كتبت - أماني موسى
ناقش برنامج "في فلك الممنوع" المقدم عبر شاشة فرانس 24 قضية الدين وتأثيره على الشعوب وعلاقته بالتابو، وأوضحت مقدمة البرنامج ميسلون نصار، أن التابو أقدم الأعراف الأخلاقية في تاريخ البشرية، فهو أعراف تراكمت مع مرور الزمن، فوضعت لأفعال الإنسان خطوطًا حمراء ولعقله وتفكيره حدًا وحدودًا.. التابو هو الممنوع وهو الذي يخيف هو المجهول وهو الذي يرسم العلاقة بين الدنيوي والمقدس.. التابو هو الزعيم، هو الإله، هو الجسد وهو الغيب ولكن، سؤال: لماذا تمسك البشر بالتابوهات؟ هل لأنها تحافظ على مجموعة قيم نشأوا عليها أم لأنها تحافظ على مجتمعاتهم من عواصف التغيير فتبقيها متماسكة؟

من جانبها قالت ريتا الخوري، صحفية بإذاعة مونت كارلو الدولية، أن الإعلام تطور إلى حد كبير في كسر التابوهات، فهناك مسلسلات باتت تناقش قضايا كانت محظورة بالماضي، ولفتت إلى أن المجتمعات العربية تجتمع على 3 تابوهات لا حديث في السياسة، الدين، الجنس، ويخرج المرء من سلطة أسرته لسلطة المجتمع حتى يصبح هو الآخر نسخة من الآخرين لا تتحدث في مثل هذه الأمور، ومن يختلف يعيش في صراع مع مجتمعه.

وأشارت إلى أن السوشيال ميديا كشفت أمامنا كيف يتعامل الأشخاص المبرمجين مع الأشياء التي تهدد ثباتهم، وكيف أنهم يتطاولون بتعليقات جارحة وعنيفة وسب، وتابعت: هنا يظهر الفرق بين العلماني والشخص المقيد بالتابوه.

وأوضحت أن بعض الأشخاص ذوات الفكر المنغلق أو الذين يدورون في فلك تابوهات معينة، يريحهم أن يبقوا دائمًا بمساحاتهم الآمنة وألا يمس أحد ثوابتهم أو يغير أي شيء تعلموه وتعودوا عليه، ويريحهم ألا يفكروا ويخاف من الآخر المختلف، لافتة إلى أن أي تغيير يخيف الإنسان.

ونشر البرنامج استطلاع رأي كشف فزع العرب من أي قضية مختلفة وعلى رأسهم المثليين الجنسيين، وتطرق لعرض تقرير مصور عن حياة إمام وشيخ يعيش في فرنسا يدعى محمد ايدوفيك، لا يمكنه العودة إلى بلاده لتهديده بالقتل وذلك لأنه مثلي الجنس ويزوج المثليين أيضًا.

وقال الإمام بأنه قام بتزويج العديد من المثليين في فرنسا، وأنهم يتمتعون بحريات وأمن بخلاف تواجدهم بالدول العربية، وأنه يشعر بالفرح أثناء إتمام مراسم زواج لمثليين لأنه قلما وجد أشخاص يقيمون حفل زفاف لهذه النوعية من الزيجات.

بدوره قال مصور تقرير زواج المثليين، أن الخوف من الظهور في وسائل الإعلام كان أبرز الصعوبات التي واجهت الفريق في إعداد هذا التقرير، حيث اشترطت العروستان بتغطية وجهيهما وذلك بسبب تعرضهم لمضايقات، بالإضافة إلى أصابع الاتهام التي وجهت إليهم من قبل البعض حيث اتهموهم بنشر الرذيلة في المجتمع بتصوير هذا التقرير لزواج مثليين، وأن هؤلاء الإعلاميين يريدون تشجيع زواج المثليين بالعالم العربي.


وأوضح أنه من خلال هذه التقارير يسعى الإعلام إلى ترك مساحة لهؤلاء الأشخاص للتعبير عن نفسهم، خاصة أن هؤلاء الأشخاص لا يوجد لديهم أية مساحات بالإعلام العربي.

وقالت الكاتبة الكبيرة نوال السعداوي، العلمانية أكاديميًا هي فصل الدين عن الدولة، أي أن الكنيسة والجامع ودور العبادة لا دخل لهم بسياسات الدولة، أو الاقتصاد أو التعليم أو الزواج والطلاق، والبعض يتصور أن العلمانية شيء خطير يهدد الدين.

ولفتت إلى أن العلمانية في التاريخ هي وهم تستخدمه النظم السياسية الرأسمالية لتوهم الناس مثل الديمقراطية لأنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة وإن الدين والدولة لا يمكن إلا أنهم بيدعموا بعض.

وتابعت، أنا دفعت تمن العلمانية ودفعت تمن أني أردت فعلا أفصل الإلهة عن السياسة، وتم استخدام الشريعة كسيف مسلط، والعقيدة غير الشريعة، فالعقيدة هي الإيمان بشيء معين، بينما الشريعة هي من وضع الكهنة ورجال الدين، فجميع الثورات في التاريخ أجهضت برجال الدين حتى لا تتحقق العلمانية وينتهي عملهم الذي يتاجروا به لتحقيق مكاسب طائلة.