محمد حسين يونس
.أولا : الإنتاج الحديث لا يقوم به إلا أفراد أحرار .. يتمتعون بالحرية و المساواة .. و لا يساقون بأحكام الطواريء .. و الخوف من المعتقلات .

أفراد مقتنعون بأن مصيرهم بيدهم .. خاضع لقدرتهم علي العمل و الإتقان و تطوير وسائل الإنتاج ..و التعلم من الأخرين والإستعانة بالمعامل و الأبحاث والدراسات المتخصصة .. و بأنهم يعملون تحت مظلة علاقات انتاج تضمن لهم عدالة في الأجور و الترقي و رعاية وأمن و إهتمام .

فإذا ما كان هذا الفرد يعاني من الخوف علي لقمة العيش الضنينة أو الطرد .. فهو بذلك يصبح غير مؤهلا نفسيا للعمل ..
وهذا الفرد إن لم يكن مدربا متفهما طبيعة ما يقوم به من المهام .. فسيخرب بجهله ما تحت يده من أدوات ...

أما إذا كان شرها لما بيد الغير طامعا في كسب سريع فلن ينتج إلا الفشل و أسوأ البضائع وأقلها تميزا .

الشخص الحر المتعلم المدرب الواثق من نفسة .. هو أساس أى نهضة و بدونه مهما أدلي خبراء البنك الدولي بتصريحات .. و توقعات لن يقوم لمجتمعه قائمة .

ثانيا :أسلحة الدمار التي أصبحت لا تقاوم ولو إستخدمت فستمحو الكوكب من مجرة سكة اللبانة .. أقل خطرا من إنفجار هؤلاء الذين يعيشون مهمشين في ظل نظام حكم فاشيستي ديكتاتورى يداوى مشاكلة بالمعتقلات و التعذيب بدلا من التنمية و التعليم ...فهم بعدم توافقهم مع مجتمعهم سيمثلون سببا في تعويق مسار التقدم و الإنتقال به إلي أفق التحديث .

أسلحة الدمار التي يستعرض بها مالكوها وتجعل البشر يعيشون في رعب من تأثيرتدميرها فيحاولون بكل الوسائل الممكنة إمتلاكها .. لا تمثل بالنسبة للأفراد العاديين المهمشين المسحوقين أكثر من لحظة يفني فيها الجميع (إنه يوم القيامة ) .. في حين أن عذابات الظلم و التجاهل و السيطرة و الإحباط ..لا يتوقف وخزها ليل نهار وتمثل كابوسا يوميا لصاحبها يعكسه علي من حوله أو يتعامل معهم .

ثالثا : إن ما يهدد البشر حقا .. هو الفقر و العوز و الإحتياج ..
أما ما يهدد الحكام فهو نقص أو عدم فاعليبة أسلحة الدمار التي بيدهم علي أساس أن إمتلاكهم لها يمثل لهم أمنا من عدوان مرتقب يحرمهم من لذة سيطرتهم و منعتهم .

الحكام يتصورون أن إمتلاك الطائرات و الغواصات و الصواريخ و المفرقعات يمثل ردعا لأخرمجهول يمنعه من البدء بالعدوان خوفا من ردود الفعل بإستخدمها ....لذلك .. فهو سواء توفر لدية الثمن أو إستادنه ..يسعي بكل الطرق - من أجل أن ينام سالما مطمئنا - إلي إمتلاك وتكديس أسلحة ردع يراها مناسبة .

وهكذا نرصد حولنا مليارات الدولارات .. تنفق لتطوير ترسانات أسلحة .. لن تستخدم .. كل وظيفتها طمئنة .. صاحب الجلالة أو العظمة و رغم أن التاريخ القريب يقول أن مثل هذه الترسانة لم تحم معمر القذافي من مصيرة .. إلا أن الملوك و الرؤساء و الأمراء لهم رأى أخر فكل منهم يتصور أنه لن يلاقي هذا المصير الدرامي .. و أن ترسانته لن تقع بيد من يعتبرهم من الأعداء
.
الختام :الشعوب الغنية و الفقيرة لا تريد هذه الترسانات .. تريد مسكنا و طعاما و مدرسة و مستشفي .. و مسرحا و ملعبا .. و وظيفة .. و دور في تنمية المجتمع البشرى ..

الشعوب تريد سلاما و محبة و عالما موات أمنا يستمتعون فية بحياتهم ... و ليس حروبا و أسلحة تمتص ثرواتهم و لا تحميهم