفسارات المواطنين و وسائل الإعلام ، و التعامل بشفافية مع المصريين في ما يحدث ، و قررت التواصل بطريقة مباشرة مع الشعب ، لكشف الحقائق دون تزييف ، و أن قطاع حقوق الإنسان بالوزارة هو أكبر دليل علي تغير وزارة الداخلية في تعاملها مع المواطن العادي ، و أن دماء رجال الشرطة حرق قلوب المصريين ، و رؤية المصريين من استهداف الإرهابيين بشكل خاص للضباط ، عكس ما كان يحدث في أحداث الإرهاب الأسود في حقبة الرئيس السادات و مبارك و التسعينيات ، و أن استشهاد الجنود و الضباط و القيادات ضحوا بدمائهم من أجل المصريين .
 
و عن خصومة الجماعات الإرهابية للرئيس السيسى : " تتمثل في استهداف الدولة ، و كان من الممكن أن ينجحوا في مخططهم ، لكن رؤية الرئيس للبلد ، و محاولاته المستميتة في الدفاع عن الوطن ، و دفع عجلة التنمية إلي مستويات غير مسبوقة في تاريخ مصر ، أفشل أهدافهم في إغراق الدولة ، و أن الخصومة تحولت الآن بين الشعب ذات نفسه و الإخوان ، لأن إرادة المصريين بالوقوف خلف رئيسهم ، أعمت أبصار الإرهابيين عن مشاهدة الواقع الحالي ، و أن منصاتهم الإعلامية أصبحت تتحدث مع نفسها فقط ، ولا هناك عيش مشترك سيكون بيننا مجدداً ، و لن يفسح المصريين المجال مرة أخري للمرتزقة " .