بقلم: سعيد فايز

المكالمة الأولى
أولا: أحب أن أعرفك بنفسي، اسمي سعيد فايز، مصري الجنسية.. فأنا من رعايا الدولة التي أنت رئيسها، أعمل بمهنة المحاماة.. وبالمناسبة أنا مسيحي الديانة – أعلم أنك تتعجب لذكري ديانتي، فأنت لم تسَل عنها لأنك تعتبر نفسك رئيس كل المصريين كما تقول دائمًا، ولكني أذكر ديانتي لحكمة سوف تظهر بين كلامي، وفي ثنايا حديثي – وقبل البدء في الحديث، أعلم ضيق وقت فخامتك، لذا سوف ألتزم بالرسائل المباشرة لعدم هدر الوقت.

ثانيا: أعلم أني أخاطب رئيس الجمهورية.. لذلك سوف ألتزم الآداب العامة في الحديث دون أن أصبح منافقًا.
ثالثا: سيدي الرئيس أود أن أتحدث معك اليوم بثلاثة صفات، وهي كوني مصريًا، كوني محاميًا، وأيضًا كمسيحي.

كمصرى أتحدث:
أعلم يا سيادة الرئيس أنك كمصري مثلي تتمنى خيرًا لهذه البلاد، وتحلم أن تراها بين أول الدول، ولكني أذكر أن المطالب لا تنال بالتمني، ففي مصر الآن كم من الفساد لو سمح بتصديره لأغرق بلدان البحر المتوسط والأحمر، وسأذكر فقط بعض الحوادث التي ألمتنا جميعا خلال الماضي القريب بل القريب جدًا.

حادث العبارة، وحوادث القطارات، وحادث حريق مجلس الشورى، ومسرح بني سويف، أحداث عين شمس، بني سويف، فرشوط، بهجورة، والحادث المأساوي في ليلة عيد الميلاد بنجع حمادي.. وغيرها الكثير الكثير جدًا.

والمتهم الأول فيها هو الفساد وبجواره المحسوبية.. أنا لا أحملك هذا الفساد المتفشي في أركان الدولة، فهو قديم مترعرع منذ ثورة يوليو على يد مجلس قيادة الثورة، ومن وقتها وهو ينمو وينتشر كسرطان في كل مؤسسات مصر.

لك أن تعلم ياسيادة الرئيس أن كل هذه الأحداث بسبب فساد النظام الإداري والقائمين عليه، والدليل بهجورة، فرشوط، عين شمس، وثلاثة قرى في بني سويف، لم يُحاسب فيهم مجرم واحد رغم وجود أضرار مادية وأحيانًا مصابين.

وأيضًا في حوادث القطارات وحريق مسرح بني سويف، ومجلس الشورى، أين ذهبت أموال الصيانة الخاصة بهم؟ وكيف كان يتم صرفها؟.

والحادث الدامي في نجع حمادي، مجرم مثل الكموني، ومن معه مسجلون، وتم اعتقاله جنائيًا أكثر من مرة، وحينما أفرج عنه، كان السبب توصية من أحدهم لأنه عضو مجلس أو ذو صفة حساسة، كيف يصل له السلاح وكل هذه الذخيرة؟.

يشهد لك الجميع يا سيادة الرئيس بالإنجاز الهائل في إعادة علاقات مصر الخارجية، ولكن أين الشأن الداخلي، فكل ما تم وما رأيناه بأعيننا هو مجرد مسكنات، والدليل أنك توليت السلطة منذ عام 1981، وحتى الآن لم تستطع أن تقضي على الفساد الإدارى ولا المحسوبية، بل إن الوضع تتطور ليغلف كلاهما بغلاف الدين في بعض الأحيان، هذه الآفات التي طالما ابتلعت أي حراك نحو التنمية، ولكن ليس التنمية وحسب، بل إن المواطن المصري أصبح مجرد لعبة في يد أجهزة الدولة  المختلفة، فتارة يقف المواطن أمام الموظف المرتشى، وتارة يقف أمام الموظف الكسول حتى يضيع حقه أمام عينه لأن الموظف لا يكلف نفسه ليعمل، وتارة يتم تعذيبه على يد رجال الشرطة من جلادين التعذيب، وتارة وتارة وتارة ........ إلخ.

فرجاءً يا سيادة الرئيس ضع حلاً لكل هذا واضراب رؤس الفساد ممن يتاجرون بالدين أو القانون أو مقدرات الناس حتى نستطيع تنفس الصعداء ونشعر أننا من الممكن أن نتقدم.