كتب: ماجد سمير

لفت نظري بشدة صورة لعدد قديم لمجلة النادي الأهلي - الصوت الرسمي للنادي العريق- صدر في سبيعينات القرن الماضي، تشير عناوين الصفحة الاول إلى حرص نادي مونشين خلادباخ الالماني على شراء محمود الخطيب لاعب ونجم الفريق وقتها ورئيس الحالي، وفعليا كان الخطيب لاعبا فذا وغير مستعبد نية النادي الألماني فعليا شراء اللاعب الكبير 

وضمت صورة الصفحة الاولى أيضا عنوانا ثانيا يوضح رد "بيبو" كما كان يحب جمهور الأهلي أن يناديه على النادي الألماني بأنه لن يترك الأهلي ولو بمليون جنيها.

قد يكون عشق اللاعب لناديه حقيقيا لكن لاننسى ان بيبو كان يجيد دائما الكلام استخدام الأسلوب الشعبوي لتقديم صورة خاصة عنه في ذهنيه الجمهور لعب كثيرا بها على عواطف جمهوره، واعتقد أنه لو كان عرض جلاد باخ كان جادا لما تردد الاعب في قبوله فورا.

ويعتبر العنوان الثالث للعدد القديم نموذجا لخداع تمارسه الصحافة بشكل عام والرياضية بشكل خاص على المتلقي فطبقا للمجلة مدرب بطل المانيا قال أعطوني لاعبيكم لأنافس العالم كله، تخيل أن مدرب الفريق الألماني بلاعبي الاهلي الذين لم يحققوا في هذه الفترة الا انجازات محلية فقط تفوق فيها على منافسيه، سينافس العالم كله

يذكر أن جيل السبعنيات بالأهلي  حصل على لقب الدوري خمسة مرات ومرة واحدة كأس مصر فيما حقق الزمالك الدوري مرة واحدة والكأس ثلاثة مرات والمحلة الدوري العام مرة واحدة والاتحاد السكندري الكأس مرة واحدة، وعلى المستوى القاري لم يحقق أي انجاز وخرج من بطولة أفريقيا من الادوار الأول، أشهرها الهزيمة من مولودية قسطنطينة الجزائري بثلاثية نظيفة ذهابا والفوز بهدف للخطيب.

وعلى مستوى المنتخب لم ينجح لاعبو الأحمر  لهذا الجيل من ترك أي بصمة خسروا مع بقية لاعبو الاندية المختارين لتمثيل مصر كل بطولات الأمم الأفريقية الخمس التي أقيمت في فترة السبيعينات منهم واحدة نظمتها مصر عام ١٩٧٤ فضلا عن الخروج من تصفيات أولمبياد موينخ ١٩٧٢ و مونتريال ١٩٧٦ صفر اليدين،

والفشل الذريع في الوصول لنهائيات كأس العالم ١٩٧٤ بالمانيا و ١٩٧٨ بالأرجنتين وتصفيات الأخيرة أكبر دليل على محدودية انحازاتهم بدليل  الهزيمتين المذلتين من نيجيريا . -٤ بلاجوس و تونس ١-٤ باستاد المنزة الشهير بالعاصمة التونسية

ورغم كل الهزائم المشار اليها لم تخجل مجلة الاهلي من خداع جماهيرهم بعنوان  شديد السذاجة والركاكه المهنية، والغريب تصديق المتلقي الكذبة رغم أن المانا في حقبة  السبيعينات  حققت بطولة كأس العالم سنة ١٩٧٤ وكذا كأس الأمم الأوروبية فضلا عن انجازات الأندبة الالمانية في بطولات الأندية الأوروبية.

مانشرته مجلة الأهلي فصل جديد في الخداع الإعلامي المستمر بلا انقطاع فعلى سبيل المثال لا الحصر الإصرار على إضفاء الوطنية ومحاربة الانجليز دون غيرهم من الأندية، كانت أولى الخزعبلات التي ضحكت بها ادارة الأهلي على جماهيرها بها فأول رئيس لنادي طلبة المدارس سابقا الأهلي حاليا كان الجنرال الانجليزي ميتشل أنس مندوب الجيش الانجليزي في وزارة المالية المصرية واختاره ادريس باشا راغب  وعمر بك لطفي لاستغلال مركزه - طبقا لأولى محاضر جلسة أولى اجتماعات مجلس الادارة- لتيسير مطالب النادي الوليد.

 وتعتبر أرض النادي بالجزيرة كانت أولى خدمات الجنرال الانجليزي للنادي نجح في تخصيصها لبناء النادي بعد أن كانت اسبطلا لخيل سلاح الخيالة للجيش الانجليزي ضمن ثكنات قصر النيل.

من المعروف أن كل المنطقة قبل تحوليها لثكنات الجيش الانجليزي كانت محمية طبيعية للقرود وبعد بناء حديقة الحيوان في الجيزة نقلت المحمية لها وهذا سر تسمية الشارع الرئيسي المتواجد فيه اتحاد كرة القدم وكذا سور وباب النادي الأهلي على النيل بشارع الجبلاية.

و الخدعة الكبرى التي تعرض لها الاهلاوية كانت تخص أرض النادي الأهلي بالجزيرة عندما صدق الملايين من جماهير الأهلي  على مدار عقود متتالية أن أرض الحزيرة أهداتها السيدة الفاضلة والدة كابتن الفريق ورئيسه التاريخي الراحل صالح سليم.

وبعد عشرات السنبن طالبت محافظة القاهرة في ٢٠٠٧ النادي العريق مبلغ ١٦ مليون جنيه قيمة مديونية التهرب من دفع أيجار الأرض للجهاز الإداري للعاصمة.

وتستمر وتتنوع قصص الخداع استغلالا لتعود الملايين على ثقافة النقل وتعطيل إعمال العقل ورفض النقد والبحث والإطلاع وتتطور الكذبة وتنمو ونزدهر في مجتمع مع الأسف معظمة أمي قراءة وكتابة ومعظم المتعلمين خضعوا سنوات للحفظ والصم؛ فترشخ الكذبة مع الوقت في عقول الملايين وتتحول مع الوقت القناعة وربما تصل إلى حد الإيمان.