كتبت - أماني موسى
تحدث د. محمد طه، الاستشاري النفسي عن تأثيرات الضغوطات والمشاكل النفسية على الشعر من حيث السقوط أو توقف النمو أو وجود فراغات، وتلقى د. طه أسئلة المشاهدين عبر فقرة "شيزلونج" ببرنامج "رأي عام" المقدم عبر شاشة TEN.

قالت أحدهم أنها تقوم دائمًا بتقطيع شعرها ولا تدعه ينمو حتى وجدت فراغات عديدة بفروة الرأس وأنا ترتدي الحجاب دائمًا ولا تخلعه حتى لا تظهر هذه الفراغات، وأوضح د. طه أن هذا يسمى هوس نتف الشعر، حيث تأتي فكرة أو هاجس للشخص ويشعر معها بالضغط ومن ثم يقوم بنتف شعره، داعيًا إياها للتوجه لعيادة طبيب نفسي للاستشارة ومعرفة الأسباب وأخذ العلاج المناسب.

وأوضح د. طه أن فقدان الوعي عرض له شقين، قد يكون نفسي أو جسدي، فالبعض يصاب بنوبة صرع فتصيبه بفقدان للوعي، وهناك نوبات تسمى نوبات انشقاق الوعي، وذلك أشبه بشخص ينفصل عن وعيه أو ذاكرته لوقت ثم يعود للتذكر مرة أخرى.

مشيرًا إلى أن الدراسات الطبية تؤكد أن النوبات الصرعية تزيد مع قلة النوم، كما أن التعرض لإضاءة الأجهزة كالكمبيوتر أو الهواتف المحمولة يساهم في زيادة نوبات الصرع.

وأضاف ردًا على أحدهم تقول أنها تشعر بفقدان الوعي لثواني وذلك على مدار شهور كما أنها تجد مشاكل بالنوم، ولا تتمكن من النوم إلا لدقائق معدودة، بأنها لا بد أن تتوجه للطبيب وتقوم بعمل رسم مخ وإذا كانت النتائج سليمة هنا تحتاجين للعلاج النفسي.

وتساءل آخر، هل ممكن أن المرض النفسي يوصل الإنسان أنه يشم روائح كريهة أم أنه سحر؟ ورد د. طه بأن هناك شيء اسمه الهلوسة، منها هلوسة بصرية كأن يرى أشخاص أو حيوانات وخلافه، وهناك هلاوس سمعية كأن يسمع شخص أشياء غير موجودة، وهناك أيضًا هلاوس بالشم وهو أن تشم روائح غير موجودة.

موضحًا أن هناك احتمال أن يكون هذا الشخص يعاني من هلوسة "شمية"، كما أن بعض أنواع الصرع يصحبها وجود رائحة كريهة، فبعض الناس يشم هذه الرائحة ثم يدخل في حالة إغماء.

مؤكدًا أن السحر ليس له أي علاقة بالأمراض أو الأعراض النفسية، معربًا عن أسفه لتوجه بعض الناس بالمجتمع للدجالين قبل الذهاب للطبيب النفسي، وأكد أن هذه أعراض نفسية يتم علاجها في العيادة النفسية وليس في أماكن السحر أو مع رجال الدين، وأن هؤلاء لديهم فقط قدرة على الإيحاء، ومن ثم يضحك على الناس، وقد يكون الشخص مصاب بمرض نفسي خطير.

واشتكت أحد الأمهات من كون زوجها كثير النقد لابنتهما ذات الخمس سنوات، وأن هذا الأمر أثر عليها بالسلب، ورد د. طه، أنه للأسف الشديد هذه طريقة يتخذها بعض الآباء في التربية فيربون أطفالهم على الإحساس بالذنب دائمًا وأنهم السبب في كل شيء، وحين يكبر الشخص يواجه مشكلة كبيرة جدًا ويصبح الإحساس بالذنب جزء من تركيبتها.

وأنه على الأم توعية الأب بإيقافه عن استخدام هذه الطريقة، وتحاول في ذات الوقت أن تخفف عن البنت الإحساس بالذنب والألم، وإذا تفاقم الأمر عليها بالتوجه بابنتها لطبيب نفسي.

وتساءل أحدهم، أنه أحيانًا يقوم بالشتم دون سبب واضح أو دون وعي، وبعدها يشعر بالذنب، وأوضح د. طه أن هذا قد يكون سببه نفسي، فبعض الناس تأتيها فكرة أن تشتم ربنا، والبعض يعتقد أنه شيطان ويذهب للمشايخ، لكن هذا مرض نفسي وقد يكون وسواس قهري ويحتاج علاج نفسي.

وعن وجود الشك بالعلاقات بين الأب وابنته أو الزوج وزوجته، شدد د. طه، أحيانًا يكون البر الحقيقي بالوالدين هو أن أقول لهما "لا"، ومهم أن نعرف الحدود الإنسانية الطبيعية فين، وأحيانًا يكون مطلوب من الأباء أن يبروا أولادهم.

وقالت فتاة أنها تكره والدها جدًا وأنه لم يكن حنون معهم يومًا، ولم تتذوق حضنه أبدًا، ورد د. طه، بأنه لو علمنا القيمة النفسية للحضن مش هنبطل نحضن أولادنا، موضحًا أن الحضن له فوائد نفسية وجسمانية كثيرة جدًا منها أنه يقوي المناعة، وخلاله يتم إفراز هرمون الحب الذي يسبب الإحساس بالسعادة، كما أنه الحضن يشعر الإنسان بوجوده وكأن الله أوجده كبديل عن الرحم.

وقد أكدت الأبحاث أن الإنسان يحتاج 12 حضن باليوم لكي يكون النمو النفسي سليم، مشددًا أنه في كثير من الأحيان تذهب البنات للبحث عن حضن الأب في أي علاقة مؤذية.