خالد منتصر
الصين تؤكد أن كورونا'> فيروس كورونا الجديد الغامض يمكن أن ينتشر بين البشر، خبر تناقلته وكالات الأنباء وأثار ذعراً ورعباً عالمياً، أعلنت معه منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، قال خبير عينته الحكومة الصينية إن فيروساً غامضاً فى الجهاز التنفسى أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإن هناك إمكانية لأن ينتقل بين البشر، مما أثار مخاوف بشأن احتمال حدوث وباء مميت، بينما يستعد ملايين الأشخاص للسفر لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، أكد تشونغ نانشان، رئيس الفريق الذى أنشأته لجنة الصحة الوطنية الصينية للتحقيق فى الفيروس الشبيه بالالتهاب الرئوى، أن حالتين على الأقل انتشرتا من شخص إلى آخر، وأن الطاقم الطبى أصيب أيضاً، وكانت السلطات قد ذكرت فى وقت سابق أن السلالة الجديدة من كورونا'> فيروس كورونا، التى أرجع مسئولو الصحة مصدرها إلى سوق للمأكولات البحرية فى مدينة ووهان بوسط الصين، انتقلت فى المقام الأول من الحيوانات إلى البشر، لكن أصيب شخصان على الأقل فى الأيام الأخيرة، رغم أنهما يعيشان على مسافة مئات الأميال من ووهان، وقال «تشونغ»، الذى ساعد فى اكتشاف الفيروس التاجى كورونا الحاد المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة (السارس) فى عام 2003، إن العدوى بهذا الفيروس لم تكن بنفس قوة السارس، لكن هذا المرض «يتسلق». وأشار إلى أن «معدل الوفيات فى الوقت الحالى ليس ممثلاً لذلك»، وللتذكرة فإن السارس كان قد أصاب أكثر من 8000 شخص وقتل 774 فى وباء اجتاح آسيا فى عامى 2002 و2003.

أمس الأول ذكرت السلطات الصينية أن عدد الحالات قد تضاعف ثلاث مرات خلال عطلة نهاية الأسبوع ليصل إلى 218، وقد انتشر المرض إلى بكين وشانغهاى وشينزن، على بُعد مئات الأميال من ووهان، أبلغت تايلاند أيضاً عن حالتين، بينما أبلغت كل من اليابان وكوريا الجنوبية عن حالة واحدة، ليصل المجموع العالمى إلى 222 حالة.

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فى كوريا الجنوبية، تم الكشف عن امرأة صينية تبلغ من العمر 35 عاماً من خلال فحص درجة الحرارة عند وصولها يوم الأحد إلى سيول من ووهان. وقالت مراكز السيطرة على الأمراض إنها تعرّضت للحجر الصحى وهى فى حالة مستقرة، كانت المرأة، وهى من سكان ووهان، تعتزم الذهاب فى إجازة بكوريا الجنوبية واليابان مع خمسة آخرين، وقالت إنها أصيبت بارتفاع فى درجة الحرارة وآلام فى العضلات يوم السبت، يقدر أن نحو 7 ملايين صينى قد سافروا إلى الخارج العام الماضى خلال موسم عطلة السنة القمرية الجديدة، وقال البروفيسور ديفيد هوى شو تشيونغ، خبير الجهاز التنفسى بجامعة هونج كونج الصينية: «أعتقد أن السياح الصينيين سيحضرون الفيروس إلى الكثير من البلدان الأخرى فى آسيا خلال الأيام المقبلة، بسبب رحلاتهم إلى الخارج خلال عطلة العام القمرى الجديد».

ظهر تفشى الالتهاب الرئوى الشهر الماضى فى ووهان، أكبر مدينة فى وسط الصين وهى مركز رئيسى للنقل، وقد ربط المسئولون فى الصين العدوى الفيروسية بسوق ووهان للمأكولات البحرية والحياة البرية، التى تم إغلاقها منذ 1 يناير لمنع المزيد من انتشار المرض، وحدّد العلماء الصينيون فى 8 يناير الجين المسبب للمرض، باعتباره سلالة جديدة من الفيروس كورونا، فى نفس عائلة متلازمة الجهاز التنفسى الحادة المميتة (السارس)، فى حين أن الفيروس الجديد لم يُظهر معدلات وفيات مثل السارس، فتشير دراسة جديدة أجرتها إمبيريال كوليدج لندن إلى أن عدد الإصابات فى ووهان من المحتمل أن يكون قد تم تقديره بشكل خاطئ، وأن العدد أكبر بكثير.

«إن اكتشاف ثلاث حالات خارج الصين أمر مثير للقلق، نحن نحسب، استناداً إلى بيانات الرحلة والسكان، أن هناك فرصة واحدة فقط من كل 574 بأن يسافر الشخص المصاب فى ووهان إلى الخارج قبل أن يلتمس الرعاية الطبية، وهذا يعنى أنه قد يكون هناك أكثر من 1700 حالة فى ووهان حتى الآن».. هذا هو تصريح نيل فيرجسون من إمبيريال كوليدج لشبكة «سى إن إن» الإخبارية.

ماذا فعلت أمريكا للمواجهة؟ يوم الجمعة الماضى، أعلنت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ثلاثة مطارات أمريكية -فى نيويورك وسان فرنسيسكو ولوس أنجلوس- ستبدأ فى فحص المسافرين القادمين من ووهان للتحقّق من وجود علامات على الفيروس الجديد، وذلك فى أعقاب التدابير المماثلة التى اتخذتها الحكومات فى قارة آسيا، ونقلت وسائل الإعلام الصينية عن تشن شى شين نائب عمدة مدينة ووهان قوله، إنه فى ووهان تم تركيب موازين الحرارة بالأشعة تحت الحمراء فى المطار ومحطات القطارات ومحطات الحافلات وأرصفة الركاب لقياس درجة حرارة الركاب الذين يغادرون المدينة منذ 14 يناير.

السؤال هل نحن فى مصر نفعل الشىء نفسه ونفحص الفحوصات نفسها للمسافرين إلى مصر من الصين أو من تلك المنطقة؟
نقلا عن الوطن