تجاوز للهوية الوطنية
هاني صبري - المحامي
إحتفل البعض بعيد الشرطة تحت إسم مجلس القبائل العربية وذلك باستاد القاهره !
 
بادئ ذي بدء نحن لسنا ضد الإحتفالات بل نقدر بكل الاعتزاز تضحيات أبناء الوطن من رجال الشرطة والقوات المسلحة وتضحيات كل المصريين من أجل الدفاع عن هذا الوطن المفدي، ولكن هذا الأمر غريب علينا ولَم يحدث من قبل فى تاريخنا الحديث ، أن يعقد إحتفال تحت رعاية الحكومة بأسم مجالس القبائل العربية والعائلات المصرية. 
 
أن مصر لم تعرف نظام القبائل إلا عبر بعض التجمعات الإستثنائية الضئيلة علي الحدود ، هذا التصنيف الذي يقسم الشعب الواحد قبائل عربية وآخري غير عربية، يضر الدولة المصرية وفيه طمس حقيقي للهوية المصرية ومرفوض جملاً وتفصيلاً ، من هؤلاء الذين يريدون لأنفسهم تمايز قبائلى (عربى ) على باقى الشعب. 
 
الجدير بالذكر أن كل من أتي مصر عبر التاريخ من كل صوب وحدب من مجموعات وشعوب كل هؤلاء سرعان ما تمتصه الحضارة المصرية وذابوا فيها فهذه هي مصر والمصريون دولة حضارية جذورها عميقة ومتجانسة منذ فجر التاريخ قوتها في وحدتها ، فليس من الحكمة البحث عن إنتماءات هامشية ضيقة لا أساس لها ليذهب البعض إلي البحث عن هوية تتجاوز الهوية الوطنية التي حمت مصر عبر آلاف السنين.
 
علينا النظر جميعاً برؤية ثاقبة علي بعض الدول التي تنقسم شعوبها إلي قبائل وذات نزاعات طائفية ومذهبية وعرقية وما حل بها من خراب ودمار حتي ندرك خطورة هذا الاتجاه علي سلامة وأمن واستقرار الدولة المصرية، هل تريدون لمصرنا الحبيبة هذا المصير ؟، يجب أن يذوب كل المصريين باختلاف انتماءاتهم وتواجهاتهم في كيان واحد هو مصر. بعيداً عن أي نزاعات قبلية أو مذهبية أو طائفية، وأن وحدة المصريين أحد أهم صمامات أمن هذا الوطن، حفظ الله مصر وشعبها العظيم من كل سوء.