ازمة الديمقراطية الاسرائيلية وفشل نتنياهو واليمين

انتخابات ثالثة خلال عام لمحاولة الخروج من الازمة
 
سليمان شفيق
قبل خمسة أشهر لم تسمح الانتخابات التشريعية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتشكيل حكومة وذهب الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع من جديد وهو اليوم أمام ما يشبه الطريق المسدود،اسرائيل في أزمة سياسية تاريخية، وقد بدأ العد العكسي بالنسبة له، مزاعم الفساد ضده أوصلته إلى العدالة وتنتظره في الثاني والثالث من أكتوبركانت هناك  جلسة محرجة كان لها أثر خطير على مساره السياسي، 
 
وليلة امس الخميس انتهت المهلة المحدّدة قانونا للكنيست الإسرائيلي لتكليف رئيس للوزراء قادر على تشكيل ائتلاف حكومي جديد، مما سيضطر الدولة العبرية لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة جديدة يتوقع أن تجري في مارس وستكون الثالثة من نوعها في غضون عام.
 
وبأنتهاء  المهلة الـ21 يوما المحدّدة قانونا للبرلمان لتكليف رئيس للوزراء لتشكيل حكومة منبثقة عن انتخابات سبتمبر الماضي ، واصل الكنيست مناقشة مشروع قانون يحدد آليات إجراء الانتخابات المبكرة المتوقع أن تجري في 2 مارس.
 
وصادق الكنيست  بعد ذلك على مشروع قانون حل الكنيست الثاني والعشرين، ويوصي القانون بتقديم انتخابات الكنيست الثالث والعشرين من 90 يوما إلى 82 يوما وتم التصويت عليه في القراءة الأولى بـ50 صوتا مقابل0 .
 
وما كان يبدو يوما شبه مستحيل لكثير من الإسرائيليين، وهو الذهاب لمراكز الاقتراع للمرة الثالثة بعد انتخابات غير حاسمة في أبريل وسبتمبر ، بات وشيكا الآن. لكن التكلفة الاقتصادية باهظة إذ ستمر فترة من عام 2020 قبل اعتماد ميزانية جديدة، وهو ما يعني شهورا من تخفيضات الإنفاق التي ستؤثر على النمو.
 
ولم يفز حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو ولا حزب أزرق أبيض بقيادة منافسه الرئيسي، رئيس الأركان السابق بيني غانتس، بأغلبية تمكن أيا منهما من تشكيل الحكومة في الاقتراعين السابقين، وأوكل إلى الاثنين مهمة تشكيل حكومة ائتلافية في مسعى باء بالفشل وأنحى كل منهما باللائمة على الآخر في الوصول إلى طريق مسدود عندما لم يتمكنا من الاتفاق على بنود رئاسة الوزراء "بالتناوب."
 
وفي الاقتراعين السابقين، كان معارضو نتنياهو يركزون على تحقيقات الفساد الثلاثة ضده، ومن بينها مزاعم بأنه منح مزايا لأباطرة الإعلام من أجل الحصول على تغطية إعلامية تحابيه. لكن نتنياهو، أطول الزعماء بقاء في السلطة بإسرائيل، يدخل المنافسة هذه المرة في أجواء تخيم عليها سحابة لائحة الاتهام الجنائية بعد الإعلان عن اتهامه بالرشوة وخيانة الثقة والاحتيال الشهر الماضي.
 
وستشكل الانتخابات الجديدة محكا جديدا لحزبي الليكود اليميني بزعامة بنيامين نتانياهو و"أزرق أبيض" برئاسة الجنرال السابق الوسطي بيني غانتس وكذلك أيضا لحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان.
مفاوضات مكوكية :
 
وبعد أسبوع من المفاوضات المكوكية لتشكيل حكومة وحدة تبادل نتانياهو وخصمه غانتس اللوم بعد وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود قبل يومين على الموعد النهائي.
 
واختلفا حول من سيقود الحكومة أولا. إذ رفض غانتس أن يعمل تحت مظلة نتانياهو وقيادته خاصة في ظل اتهامات الفساد التي تلاحقه.
 
ووجّه المدعي العام الإسرائيلي الشهر الماضي اتهامات بالفساد في ثلاث قضايا لنتانياهو ينفيها جميعها.
 
وذهب الأمر بنتانياهو الذي يصارع من أجل البقاء في منصبه إلى اتهام وسائل الإعلام والشرطة والقضاة في البلاد بالتنكيل به.
 
ونقلت صحيفة هآرتس اول امس الأربعاء عن غانتس تكرار دعوته لبنيامين نتانياهو مساء الثلاثاء إلى "عدم الاختباء وراء الحصانة البرلمانية، كما وعد قبل الانتخابات السابقة، والذهاب للدفاع عن براءته في المحكمة".
 
وخاطبه قائلا "لديك الحق الكامل في الدفاع عن نفسك، لكن لا ينبغي جعل الكنيست ملاذ".ا
 
وقال إنه وأعضاء حزبه يواصلون القيام بقدر ما يمكنهم لتشكيل حكومة مع الليكود
العملية النتخابية الاسرائيلية .
 
يعتمد النظام الانتخابي الإسرائيلي على النسبية وبناء الائتلافات الحكومية. ومنح كل من نتانياهو وغانتس لتشكيل حكومة بعد انتخابات سبتمبر مدة 28 يوما وفشل كل منهما في الحصول على دعم أكثر من نصف أعضاء البرلمان البالغ عددهم 120.
 
وبعد فشل نتانياهو وغانتس طلب رئيس الدولة رؤوفين ريفلين من الكنيست ترشيح نائب قادر على تشكيل حكومة وأمهله 21 يوما لترشيح الشخصية الملائمة وقد انتهت هذه المهلة منتصف ليل الأربعاء-الخميس.
 
حاول كلا الحزبين إقناع رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان بالانضمام إلى كتلة كل منهما، لكن الحارس السابق في ملهى ليلي بات صانعا حاسما للملوك وقد رفض الانضمام لأي حكومة يشكلها نتانياهو أو بيني غانتس.
 
وأفاد استطلاع نشرت نتائجه القناة 13 الإسرائيلية بأن 41 بالمئة ممن شملهم يحمّلون نتانياهو مسؤولية الانتخابات الثالثة، مقابل 26 بالمئة يحمّلون مسؤوليتها لليبرمان و5 بالمئة لغانتس، فيما حمّل 26 بالمئة مسؤوليتها للثلاثة سواسية.
 
وهكذا أصبح بنيامين نتانياهوامس الخميس أوّل رئيس للحكومة في تاريخ إسرائيل يُتّهم بالفساد خلال فترة حكمه، وهي الأطول لرئيس وزراء منذ قيام الدولة، مع توجيه المدّعي العام لائحة اتّهام تتضمّن جرائم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا، اضافة لفشلة في امكانية تشكيل حكومة ورفض وسط اليمين التحالف معة في اشارة واضحة لمحاولة طردة خارج السياسة الاسرائيلية ، تري ماذا ستكون نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة وهل سوف تؤدي الي تكرار الفشل ؟ 
 
ام سوف يلجأ نتنياهو لخوض حروب مع حزب الله او ايران بعد ان فشل في استخدام الحرب مع غزة للخروج من الازمة؟