نبيل النقيب
من الأمور التي لها دخل كبير في كآبة المصريين وهم لا يشعرون عدم سماعهم في الصباح فيروز أو موسيقي لاي أغنيات خفيفة مثل أغاني محمد فوزي أما مازاد من الكآبة والتجهم والتوتر هو ما روجته الجماعات الإسلامية من إخوان وسلفيين مدعومين من الخليج والسعودية تحديدا في مشروع تجاري تبناه الملك فيصل وتلاقي هذا المشروع مع هوي الرئيس السادات حتي ينسي المصريين هزيمة يونيو 67 وفي نفس الوقت يتخلص من اليسار المصري الذي كان في هذا الوقت يمثل المعارضة ويمثل ضمانة قوة الدولة وبدأ التيار الإسلامي الوهابي يتغلغل في جنبات المجتمع مستخدما الشعارات الدينية التي تدغدغ المشاعر وبدأ ترويج الحجاب بين طلبة الجامعة ومن ثم الشارع وتم استدعاء الشيخ الشعراوي ومصطفي محمود وكشك ليقوم كل منهم بالدور المرسوم له.
 
في العبث بالهوية المصرية وتغيير المزاج المصري حتي وصل المصريين الي مرحلة الثمالة الدينية حتي بدؤا يعادون كل ما يمت لهويتهم وثقافتهم وبدأت نغمة العداء للمصريين المسيحيين والتعدي عليهم وكانت أحداث الزاوية الحمراء مفزعة نتج عنها هجرة عدد ليس بالقليل من المصريين المسيحيين وأيضا ما كان من البطرك البابا شنودة ردا على هذا الفكر أن حبس المصريين المسيحيين داخل الكنيسة ففقدت مصر أهم أجنحة هويتها الأصيلة وهنا أحكم التيار .
 
الإسلامي قبضته على المجتمع من نقابات وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني وبدا يحل القرآن في المواصلات والمحلات والمنازل محل الموسيقي والاغنية وبدأ المصريين يبيتون ليلهم علي صراخ وبكاء أصوات المقرئين السعوديين وتم التركيز على السور والايات القرآنية التي تحذر من جهنم والموت وأصبح المصريين يخرجون لاعمالهم وهم يسمعوا سورة الواقعة والتوبة وبدأ إنتاج أجيال يعتبرون رئيس مصر فرعون وطاغية وآثار المصريين التي يحتفي بها العالم أصبحت في نظر كثير من المصريين أصنام بل وصل الأمر الي تبجح محمد حسان الي القول بحق من ينقب عن الآثار وبيعها لأنها رزق وخرج من اصلاب هؤلاء الذين صنعهم المال الخليجي المجاهدين والمجاهدات في سبيل الله .
 
وكان شعار الإسلام هو الحل شعار المرحلة وخيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود وبدلا من أن المصريين والمصريات كانوا في قمة الشياكة والرومانسية ساد الجلباب الأبيض والبنطلون والشبشب للرجل المصري والعباية والايشارب للمرأة وتدهورت أخلاق المصريين وأصبحوا عبيد عند أهل الخليج حتي الأسماء استبدلت الأسماء المصرية التي كانت لا تفرق بين المصريين الي الأسماء البدوية حتي المحلات والشوارع والميادين ؟! عودوا لسماع الموسيقي والأغاني استدعوا البهجة والفرح غنوا ارقصوا البسوا كويس ولمعوا الجزم واحلقوا دقونكم وحطوا برفانات ده للرجال والستات الله يستركن ارمي القماشة التي اوهموكم أنها حجاب ومن أوامر الله وارجعوا البسوا الفساتين واتشيكوا وغنوا وافرحوا وادفنوا الكآبة في قبر من أدخلها عليكم وربوا عيالكم علي أنهم أحفاد الفراعنة أحفاد ايزيس واوزوريس وانطلقوا الي العالم الراقي بالعلم والتكنولوجيا الحديثة تحياتي