محمد حسين يونس
1- الجذور
في البداية أحذرك من العشوائية ..التي سادت قرارات السنوات الماضية ..في حل الأزمات .

علينا أن نخرج من إطار آليات الإستبداد الشرقي الذى تخلصت منه اليابان و الصين و الهند .. و نمي و ترعرع في مصر ..

علينا أنة نهجر إسلوب الحكيم الأوحد أو (وان مان شو ).. كما فعل الأخرون .. و نحشد الطاقات من أجل أن نوصف المشكلات المدعاه .. و نشرح تأثيرها السلبي.. و مدى تأزم الوضع .. و إحتمالات تفاقمها

و نأخذ راى المتخصصين و غيرهم .. فقد يقدمون حلولا .. علينا مناقشتها علي اوسع نطاق .. بجدية .. و علم .. و فهم لطبيعتها ومدى تأثيراتها العكسية أو الجانبية .. فلا ننام مثلا ثم نستيقظ لنجد أنه قد تم الخسف بقيمة الجنية في مقابل الدولار .. أو بأن شارعا علويا يمر أمام شباك حجرة نومي في الدور الخامس جارى إنشاؤه

الحوار المجتمعي ينتج عنه خطط.. و اهداف .. و أساليب تنفيذ.. تراعي الواقع المعاش .. و طبيعة المجتمع صاحب الازمة.. و التكلفة الإقتصادية و السكانية .. المتوقعة .. و كيفية التمويل .. و العائد العام و الخاص ..فيما يسمي بدراسات الجدوى ..

هنا فقط نستطيع أن نضع الخطة في التنفيذ .. نتابع التطور .. نعيد التقييم .. نعدل من الوسائل و الاهداف .. حتي نصل إلي التغلب علي الازمات واحدة خلف الاخرى
لتظهر من خلال الوضع الجديد مشاكل لها طبيعة أخرى تحتاج لان نبدأ الدورة من نقطة إنطلاق مخالفة

هكذا تتطور الشعوب .. بل تتطور الانسانية .. أزمة .. توصيف ..مناقشة .. حلول مقترحة .. مفاضلة بين مرادفات مختلفة .. خطة .. تنفيذ .. إعادة تقييم .. نجاح .. لتبدأ أزمة جديدة.

و هو ما لا يحدث في الغالب في مجتمعات ( كن فيكون ) الإستبدادية الطابع .. فنحن ابناء القطيع لن نعرف أبدا بما يدور في العقول المتحكمة فينا .. نلحظ التغييرات .. و نصمت بدلا من أن ينالنا تهمة معارضة و تعويق الإنجازات .. و هو أمر لو تدرى خطير .

فلنبدأ مع اليوم الأول من السنة الجديدة مناقشة مشكلة الفقر و التفاوات الطبقي .. ما علاماته .. كيف حدث .. تطوره .. مشاكله .. ثم علاجة

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية .. كنا نعيش أزمة تتصل بفقد الإرادة بسبب وجود إستعمار عسكرى مستقر منذ عقود طويلة .. نزف مستمر للطاقة البشرية لصالح هذا المحتل .. و إهمال في علاج المشاكل التي تتصل بالفقر الشديد .. و الجهل .. و سيطرة الخرافة و توطن أمراض مثل البلهاريسيا و الانكلستوما و الرمد .. و علي الطرف الاخر ثراء فاحش و تبذير و إرتباط بالمستعمر في زواج كاثوليكي ..

في الشارع كانت أحزاب الاقلية إما ضعيفة منشقة عن الوفد تناطحة أو يسارية شيوعية سرية مطاردة .. بجوار منظمات فاشيستية مثل مصر الفتاة و الوطني و الاخوان المسلمين تمتلك غوغائية مزعجة .

كانت هناك أزمة يعيشها المجتمع تشبه ما نعيشة اليوم ..و لكنها .. موصفة جيدا بواسطة مثقفي ذلك الزمن ..و كانت هناك خطط ثورية في الشارع تتصل بالاستقلال التام أو الموت الزؤام ..و كانت هناك أساليب للتحقق إما بواسطة المفاوضات أو عرض القضية علي منظمات الامم المتحدة القانونية و السياسية المرتبطة بحركة حقوق الانسان و المؤسسات الوليدة ..أو بواسطة الكفاح المسلح الذى يقوم به شباب الوطن ضد قوات الاحتلال ..

ورغم جور البوليس السياسي .. و تطرف المحتل في قمع الإنتفاضات .. و السجون المفتوحة للسياسين .. كانت هناك مظاهرات .. و مؤتمرات .. و شعارات .. و كان المصرى متوسط الذكاء ( عكس اليوم ) يريد أن يتخلص من الاستعمار العسكرى وأعوانه و أثارة المتصلة بالفقر و الجهل و المرض و إنتشار الخرافة .. التي تسببت في تخلف المجتمع عن العصر( أترككم لتأمل هذا الوضع التاريخي قليلا ... قبل أن أستطرد باكر في الحكي )