كتبت - أماني موسى
قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، أن مصر والوطن العربي خسروا كثيرًا بعداء التنوير وتركه نهبًا وهدرًا لبعض المتشددين.

وأورد بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، سطور من كتاب الكاتب نصر حامد أبو زيد "نقد الخطاب الديني " تقول: ومن النصوص التي يجب أن تعتبر دلالتها من قبيل الشواهد التاريخية النصوص الخاصة بالسحر والحسد والشياطين، فالأولى أن تجعل العلم نقطة ارتكاز، السحر والحسد والجن مفردات في بنية ذهنية ترتبط بمرحلة محددة من تطور الوعي الإنساني".

وأوضح بحيري أن هذه الجزئية من كتاب د. نصر حامد أبو زيد تم إرفاقها من قبل العناصر المتطرفة التي أقامت دعوى ضده آنذاك، وأن هذا الكلام لم يمس أي شيء في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن أحاديث سحر النبي غير صحيحة، وأنه لا يوجد سحر، وهناك شيخ أزهري قال منذ أسبوعين على أحد الفضائيات أنه لا يوجد شيء اسمه سحر، وهل معنى وجود السحر أن في شخص يقدر يجوز ويطلق ويشغل الناس ويفصلهم.

وهذا ما قاله د. نصر، أن هذه المفاهيم أخذت من البيئة الثقافية التي كانوا عايشين فيها آنذاك وقت نزول النص، وهذا ما نفاه القرآن الكريم، حيث قال سيدنا سليمان عن الجن "لو كانوا يعلمون الغيب ما لبسوا في العذاب المهين"، وأنهم لم علموا بوفاة سيدنا سليمان لمدة شهرين على الأقل.

وأشار بحيري إلى أن الإنسان يلجأ للقوة الغيبية ويرجع إليها الأحداث في حال عجز عن التفسير العلمي أو التفسير البشري للأمر، وأن الإنسان يميل إلى إنساب الغيب الخير إلى الله والغيب الشر إلى القوى الشيطانية والجن والسحر وخلافه.

وأوضح أن القرآن الكريم حين استخدم هذه الكلمات استخدمها كمجاز لكي يفهم المتلقي في ذلك الزمان بحسب بيئته، وأنه في ذلك الزمان إذا وجد أحدهم شخص مصاب بالصرع كانوا يعتقدون أنه أصابه مس، لأنه لم يكن هناك تفسير علمي للأمر.

وأردف إلى أنه إذا كان الحسد موجود ما عاش إنسان، وأن الحسد هو نظرة حقد وليس معناه هدم حياة شخص آخر بفضل العين أو الحسد!

وتابع، علينا دور بأن نوعي الأجيال الناشئة بأن الراحل فرج فودة كان رجل عظيم، واستشرف المستقبل وقال أن الجماعات الدينية أشد بأسًا على مصر والعالم العربي من إسرائيل، وهو ما حدث بالحرف، وكذلك الحال بالنسبة للراحل علي عبد الرازق الذي تم شلحه من الأزهر ونفي الصفة العلمية عنه، وبعد 100 عام يقوم الأزهر الآن بتدريس أن الذي يقول بعودة الخلافة أو أنها أصل من أصول الدين إنما هم الجماعات التكفيرية.

وشدد بحيري بقوله، هذا يؤكد أن عداء التنوير خسرنا، وأن التنوير والإصلاح هو الحل وليس ما يقال الآن.

واستشهد بحيري بآية قرآنية تقول "واجتنبوا قول الزور"، وهذا ما لا يلتزم به رجال الدين الذين يدعون فهم الدين ويعادون التنوير، حيث يمارسون الزور كله، والزور هو أن تعرف الحقيقة وتقول خلافها، وهو أشد من الكذب، وهذا ما يفعلوه مع من يعاديهم بالفكر، فيقومون باختلاق القصص وتشويه سمعة الناس والطعن في عرضهم، وهم يعلمون أن الحقيقة بخلاف ما يدعوه.

وأكد أن هذا الأمر بات يحدث كثيرًا مؤخرًا وخاصة باستخدام سلاح السوشيال ميديا.