سمير غطاس: أردوغان حاول الانضمام للاتحاد الأوروبي وفشل فتوجه للدول العربية والأفريقية
كتب - نعيم يوسف

جذور في الماضي
قال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والأمن القومي، إن ما يحدث في المنطقة الآن له جذور كبيرة في الماضي، ولكنه وصل إلى مرحلة الانفجار، مثل الأزمة الإيرانية والليبية، وعندما تصل الأمور إلى نهاياتها تكون الأمور أصعب، وتسارع شديد على تقاسم الحصص، حتى لو كانت هناك دول مختبئة ودورها صغير تخرج للحصول على نصيب من الغنائم.
المنطقة حاليا في النهايات
 
وشدد "غطاس"، في لقاء مع برنامج "آخر النهار"، المذاع على قناة النهار الفضائية، ويقدمه الإعلامي تامر أمين، على أن المنطقة حاليا في النهايات، وليس مثل البدايات التي كانت منذ عدة سنوات عندما ظهر داعش، وسيطرته على منطقة أكبر من مساحة بريطانيا.
تضخيم قدرات إيران
 
وعن الأزمة الإيرانية، قال "غطاس"، إن هناك حالة من تضخيم قدرات إيران كما حدث مع صدام حسين في الحرب على العراق، وقالوا إنه لديه مدفع يخترق الغلاف الجوي، وهذا غير صحيح، مشيرا إلى أنه هناك فارق كبير بين قدرات القوات الأمريكية والإيرانية، لافتا إلى أن التصرفات التي قامت بها إيران، مثل إسقاط طائرة أمريكية والهجوم على أرامكو، والتي مرت دون حساب أصابتها بنوع من الغرور، ولم تستطع قراءة تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سوف ينتقم إذا تضرر جندي أمريكي في الشرق الأوسط، واعتقدوا أن ترامب ليس عسكريا ولا يفهم شيئا.
سليماني على رادار الولايات المتحدة
 
ولفت رئيس منتدى الشرق الأوسط إلى أن الولايات المتحدة كانت تستطيع قتل قاسم سليماني في العديد من المرات، وهو كان موجودًا دائما على الرادار الأمريكي، ولكن تم قتله في هذا التوقيت لأنه كان يجهز ضربات قوية للولايات المتحدة، وبالتالي كان يجب على ترامب أن يقوم بضربة استباقية لإيران ولقاسم سليماني، وهي ضربة موجعة.
 
نظام الملالي شديد العقلانية
وأكد على أن نظام "الملالي" هو شديد العقلانية، وعندما يكون هناك تهديد لإيران ولتواجد النظام الخاص بهم، يكونون هادئين ويتعاملون بشكل عقلاني حفاظا على دولتهم، مشيرا إلى أن إيران يمكنها بالفعل أن تؤذي الأهداف الأمريكية ولكن هذا كان سيقابل بقوة غاشمة من الولايات المتحدة يمكن أن تحيلها إلى دولة من العصور الوسطى.
قرار الحرب في ليبيا
 
وعن الملف الليبي، قال إنه يتحفظ اتخاذ قرار الحرب بسهولة، مشيرا إلى أن البعض يدعوا إلى التدخل العسكري وإرسال الجيش إلى ليبيا، ولكنه يرفض ذلك، ويجب حساب الحرب، مشددا على أن مصر مستعدة إذا تم تهديد الأمن القومي المصري، ولكن هناك فارق بين الخطر والتهديد، مشيرا إلى أن الخطر يمكن أن يكون قائما، ولكن التهديد درجة أعلى من الخطر، موضحا أن ما يحدث هو خطر وليس تهديد.
التدخل التركي ليس جديدا
وأشار إلى أن ما يحدث في ليبيا والتدخل التركي ليس جديدًا، لأن تركيا كانت تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن الأخير له شروط ونفذها كلها، ولكن أوربا أغلت أبوابها في وجهه، ومن ثم استدار رجب طيب أردوغان إلى الدول العربية وأفريقيا، ولكن مصر هي التي تمنع سياسات العثمانية الجديدة التي يحلم بها.
 
محاولات تطويق مصر
ولفت إلى أن أردوغان حاول تطويق مصر بطريقين، تطويق بعيد، وتطويق قريب، وذهب إلى أثيوبيا والصومال، ووقع مع أثيوبيا اتفاقا لـ"حماية الموارد المائية"، وهو نفس اتفاق مشابه تم توقيعه مع إسرائيل، أما التطويق القريب فإنه يتم من قطر، وحماس، وبالتالي فهو موجود على حدودنا الشرقية، كما اتفق مع الرئيس السوداني المعزول على أن يأخذ جزيرة سواكن في حدودنا الجنوبية، ثم جاء من الناحية الغربية من ناحية ليبيا.