كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
خبر ثقيل الظل والوقع والتفهم  : " ذهب السائح الأجنبي " ريتشارد " للغوص في أحد المواقع بشرم الشيخ فوجد مخلفات وقمامة على الشاطئ فقرر تاجيل رحلة غطسه وقيامه بتنظيف الشاطئ وجمع القمامة في ٣٠ كيس حفاظا على بيئة شرم الشيخ والشعاب المرجانيه النادرة... " ( والخبر مدعوم بصورة للشاطئ نظيفًا بينما يقف الخواجة " ريتشارد " وأمامه أكياس القمامة الأنيقة !! ) .. 
 
وياليت كاتب الخبر قد اكتفى بكتابة تلك السطور الصعبة القبول بتفاصيلها .. فقد أضاف : " وقامت غرفة الغوص والأنشطة البحرية بشرم الشيخ والبحر الاحمر بتوجيه الشكر لذلك الأجنبي لمبادرته لتنظيف الشاطئ و جهده لنظافة البيئة. وقالت غرفة الغوص والأنشطة البحرية في شرم الشيخ والبحر الأحمر في بيان لها إن الحفاظ على البيئة هي مسؤولية الجميع لكي تكون شرم الشيخ مدينة خضراء. !! "..
 
الخبر والبيان لا يحتاج مني إلى تعليق لأنه سيكون بمثابة اتهام لذكاء القارئ .. فليست مهمة " الخواجة " الحفاظ على البيئة المصرية إلا في حدود الامتناع عن السلوكيات الضارة بها !! .. وغرفة الغوص ليس دورها الاكتفاء  بإصدار البيانات وتوجيه رسائل الشكر !!
 
يحدث ذلك بينما تبذل الدولة المزيد من الجهود الإيجابية الرائعة في إصلاح وتطوير المحليات ، وعلى جانب أخر تقديم ودعم المزيد من الأنشطة السياحية لعودة ما نستحقه في مصر من موارد مادية كبلد كبير غني بمقاصده السياحية وهو مايتطلب بالضرورة يقظة وجهد قطاع المحليات ..
 
فهل نأمل أن تكون الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس السيسي خير مواجهة لحالة الترهل الإداري بتعيين نخبة من المحاقظين ونوابهم بنسبة غير مسبوقة من الشباب وتوجيههم  باستغلال الميزات النسبية في كل محافظة وتعظيم مواردها الذاتية، فضلًا عن المتابعة الميدانية للأوضاع في المحافظات، والتواصل والتفاعل المستمر مع المواطنين للتعرف عن قرب على التحديات التي تواجههم، وإيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية في هذا الإطار على نحو يتسم بإنكار الذات والتحلي بالضمير الوطني اليقظ ومكافحة الفساد والإهمال... 
 
أخبار طيبة في حال تفعيلها والوصول لنتائج إيجابية لمعالجة أمراض وعلل قطاع المحليات الذي بات المجتمع يعاني ــ وعلى مدى حقب زمنية عديدة ــ من تبعاتها المؤلمة التي صارت تمثل معوقات للتنمية و وأد لحلم تحقيق رضاء المواطن في الحصول على الخدمات اليومية المستحقة دون معاناة أواستغلال لزيادة الطلب على تلك الخدمات الضرورية نظرًا للزيادة المطردة في عدد السكان و الظروف التي فرضتها متغيرات واقع أعوام عدم الاستقرار الأخيرة وصعود جماعات الشر إلى كراسي الحكم التي مازلنا نعاني من تبعاتها .. 
 
وحتى لا ينسى أهل ذلك القطاع أنه  فى أبريل ٢٠١٦، منذ أكثر من ثلاثة أعوام كان الرئيس قد وجه الحكومة بأهمية البدء فى انتخابات المحليات..