د. مينا ملاك عازر
قلقنا من تحركات أردوغان -السلطان العثماني- كما يحلو لنفسه أن يخاطب نفسه ويحلو لنفسه أن يمني نفسه بذلك، المجد التليد بالنسبة له والبغيض بالنسبة للكثيرين من عقلاء المنطقة وربما والعالم أيضاً ليس مبعثه قوة مصر فما لا شك فيه أننا نمتلك جيش من خير عشر جيوش في العالم، كما أن خطوط الإمدادات الأقصر المتاحة لجيشنا لقرب المعركة بحرياً أو برياً من أراضينا سيكون لنا الأفضلية، كما أن دفاعنا عن الحق في قضيتنا يزيد أفضليتنا كفاءة وقدرة، غير أن انتشار قواعد أردوغان الخارجية أقصد هنا خارج أرضه يعطينا جرعة من القلق، ربما المبررة وربما الغير مبررة.
 
ومن ثمة، فنحن علينا أن نتساءل عن قواعده الخارجية، أين هي؟ والسؤال الأهم، هل لنا قواعد خارجية؟
 
يتمركز أردوغان في قواعد في الصومال، بل أنه يدرب الجيش الصومالي، كما أن له قواعد في ليبيا، ويتواجد بسوريا بالخصوص الشمال السوري، كما أنه يوجد في قطر بقاعدة هي الأكبر بالنسبة لقواعده والأهم، إذ تؤمن له مدد مستمر بالطاقة اللازمة لتحريك آلياته متى واجه الحرب، بيد أن المشكلة في تلك القاعدة أمرين أنها بعيدة بخطوط تمويلها عن معركة محتملة مع الجيش المصري بالذات ما يتعلق بالشأن الليبي، والأمر الثاني أنها تتجاور مع قاعدة أمريكية قد ترفض التدخل الأردوغاني ضد مصر، كما أن في كل الأحوال الوجود السعودي يقطع أو على الأقل يقلل من مدى أمان خطوط التمويل المحتملة هذه.
 
ولكننا وما دمنا أشرنا للطاقة كعامل مؤثر في حسم الحرب، ولنا في الحرب العالمية الثانية أسوة حسنة وخبرة جيدة، تحسم لنا الحروب بهزيمة هتلر بسبب الشتاء واحتياجه للوقود ومع طول خطوط الإمداد انكسر أمام الصلابة السوفييتية، حينها علينا أن ننظر للعمق الليبي كمؤثر في معركة الطاقة مع أردوغان، إذ لو دارت المعركة بالقرب منه أو على أراضيه فأردوغان بعلاقاته الشائنة والمتشابكة مع التنظيمات الإرهابية قادر على تأمين الطاقة من الأراضي الليبية ومن الأراضي السورية، وهنا تكمن الأزمة في كيفية تأمين حقول النفط الليبية متى وقعت الواقعة واشتبك الجيش الليبي والمليشيات الأردوغانية الإرهابية، لأن كل ما يفعله أردوغان من تحركات في البحر المتوسط قائمة ببساطة على محور الطاقة والانتصار للسيطرة على حقول الطاقة في البحر المتوسط.
 
الأهم هنا، فلنسأل هل لنا قواعد خارجية؟ أنا لا أمتلك إجابة قاطعة، لكننا ما لا أشك فيه أننا نمتلك علاقات خارجية جيدة تؤمن لنا تواجد متاح متى أردنا له أن يتم. ومن ثمة، فالتواجد المصري الخارجي إن كان لا يقم على ارتكازات ثابتة كقواعد عسكرية، فما لا شك فيه أنه يرتكز على علاقات حسنة وطيدة الأركان واثقة الكيان تؤمن لنا المزيد من التحركات السياسية الممزوجة بتأمين التحركات العسكرية، متى  شئنا، وانظروا لعلاقتنا العسكرية مع فرنسا وألمانيا، وهما عدوتان بلا شك لتركيا بالرغم من العضوية التي تربط الثالثة في حلف الناتو الذي ربما هو مات دماغيا كما قال الرئيس الفرنسي حرفياً ماكرون.
 
المختصر المفيد انتبهوا يا سادة، طبول الحرب تعد لتدق