كتب - محرر الأقباط متحدون
قال الجنرال " مظلوم عبدي " قائد قوات سوريا الديمقراطية ، أنا مواطن من مدينة " كوباني " الكردية ، و أكملت دراستي في مدينة " حلب " السورية ، و في أيام الجامعة عملت كناشط سياسي كردي ، و تم إلقاء القبض علي من أجهزة الأمن السورية عدة مرات ، و أسست حزب الاتحاد الديمقراطي مع زملائي عام 2003 ، و عقب اشتعال الأزمة السورية ، أسست مع رفاقي في عام 2011 " حركة المجتمع الديمقراطي " ، و مع ظهور بوادر الحرب الأهلية بالبلاد ، أسست مع رفاقي " وحدات الشعب " ، من أجل حماية المنطقة الكردية ، و مناطق شمال شرق سوريا ، و تحولت فيما بعض بالمشاركة مع عدة طوائف أخري في عام 2015 إلي قوات " سوريا الديمقراطية " .
 
و ذكر الجنرال " عبدي " في مقابلة مع الإعلامي " نشأت الديهى " في برنامج " بالورقة و القلم " علي شاشة " تن " : " أن مشروع قوات سوريا الديمقراطية ، هو مشروع تعددي يضم جميع مكوناته و طوائفه مثل العرب و الأشوريين و التركمان و المسيحيين و الأكراد ، و مع اشتعال الأزمة السورية نحو منحي طائفي و قومي بدعم من عدة أطراف إقليمية ، قررنا أن لا نكون جزء من هذا الصراع و التطرف الديني ، و أن طريقنا تشاركي ديمقراطي يضم جميع السوريين ولا يقصي أحداً ، و الإدارة تقع تحت أيد أهل المنطقة في التواجد بجميع المؤسسات الإدارية و العسكرية " .
 
و تابع ، " أن مشروعنا يسعي إلي وحدة الأراضي السورية ، و أن النظام السوري فشل في حماية المنطقة الكردية من هجمات الإخوان و الجيش الحر و تنظيم داعش ، و جعل أهل المنطقة يواجهون مصيراً أسود بمفردهم " .
 
و عن كيفية بدء فكرة إنشاء القوات ، أكد " عبدي " : " أنه تم التجهيز و تدريب الشباب منذ 2011 وفقاً للتوقعات التي رصدناها ، بتفاقم الصراع الطائفي في سوريا ، و نتيجة للفراغ الذي تركته القوات الحكومية ، كنا جاهزين لملء هذا الفراغ " .
 
و عن التدخلات التركية في سوريا ، أوضح " عبدي " : " أن سياسات النظام السابق ، كرست للتدخلات الإقليمية في أمور السوريين ، و أننا محاطين بخطابات طائفية و قومية ، لذلك كان من الضروري تواجد مشروع سوري وطني للوقوف في وجه هذه التدخلات الأجنبية ، و بدأنا في بادئ الأمر بمجموعة شباب صغيرة اعتماداً علي إمكانيات الشعب الذاتية " .
 
و عن الاتهامات الموجهة لقوات سوريا الديمقراطية بنيتهم الانفصال عن سوريا ، كشف " عبدي  " : " نحن حافظنا علي كل ما هو وطني بالبلاد ، حيث قمنا بتأمين الحدود السورية مع العراق و تركيا ، نتيجة ترك الجيش السوري للحدود ، و نحن نعلم تلك الاتهامات التركية ، و حافظنا بمنتهي الأمانة علي المؤسسات السورية الخدمية و الإدارية ، و أمرنا بتأدية دورها مثلما كانت في السابق ، محافظين علي النسيج الوطني الواحد للسوريين " .
 
و عن دحر تنظيم داعش ، قال الجنرال " عبدي " : " رضخ الجميع في البلاد لـ " أبو بكر البغدادي " و مقاتلي داعش ، و بسط التنظيم سيطرته علي الكثير من الأماكن بدون قتال ، و عندما وصلوا بالقرب إلي أراضينا ، طالبونا بمبايعة خلافة الدولة الإسلامية ، و رفضنا رفضاً قاطعاً ذلك كقوميين أكراد ذلك " .
 
و عن الدور التركي الداعم لداعش ، صرح " عبدي " : " أن تركيا رفضت مطالبات التحالف الدولي و استخدام قواعدها العسكرية ، لمحاربة تنظيم داعش ، و لجأ التحالف الدولي إلي القواعد العسكرية بالكويت ، و المسئولين الأتراك قالوا لنا صراحة " لا نريد الدخول في نزاع مع داعش " نظراً لارتباطهم الوثيق ببعضهم ، و تركيا هي من شجعت داعش للهجوم علي " كوباني " ، و منحوهم حق استغلال الأراضي التركية و مدوهم بالمقاتلين الأجانب مثل " الأوروبيين و المصريين و المغاربة و التوانسة " ، و فتحوا لهم جميع المطارات التركية ، و كانت بمثابة منسق لوجيستي لداعش ، و أنقرة لا تستطيع إنكار ذلك " .
 
