بقلم:  د.ماجد عزت إسرائيل

التاريخ الكنسي القبطي يسجل لنا أن من بين (117)بطريركاً، كان هناك (71) بين الرهبان، ومن مجموعة أديرة متـــعددة نذكر منها على سبـــيل المثال وليس الحصر: دير الأنبا مقار، دير القديس  الأنبا أنطونيوس، البرامـــوس، الزجـــاج، السريان، المحرق، الأنبا بيشــوي، الأنبا صموئيل المـــعترف، دير جبل فـــطرة، دير يحنس كاما، دير ستران،أبيفانيوس.
ولـــد عازر يوسف عطا، فى يوم الجمعة المــوافق 2 أغسطس 1902م، بقرية طوخ النصارى التابعة لمدينة دمنهور،محافظة البحيرة ، وكان  والده محب للسيد المسيح و للكنيسة، واشتهر كناسخ وجامع للثراث القبطى. 
 
ومنذ طفولته عــــاش عازر يوسف عطا محباً للكهنوت ورجاله،وكانت أسرته من المترددين على أديــــــرة وادى النطرون،وكانت ذات القرية وقفاً لدير البراموس  لدرجـة أن بعض الآباء القـــديسين قـــال عنه إنه:" كان ينام على حجر الرهبان فكان من نصيبـهم" وكـــان لقرب المسـافة بين قرية طوخ  وديرالبراموس بوادى النطرون فرصة للــزيارة بعض الرهبان للقرية والخدمة بها،ولذلك اعتاد الرهبـان زيارة منزل والـــده، لِـــما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طــقوس الكنيسة، ومن هـــتنا بدأ عازر يوسف عطا حياته الرهبنية، فإعتاد على قراءة الكتب الروحية والطقسية وكتب الآباء القديسين وتاريخ الكنيسة.
 
وبعد حصوله على درجـــة "البكــارويا" عام 1921م،عمــل لدى أحدى شركات الملاحة البحرية بمدينية الإسكندرية والتى تعـرف بإسم"كـوك شيبينج"،وكان نموذجـاً للامانة والمحبة والطاعـــة والاخلاص،وظــــــل يعمل حتى سلك طريق الرهبنة عام 1927م. 
 
ويعد قداسة البابا كيرلس السادس(1959-19071م) صاحب مدرسة منفردة فى الرهبنة القبـــطية، والرهبنة فى حياته كانت تعنى حياة الوحـدة والزهد والنسك والصلاة والتسبيح، ،كما أنها فلسفـــة الـديانة المسيحية، والجامعة التي تـخرج منها مـئات البـطاركـة والأساقفــــة الذين قادوا الكنيسة بالحكمة، فـــلكي يكون الإنسان راهباً، ينبغي أن تكون له ميول للفلسفة والحكــمة، لان حيـــــاته كفاح وحرمـان و إنتــاج من  أجل هـذه الرسالة الساميـة ،التي يـدرك خلالـها أن فضيـلته باطـلة إن  كان  ضياؤها لا يتعدى جـــدران الـنفس الـبشرية ولا ينـعكس على الـبشرية كلـها ليغمرها بمعرفة الله.
 
وقداسة البابا كيرلس السادس"البطريرك رقم (116) (1959-1971م)، يعد من أول البطـاركة الــذين تم اختيـارهم لمـــــبدأ "الـــتفويض" ولائحــــة" 2 نوفمبر 1957م"، والتفويض يعنى أن يفوض الشعب شخصاً واحداً متمثلاًً في (الأسقف أو المطران ) الخاص بالإيبارشية للتصويت على اختيار البطريرك.
 
وقــــداسة البطريرك "كيرلس الســـادس" البابا (116) معروف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولدى المـؤرخين والسياسيين برجل (الصلاة و القـداسات)، وتم انتخابه من بين مرشحين لكرسي مارمرقس،وهم: القـــمص دميان المحرقى، والقمص أنجيلوس، والقــمص مينا البراموسي، وفى ( 19 إبريل سنـة 1959م)، وبعد القداس أتى طــــفل (القرعه الهيكلية ) وتم فتـــح المظروف، وأمسك بإحدى الورقات الثلاث فكــانت باسم القمص "مينا البراموسي "وتمت رسامته باسم البابا "كيرلس السادس " في (26إبريل 1959م ).