خالد منتصر
صالات الجيم المصرية صارت «سبوبة» رياضية وموضة بيزنس، أى عابر سبيل يملك قرشين وشقة ومقدرة على شراء أجهزة رياضية بالقسط يفتح «جيم»، بدون رقابة أو ضابط ورابط، لا أحد يسأل هل هو مؤهل؟ هل المكان مناسب صحياً لشخص يؤدى مجهوداً مضاعفاً؟ والمهم أيضاً هل لديه أجهزة وخبرة ومبادئ الإسعافات الأولية وإنقاذ من تأثر قلبه بهذا المجهود؟ وهل هو يطلب أصلاً ممن سيمارس الرياضة تقريره الطبى؟

ببساطة.. من يمارس التمارين الرياضية العنيفة فى الجيم وقلبه غير مستعد فهو ينتحر!!، وكلنا يتذكر ما حدث للمذيع الشاب عمرو سمير ثم الفنانين ممدوح عبدالعليم وهيثم زكى الذين سقطوا فى صالات الجيم، ثم أخيراً الفنان خالد النبوى الذى نتمنى له الشفاء. يقول أندرو كراهن، رئيس قسم أمراض القلب بجامعة كولومبيا البريطانية، فى تصريحات لمجلة «العلم» حول دراسته التى نشرها فى 2012 تحت عنوان «الموت القلبى المفاجئ تحت سن 40: هل ممارسة التمارين خطيرة؟»: «إن هناك عدة أسباب قد تؤدى إلى الموت المفاجئ فى أثناء التدريب فى صالات الجيم، أولها متلازمة (كيو تى الطويلة - Long QT Syndrome)، وهى اضطراب قلبى موروث قد يؤدى إلى ظهور نوبات تسبب حالات الخفقان والإغماء والموت المفاجئ نتيجة لرجفان بطينى، والثانى اعتلال عضلة القلب المتضخم الذى يصيب عضلة القلب بحيث تصبح سميكة بشكل غير طبيعى، ما يُفقدها القدرة على ضخ الدم بقوة كاملة، والثالث عدم انتظام دقات القلب البطينى، ما يتسبب فى خفقان القلب وانقباضه وتسارُع دقاته، أما الرابع فيتمثل فى اعتلال عضلة القلب اللانظمى أو تليف البطين الأيمن للقلب، وينشأ منه اضطراب كهربية القلب».

وفقاً لجمعية القلب الأمريكية، فإن أكثر من 350٫000 شخص يعانون من اعتلالات قلبية خارج المستشفى كل عام فى جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويحدث الكثير من هذه الأحداث أثناء ممارسة التمارين الرياضية: وجدت دراسة أجريت عام 2013 فى مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن 136 (أو حوالى 16٪) من 849 حالة توقف قلبى مفاجئة تم الإبلاغ عنها على مدار فترة 12 عاماً حول «سياتل» كانت فى صالات الجيم المجهزة وغير المجهزة، ولكن وجدت هذه الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين عانوا من السكتة القلبية فى مرافق التمارين التقليدية المجهزة لديهم معدل بقاء على قيد الحياة بنسبة 56٪، مقارنة بنسبة 45٪ فقط للأشخاص الذين كانوا فى مرافق التمارين غير التقليدية (مثل المراكز المجتمعية، وصالات الكنيسة، واستوديوهات الرقص)، و34٪ فى الأماكن العامة الأخرى (مثل مركز تجارى أو مطار).

يدافع خبراء الصحة عن نشر جهاز الصدمات «AED» فى صالات الجيم على نطاق واسع، تكلفة الجهاز ما بين 1500 دولار و2000 دولار.

تتضمن بعض الـ«AEDs» تعليمات خطوة بخطوة ومطالبات صوتية، والمقصود استخدامها من قبَل المارة غير المدربين، يمكن لأى شخص يشهد بداية انهيار شخص مقدم على ذبحة إجراء صدمة بالجهاز، طالما تم تأكيد أن التنفس ونبض الشخص فاقد الوعى غائبان أو غير منتظمين.

سيطلب الجهاز من المستخدمين كشف صدر الشخص وإرفاق الوسادات اللاصقة بأجهزة استشعار كهربائية. يستخدم الجهاز هذه المستشعرات لتحليل إيقاع القلب، وإذا لزم الأمر فسوف يُعلم المستخدمين الضغط على زر لإحداث صدمة كهربائية.

بعد حدوث صدمة، ستقوم الماكينة بتوجيه المستخدمين لأداء الإنعاش القلبى الرئوى حتى وصول المساعدة الطبية الطارئة، أو قد تطلب منهم تقديم صدمة أخرى بعد دقيقتين.

وعلى الرغم من أن السكتة القلبية التى تُحدثها التمارين الرياضية يمكن أن تحدث لأى شخص، فإن معدلات الإصابة بين الشباب والأصحاء تظل منخفضة للغاية، حتى عندما يحدث ذلك فغالباً ما تكون النتائج أفضل والتعافى أسرع. فى دراسة أجريت عام 2013 فى المجلة الأوروبية للقلب، نجا 46 ٪ من ضحايا السكتة القلبية المرتبطة بالتمرين، مقارنة مع 17٪ فقط من الضحايا الذين لم يكن توقف القلب لديهم مرتبطاً بالتمرين، حتى بعد تعديل النتائج لمراعاة العمر والموقع، ومعدلات الإنعاش القلبى الرئوى واستخدام جهاز الصدمات، فهل نستطيع توفير مثل تلك الأجهزة فى صالات الجيم وطلب تقارير طبية لمرتادى تلك الصالات؟
نقلا عن الوطن