تحقيق .. رأفت إدوار
تعيش آلاف الأسر بمناطق و قرى تابعة لحى الجناين بالقطاع الريفي بمحافظة السويس مأساة‏ ‏حقيقية‏ ‏نتيجة‏ ‏حرمانهم من توصيل الصرف الصحي لمنازلهم من بينها منطقة غرب قرية كبريت و الخواطرة القديمة و قرية شندورة و منشية الرجولة وقرية البطراوي و قرية ابوسيال ليصبح تصريفها عبر " بيارات وترنشات " ومنها إلى باطن الأرض والشوارع التي غرقت في‏ ‏مياه‏ ‏الصرف‏ ‏ الصحي لتصيبهم‏ ‏بالعديد‏ ‏من‏ ‏الأمراض‏ الفيروسية ‏الفتاكة‏ و الالتهابات الحادة و الحمى والطفيليات التي تهاجم خلايا الأمعاء وتتكاثر بها في ظل استغاثات من الأهالي للمسئولين في المحافظة منذ سنوات لأهم مشاكلهم.
 
‏و كان ‏لنا جولة‏ ‏داخل‏ ‏هذه المناطق ‏لرصد‏ ‏بعض‏ ‏النماذج‏ ‏الحية‏ ‏التي‏ ‏تعكس‏ ‏طبيعة‏ ‏الواقع‏ ‏المعاش‏ ‏ ‏لوضعها‏ ‏أمام‏ ‏المسئولين‏ ‏في‏ ‏محاولة‏ ‏لإيجاد حلول‏ ‏ ‏ ‏لها‏
في البداية أوضح " سليم سليمان " من سكان منطقة ابوسيال ‏إن‏ ‏مياه‏ ‏الصرف‏ ‏الصحي‏ ‏أغرقت‏ ‏مساكن‏ ‏المنطقة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏دخلت‏ ‏المياه‏ ‏عليهم‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏جانب‏ ‏نتيجة‏ ‏انسداد‏ ‏البيارات‏ ‏البدائية‏ ‏التي‏ ‏يستخدمها‏ ‏الأهالي‏ ‏لعدم‏ ‏وجود‏ ‏صرف‏ ‏صحي‏ ‏بالمنطقة‏ ‏ وقد‏ ‏تراكمت‏ ‏مياه‏ ‏المجاري‏ ‏أمام‏ ‏مساكنهم‏ ‏في‏ ‏شكل‏ ‏برك‏ ‏ومستنقعات‏ ‏تعيش‏ ‏فيها‏ ‏الحشرات‏ ‏وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض نتيجة التلوث البيئي الذي يعيشون فيه.
 
وأشار إلى‏ ‏أن‏ ‏سيارات‏ ‏كسح‏ ‏المياه‏ ‏لا تأتى ‏إلي‏ ‏المنطقة‏ ‏لتقوم‏ ‏بدورها‏ ‏المنوط بها‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏قاموا‏ ‏باستئجارها‏ ‏وسداد‏ ‏تكلفتها‏ ‏من‏ ‏ميزانيتهم‏ ‏الخاصة‏ ‏مما‏ ‏يعد‏ ‏عبئا‏ ‏إضافيا‏ ‏عليهم‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏لا تتحمل‏ ‏ظروفهم‏ ‏الاجتماعية و الاقتصادية ‏ ‏المتردية‏ ‏أي‏ ‏أعباء‏ ‏جديدة.
 
وابدي سليمان ‏استياءه‏ ‏الشديد‏ ‏من‏ ‏تجاهل‏ ‏المسئولين‏ ‏لشكواهم‏ ‏التي‏ ‏لاقت‏ ‏وعودا‏ ‏واهية‏ ‏دون‏ سرعة ‏تنفيذ‏ ‏علي‏ ‏أرض‏ ‏الواقع‏ مطالبا محافظ السويس ورئيس حي الجناين أن يسرعوا بإيجاد حلول لمشاكلهم .
 
قال " سعيد البليدى " من أبناء قرية كبريت أن منطقة غرب ترعة كبريت ومنطقة الخواطرة القديمه بقرية كبريت لم تصلها خدمات الصرف الصحي يتم تصريف الصرف الصحي عبر " بيارت و ترنشات " بالرغم من وجود محطة صرف بالقرية 
 
‏ وأشار البليدى إلى أن إيقاف محطة الصرف الصحي بالساعات ‏ ‏يتسبب في تحويل مياه الصرف إلى ترعة كبريت بسبب أن الجزء المنفذ من الصرف الصحي الذي يوازى ترعه كبريت منسوبه اقل من منسوب الخط الرئيسي مما يؤدى إلى ‏تراكم‏ ‏مياه‏ ‏المجاري‏ ‏أمام‏ ‏مساكنهم‏ ‏في‏ ‏شكل‏ ‏برك‏ ‏ومستنقعات‏ ‏تعيش‏ ‏فيها‏ ‏الحشرات‏ ‏وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض نتيجة التلوث البيئي الذي يعيشون فيه بجانب الروائح الكريهة التي تدخل إلى المنازل بالإضافة إلى قيام بعض سكان القرية بعمل مواسير للصرف الصحي لتصب في ترعة كبريت مما يعد جريمة في حق البيئة و هو ما يؤثر على مياه الشرب بالتلوث لتصيب المواطنين بإمراض مختلفة مثل الفشل الكلوي كما أن مياه ألترعه الملوثة بمياه الصرف تؤدى إلى إتلاف المزروعات وإصابتها بالإمراض المختلفة.
 
وأشار " مؤمن عمر " من سكان قرية البطراوى إلى أن المنطقة تتحول ليلا إلى أسراب من الناموس بعد انسداد " بيارات وترنشات " مياه الصرف الصحي و طفحها فى الشوارع مما يؤدى إلى إصابة الأطفال وكبار السن بالأمراض المزمنة بجانب الروائح الكريهة التي تدخل إلى المنازل ‏مطالبا ‏برفع‏ ‏المعاناة‏ ‏عنهم‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏أعربوا‏ ‏فيه‏ ‏عن‏ ‏مخاوفهم‏ ‏أيضا‏ ‏من‏ ‏انهيار‏ ‏مساكنهم‏ ‏نتيجة‏ ‏هذه‏ ‏المياه‏ ‏التي‏ ‏وصفوها‏ ‏بالكارثة‏ ‏التي تهدد حياة الأهالي في‏ ‏ظل‏ ‏استمرار‏ ‏تجاهل‏ ‏المشكلة‏ ‏.
 
من جانبه أكد اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس على انه بدأ العمل على حل مشاكل الصرف الصحي بالقطاع الريفي و مستمر بمحطة المعالجة الرئيسية لمياه الصرف الصحي بقرية جنيفة لخدمة مناطق جنيفة وكبريت و تم إنشاء عدد 2 محطة رئيسية وفرعية بكل من قرية جنيفة وكبريت يتم ربطهم بالمحطة الرئيسية مشيرا إلى أن محطة المعالجة ستقضي علي مشاكل الصرف الصحي لقرية جنيفة و وكبريت والقرى المجاورة لها بالقطاع الريفي.