17/11/2016


عرض/ سامية عياد
يشبه الإنسان نبات الكرمة التى تحتاج الى السند والمعونة ، فكما أن الكرمة لا تستطيع أن تنتصب بدون دعامات لكى تثمر ثمرها الجميل اللذيذ المحبوب، هكذا أيضا الإنسان الضعيف المستند على الرب الذى يمنحه الثمر المبارك ..


هكذا حدثنا نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم" موضحا أن هناك الثعالب الصغيرة المفسدة للثمر المفرح فى حياتنا ، والثعالب الصغيرة هى عدو الخير ، فالشيطان عندما يرى أن حياتك الروحية قد بدأت تثمر ثمرا بسيطا لا يتركك ، والثعالب صغار لأن عدو الخير يبدأ حروبه معك بمحاولة ايقاعك فى خطايا وضعفات صغيرة فهو لا يجاربك أبدا بالخطايا الواضحة والصريحة بل يدخل حياتك من مداخل صغيرة جدا كعدم التدقيق أو عدم الحرص فى استخدام الحواس ومن هنا تدخل الخطية لحياتك فقد يدفعك للدفاع عن الحق فيدخلك فى الإدانة والوقوع فى النميمة ثم الغضب ثم الكراهية ..الخ ، فمن الحواس الى الفكر فيتحول الخلاف البسيط فى فكرك الى كراهية وان لم تستطيع أن تحافظ على نقاوة فكرك فإنه سيقودك للوقوع فى شهوات متعددة.


والسؤال كيف نحمى أنفسنا من الثعالب الصغيرة ؟
نيافة الأنبا باخوميوس يوضح لنا خطوات الوقاية من الثعالب الصغيرة وتتمثل فى أولا : نقاوة الحواس ، حيث أن التهاون فى حراسة الحواس يؤدى الى عدم نقاوة الأفكار التى تدفعك الى الشهوة التى إذا كملت تجعلك تقع فى الخطية ، لذلك يجب ضبط حواسنا والحرص على نقاوتها . ثانيا : الصلاة الى الله كى ينقى حواسنا وفكرنا . ثالثا : الحرص على مصاحبة الفضلاء والحكماء لكى نسمو بفكرنا ، رابعا : استخدام عقلك المتزن فى التحرر من الفكر الخاطىء ، فالعقل دائما يخدم الإرادة ويقويها . ، خامسا : الصوم ، وهو من أقوى التداريب الروحية التى تساعد الإنسان على قمع الجسد كذلك المطانيات . سادسا : الهروب من الشهوات ، فمن يتعلم أن يهرب من الشهوة لا يمكن أن يقع فى الخطية.


ولكن ماذا يفعل الإنسان لو وقع فى الخطية ؟
يقول له نيافة الأنبا باخوميوس لا تيأس ولا تسلم نفسك لعدو الخير بل كن واثقا أن باب التوبة مفتوح دائما .


البداية الصغيرة قد تكون منحدرا خطيرا تفقد بسببه طريق الملكوت..