Ludovico Antonio Muratori
( 1672- 1750 )

إعداد/ ماجد كامل
يمثل العالم الايطالي الكبير لودفيج انطونيو موراتوري Lodovico Antonio Muratori ( 1750- 1672 ) مكتشف وثيقة وقانون موراتوري التي أثبتت صحة الكتاب المقدس أهمية كبيرة في تاريخ دراسات الكتاب المقدس . أما عن موراتوري نفسه ؛ فلقد ولد في 21 أكتوبر 1672 في أحدي المدن الايطالية من أسرة فقيرة . ولقد تلقي تعليمه الأولي في أحدي مدارس الجزويت Jesuits حيث درس القانون Law ؛ الفلسفة Philosophy ؛ اللاهوت Theology في أحدي الجامعات الإيطالية . ثم رسم قسا في عام1694 . وعين في أحدي الوظائف بالمكتبة الأمبروسيية Ambrosian Library ( وهي أحدي المكتبات العالمية الكبري ؛ أرجو ان تتاح لي فرصة للتعريف بها من حيث تاريخها ومقتنياتها وأهميتها التاريخية ) .حيث كلف بجمع وترتيب الكتابات القديمة الغير مسجلة unedited ancient writing ( ومن خلال هذه المهمة تم اكتشاف الوثيقة التي عرفت بأسمه ؛ وسوف يكون لنا معها وقفة تفصيلية بعد الانتهاء من سرد سيرته الذاتية ) . ثم عين بعدها في وظيفة مفهرس أرشيف archivist وأمين مكتبة Librarian في أحدي المكتبات الإيطالية الكبري . ولقد ظل في هذا المنصب حتي وفاته . كما عمل كاهنا في أحدي الكنائس في تلك البلدة بالاضافة الي عمله في المكتبة . ومن خلال عمله في المكتبة قام بإعادة كتابة تاريخ شامل للأدب الإيطالي a general society of Italian Literature . كما قام بكتابة بعض الكتب في التاريخ الايطالي ( أعتذر عن عدم قدرتي علي ذكر أسماء وعناوين كتبه ؛ نظرا لجهلي الشديد باللغة الايطالية ؛ وعدم وجود ترجمة للعناوين علي أي من مواقع شبكة الأنترنت ؛ ولقد ذكرت بعض المواقع أنها بلغت حوالي 75 كتابا في مختلف المواضيع التاريخية seventy –five essays on different historical themes) . كما يذكر الفرد هيسيل في كتابه "تاريخ المكتبات " أنه أسس مدرسة كبري لدراسة التاريخ والآثار كان لها عظيم الأثر طوال القرن الثامن عشر ( لمزيد من التفصيل :- راجع الكتاب المذكور ؛ترجمة شعبان خليفة ؛ المكتبة الأكاديمية ؛1993 ؛صفحة 100 ) .

ولقد أستمر موراتوري في الكتابة والعمل والانتاج حتي توفي في 23 يناير 1750 عن عمر يناهز 78 عاما قضاها كلها في خدمة العلم والثقافة الإنسانية . كما قامت الحكومة الايطالية بتخليد ذكراه ؛ حيث قامت بعمل طابع تذكاري له . وكان ذلك في عام1950 بمناسبة الاحتفال بمرور 200 عام علي وفاته ( 1750- 1950 ) .

