بقلم : د. مجدى شحاته  

بات معدل الزيادة السكانية الكبير فى مصر من أهم وأبرز قضايا الامن القومى التى تهدد مشروعات التنمية وتلتهم كافة موارد الدولة وتهدد دائما بتآكل موازنة الدولة ، وتؤثر سلبا على حياة المصريين سواء فى مجالات التعليم او الصحة او الأسكان او التموين اوالمواصلات وغيرها  
 
لقد بلغ معدل الزيادة السكانية بمصر 2.4% وفى صعيد البلاد وصل معدل الزيادة السكانية الى     2.8 % هذه النسب تفوق مثيلتها بالدول المتقدمة بأكثر من خمسة مرات وضعفها فى البلاد النامية !! واصبحت مصر اول دولة من حيث تعداد السكان فى العالم العربى ودول الشرق الاوسط وتأتى فى المرتبة الثالثة من بين الدول الافريقية حيث ياتى قبلها كل من نيجيريا واثيوبيا . وتاتى مصر فى المرتبة الخامسة عشر عالميا فى التعداد السكانى  وتمثل 1.25% من تعداد السكان فى العالم . ويتوقع الخبراء ان يصل تعداد مصر الى حوالى 117 مليون نسمة عام 2030 ويتزايد الى مايزيد عن 151 مليون بحلول عام 2050 فى حال استمرار معدل الزيادة السكانية على ما هو عليه . وتبلغ الكثافة السكانية الى 94 شخصا فى الكيلو المربع الواحد من المساحة الكلية للبلاد التى يبلغ حوالى مليون كيلو متر مربع . هذا وتتباين الكثافة السكانية من مكان لآخر تبعا لعوامل كثيرة مثل المناخ وتوافر فرص العمل وتواجد المدارس والجامعات ، حيث تتضاعف الكثافة السكانية عدة مرات فى القاهرة الكبرى وعواصم المحافظات وحوض النيل والدلتا حيث تمثل مساحة وادى النيل حوالى 4% فقط من مساحة مصر بينما تقدر المساحة المأهولة بالسكان فى مصر بحوالى 7.8% من المساحة الكلية لمصر . ان عدم تجانس الكثافة السكانية فى مصر تمثل مشكلة كبيرة ، حيث تضم البلاد سبعة أقاليم كبرى تشمل سبعة وعشرون محافظة ويعتبر اقليم القاهرة الكبرى اعظم الاقاليم السبعة ازدحاما بالسكان حيث تجاوز عدد السكان فى هذا الاقليم ، الواحد والعشرين مليونا من البشر. وتعتبر القاهرة أكبر المحافظات ازدحاما بالسكان حيث يصل تعداد السكان بها حوالى 9.2 مليون نسمة بنسبة تصل الى 10.6% من جملة السكان تليها محافظة الجيزة والتى يبلغ تعداد سكانها 7.5 مليون نسمة يليها الاسكندرية وبها يقطن حوالى 4.5 مليون نسمة .  وتبلغ مساحة الرقعة الزراعية فى مصر الى مايقرب من 8.5 مليون فدان ، ويعمل بقطاع الزراعة نحو 30% من اجمالى القوى العاملة ويساهم القطاع الزراعى  بنحو 14.8% من الناتج المحلى وتمثل الصادرات الزراعية 20% من اجمالى الصادرات السلعية . وبالرغم من هذه الارقام المتواضعة الا ان القطاع الزراعى  يعتبر أحد الموارد الرئيسية للدخل القومى  . من هذا المنطلق جاء المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون والنصف مليون فدان من الاراضى الصحراوية فى مقدمة واولويات المشروعات القومية العملاقة التى تهتم بها الدولة بعد ثورة 30 يونيو والمستهدف زيادة المشروع  ليصل الى استصلاح أربعة ملايين فدان بتكلفة تصل الى 60 مليار جنيه  . وتهدف الدولة الى زيادة المساحة المأهولة بالسكان لتصل الى 10%  من مساحة مصر مع زيادة الرقعة الزراعية بمقدار 20% لأستيعاب جزء من الزيادة السكانية . كذلك كان من أهم المشروعات لمواجهه التزايد السكانى ، انشاء العاصمة الادارية الجديدة لتخفيف العبئ عن القاهره والجيزة وانشاء واقامة مدن وتجمعات سكانية جديدة لتغيير الخريطة السكانية للبلاد . ومن بين تلك المشروعات القومية العملاقة ، بناء مليون وحدة سكنية ، كذلك كانت البداية الجادة والقوية  للقضاء على العشوائيات فى غضون سنتين اثنين فقط  ، وكانت البداية باعادة تسكين آلاف المواطنين فى شقق حديثة كاملة الاعداد والفرش فى حى الاسمرات بالقاهرة وحى غيط العنب بالاسكندرية ، المشروع الذى يمثل معجزة حققتها الدولة على أرض الواقع . وكلها مشروعات تنموية تستنزف ميزانية الدولة ومواردها بغرض مواجهة الزيادة المضطردة  فى تعداد السكان بصورة تفوق كافة دول العالم !! حيث تمثل الزيادة السكانية بمتوالية هندسية فى حين تمثل الزيادة فى الموارد الغذائية بالمتوالية العددية ، بمعنى آخر ان تزايد معدلات النمو السكانى تفوق اضعاف الزيادة فى مصادر الغذاء ، ومن هنا تتفاقم المشكلة او المعضلة السكانية فى مصر !! الامر يتطلب تنشيط وتفعيل سياسة تنظيم الاسرة ، بالتوعية الكاملة الفاعلة والارشاد فى كافة وسائل الاعلام ودور العبادة ومعاهد التعليم ، مع منح مميزات وحوافز اضافية مادية واقتصادية للاسر الملتزمة بتحديد النسل فى حدود طفلين أو ثلاثة اطفال ، مع توفير وسائل  تحديد النسل المتعارف عليها صحيا وقانونيا بالمجان .ان معركتنا فى مشكلة الانفجار السكانى متعددة الجبهات والاطراف .. ويقينى ان التعليم والفكر التنويرى مع الوعى والارشاد من اهم الاسلحة الفعالة فى هذه المعركة الاجتماعية الهامة فى المجتمع المصرى ، بجانب الجهود التى تبذلها الدولة بغرض رفع الانتاج بكل انواعه وزيادة كافة موارد الدولة .. وفى النهاية ... مصلحة الوطن ورفاهية الشعب المصرى الاصيل  من وراء القصد . وتحيا مصر ...