وتبقي لنا وقفة تفصيلية مع وثيقة وقانون موراتوري .فهي من بين المخطوطات الهامة التي تثبت صحة الكتاب المقدس في العهد الجديد . وقصة اكتشاف هذه الوثيقة ترجع الي العالم الايطالي لودفيكو أنطونيو موراتوري ( 1672- 1750 ) والتي عثر عليها في مكتبة القديس أمبروسيوس بميلانو كما ذكرنا في المقدمة . ولقد نشر اكتشافه هذا عام 1740 ؛ وتاريخ نسخ المخطوط كما يذكر العلماء يرجع إلي القرن الثامن الميلادي في دير بوبيو القديم الواقع في شمال إيطاليا نقلا عن مخطوطة أقدم باللغة اليونانية ترجع لعام 170 م ؛ ثم نقلت في أوائل القرن السابع عشر إلي مكتبة القديس أمبروسيوس ؛ومحتوي الوثيقة عبارة عن نص يقع في 76 صفحة من الرق وتقع في 85 سطرا مكتوبة باللاتينية ؛ويرجح العلماء أن النص الأصلي لهذه المخطوطة قد كتب باللغة اليونانية ويرجح العلماء أن ناسخ هذه المخطوطة هو القديس هيبوليتوس ( غير معروف تاريخ ميلاده -توفي حوالي عام 235 م تقريبا) والسطور الأولي لهذه الوثيقة مفقودة إلا أنها من الواضح أنها تتكلم عن الإنجيل للقديس متي الرسول ؛ كذلك أيضا لم يتبقي إلا سطر واحد من أنجيل القديس مرقس الرسول . أما ملخص نص الوثيقة فهي تحتوي علي أنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل ومن رسائل القديس بولس الرسول ضمت الوثيقة "رسالتي كورنثوس – ورومية – فليمون – تيطس – رسالتي تيموثاوس – والثلاث رسائل للقديس يوحنا الرسول – وتختتم الوثيقة بسفر الرؤيا " . ولقد وجدت مع كل انجيل تعليق بسيط كتب عليها ؛فمثلا كتب عن انجبل لوقا " كتاب الانجيل الثالث بحسب لوقا هذا الطبيب لوقا بعد صعود المسيح حيث أخذه بولس معه كخبير في التعليم ودونه بأسمه حسب فكره ؛مع إنه لم يري الرب في الجسد وقد بدأ القصة من ميلاد يوحنا المعمدان ". رابع الأناجيل هو الذي ليوحنا وهو واحد من الرسل ؛عندما حثه تلاميذه وأساقفته قال : صوموا معي من اليوم ولمدة ثلاثة أيام وما يعلن لكل واحد فلنقوله بعضنا لبعض . وفي نفس الوقت كشف لأندراوس أحد الرسل ؛أن ما يفحص الكل فيه ؛يجب أن يدون يوحنا كل شيء بأسمه. لذا فعلي الرغم من وجود أفكار متنوعة تعلم في الأناجيل الأربعة ككل ؛إلا أن هذه الأمور لا تسبب اختلافا لإيمان المؤمنين لأن كل ما في جميعها أعلن بالروح الواحد . ما يختص بالميلاد وما يختص بالقيامة ؛ وما يختص بالأحاديث مع التلاميذ .... وهو يقول في نهاية انجيله "الذي رأيناه بعيوننا وسمعناه بآذاننا ولمسته أيدينا نتكتبه لكم " . وعن سفر أعمال الرسل جاء في المقدمة (ولكن أعمال كل الرسل مكتوبة في سفر واحد؛فلقد لخص العزيز ثاؤفيلس الأمور العديدة التي حدثت في حضوره ) . ثم تتحدث الوثيقة بعد ذلك عن رسائل القديس بولس الرسول ما عدا الرسالة إلي العبرانيين ؛وتتكلم عن رؤيا يوحنا اللاهوتي ورسالة يهوذا ورسالتين ليوحنا .

ولقد ذكرت الوثيقة سفر أسمته رؤيا بطرس ؛ ولكنها حذرت المسيحين من قراءة هذا السفر ؛ حيث يحذر كاتب الوثيقة من أن بعض الكتابات المزيفة قد ظهرت في عصره ؛ ويحذر المؤمنين من قبولها "لأن المر والحلو لا يجوز أن يمتزجا " وتذكر الوثيقة كتابات أخري ينبغي استبعادها عن الكتابات المقدسة ؛ وذلك إما لأنها كتبت بعد زمن الرسل ؛مثل كتاب الراعي لهرماس ؛وإما أنها تدعم بعض الهرطقات . وعلي الرغم من أن هذه الوثيقة لا تذكر الرسالة إلي العبرانيين والرسالة الثالثة للقديس يوحناالرسول ورسالتي القديس بطرس الرسول ؛فهذا لا يدل علي عدم صحتهم أو قانونيتهم ؛ فلقد ذكرت هذه الأسفار في نسخ أخري للكتاب المقدس ؛ كذلك في كتابات العديد والعديد من آباء الكنيسة الأولون المعتبرين أعمدة . وفي هذا المجال يقول العالم الأنجليزي وستكوت (أن عدم ذكر هذه الرسائل قد يرجع لوجود فجوة أو شق في المخطوطة نفسها . وعلي أية حال فهذه الرسائل مستشهد بها جيدا وبدرجة كافية في العديد والعديد من المصادر الأخري ).

أما الأسفار المقدسة التي أحتوتها هذه الوثيقة فهي :-
1-انجيل لوقا
2-انجيل يوحنا
3-أعمال الرسل
4- الرسالتين إلي أهل كورنثوس
5-الرسالة إلي أهل أفسس
6- الرسالة إلي أهل فيلبي
7-الرسالة إلي أهل كولوسي
8- الرسالة إلي أهل غلاطية
9- الرسالتين إلي أهل تسالونيكي
10 –الرسالة إلي فليمون
11- الرسالة إلي تيطس
12- الرسالتين إلي تيموثاوس
13-رسالة يهوذا
14- رسالة يوحنا الأولي
15- رسالة يوحنا الثانية
16- رؤيا يوحنا اللاهوتي

أما الأسفار التي لم تذكرها الوثيقة لأنها متأكلة فهي :-
1-إنجيل متي
2-إنجيل مرقس
3-رسالة يعقوب
4- رسالتي القديس بطرس
5-رسالة بولس الرسول الي العبرانيين
كما ذكرت بعض الأسفار وذكر أمامها أنها غير قانونية وتشمل :-
رؤيا القديس بطرس ( وهي بالطبع غير رسالتي القديس بطرس القانوننين )
كتاب الراعي لهرمامس (من الآباء الرسوليين )

كتاب المزامير لماركيون وبعض أسماء المعلمين الغنوسيين ( من الفعل اليوناني اغنوسيس بمعني يعرف ؛ ولقد قلبت الغين كاف في اللغة الانجليزية فصارت Knowledge بمعني معرفة وهي هرطقة ظهرت في القرون الأول للمسيحية حيث آمنت أن الخلاص يأتي بالمعرفة وحدها ؛ ولقد حرمتها الكنيسة من القرون الأولي للمسيحية )


والخلاصة أن هذه الوثيقة قد أكدت علي عدة أمور هامة هي :-
1-إيمان الكنيسة الأولي بوحي أسفار العهد الجديد وكتابتها بالروح القدس ؛ وبأنها موحي بها من الله
2- تميز تماما في آخر الوثيقة بين الكتب الموحي بها والكتب المزيفة بقولها " لأنه لن يخلط الخل مع العسل " .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-الفردهيسيل :- تاريخ المكتبات ؛تعريب دكتور/ شعبان خليفة ؛ المكتبة الأكاديمية ؛1993 ؛صفحة 100 .
2- Ludovico Antonie Muratori – Wikipedia
3- Lodvico Antonio Muratory /Italian historiographer /Britannica
4- Muratori- -Jstor

5- Encyclopedia Britannica /Mutatori Ludovico Antonie –Wikisource ,the free
6- شهادة الوثيقة الموراتورية لوحي الإنجيل – موقع الأنبا تكلا هيمانوت St –Takla .Org
7- قائمة قانون موراتوري – موقع علي شبكة الأنترنت .
8-وثيقة باكرة تثبت قانون الكتاب المقدس –مكتبة برج المراقبة الالكترونية –jw .org

9- كيف وصلنا العهد الجديد – نيافة الأنبا موسي .
10- توفيق فرج نخلة :- دراسات في العهد الجديد –الجزء الثاني – مطرانية شبرا الخيمة وتوابعها .
11-أنطون يعقوب ميخائيل ؛جمال محمد أبو زيد :- الوثيقة الموراتورية أقدم وثائق العهد الجديد ؛دار ومكتبة الحرية .