و عن معركة كوباني الحاسمة ، قال " عبدي " : " عقب انتصار قواتنا عسكرياً لي داعش في كوباني ، تجرأ الجميع علي مقاتلتهم بما فيهم الجيش الحكومي السوري ، و أنه بالإمكان هزم هذا التنظيم " .
 
و عقب تحرير الأراضي الكردية من تنظيم داعش ، كشف " مظلوم عبدي " : " لاحظت أنقرة ، حملة التطهير المكبرة التي قمنا بها ضد تنظيم داعش ،  تحركت تركيا في عام 2016 ، و انضمت للتحالف الدولي ، بحجة غزو و استغلال الأراضي السورية ، و القضاء علي القوات السورية " .
 
و عن التمويل التركي للتنظيم ، أكد " مظلوم عبدي " : " أن تركيا اشترطت علي التنظيم القيام بعمليات انتحارية ضخمة ، مقابل تقديم الدعم المالي لهم ، مثل قتل بعض من القوات الأمريكية في مدينة " منبج " ، و تبين أن الإرهابي أتي من مناطق السيطرة الخاضعة للاستخبارات التركية مدينة " الباب " ، وفقاً لتحقيقات التحالف الدولي .
 
و عن دور أردوغان في السيطرة علي الشرق الأوسط ، قال " عبدي " : " أردوغان يستخدم الدين في مشروعه الإرهابي ، و نشر التطرف ، و يستخدم التنظيمات المسلحة كوسائل لنشر أفكاره الإخوانية ، و للأسف الصمت العالمي تجاهه ، هي من جعلته يتمادي في عدوانه ، و أفكار الاستعمارية ، و منظومة الإخوان المسلمين تسعي لعودة الخلافة العثمانية مجدداً ، ولا يكف عن خلق الحجج لغزو المنطقة ، مثل تطلعاته في دخول ليبيا " .
 
و عن المطالبات بتسلم الدول الأجنبية للمعتقلين ، لفت " عبدي " : " أن الدول الغربية رفضوا تسلهم ، و يتذرعون بضعف البنية التحتية لديهم ، و عدم وجود مخيمات لاستقبال تلك الأعداد ، حيث يوجد لدينا في الأسر 12 ألف مقاتل ، و نعاني صعوبة من تلقي الأموال ، للحفاظ علي عائلات داعش ،  و أن العديد من تلك الدول لم تفي بالتزاماتهم ، و يريدون في بعض الأحيان تسلمهم بعض الأسري في السر و الخفاء ، دون تقديم الشكر و العرفان لقوات سوريا الديمقراطية " .
 
و أضاف " مظلوم " : " تمكنا من استجواب العديد من الأسري ، و تعرفنا علي خططهم للقيام بعدد من العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية و الولايات المتحدة ، و تشاركنا تلك المعلومات مع استخبارات عدة دول " .
 
و نصح " عبدي " دول العالم قائلاً : " أن الأهم الآن هو محاربة تلك الأفكار الإرهابية و المتطرفة ، و القضاء علي تلك الثقافة التي تنتج مثل هذه العقليات ، و يجب اتخاذ تدابير فكرية و أمنية لمنع ظهور تلك التنظيمات ، و نقوم بتأهيل أطفال التنظيم تحت سن 16 عام ، حيث كانوا أكثر إيمانا بعدالة قضيتهم ، و نجحنا في إصلاح أفكار العديد منهم " .
 
و عن الدور المصري خلال المرحلة الحالية و القادمة ، قال " عبدي " : " أتقدم بالشكر خصيصاً للرئيس " عبد الفتاح السيسى " لرفضه التدخل التركي في الأراضي التركية ، و اهتمامه بالشعب الكردي ، و علي مصر أن يكون لها دور أكبر في حل الأزمة السورية ، و الجميع ينظرون هنا لمصر بأنها دولة شقيقة و صديقة لنا و بالأخص للأكراد ، و نطلب من مصر أن تضع ثقلها في المسار الدولي ، من أجل وجود ممثلين لمنطقة شمال شرق سوريا في المفاوضات الدولية ، و العمل علي وحدة الأراضي السورية " .
 
و عن الدور القطري المشبوه في إشعال الأزمة بسوريا ، أضاف " عبدي " : " الموقف القطري سلبي للغاية ، و تدعم الخطوات التركية الباطلة ، و تقدم تمويل سخي لأردوغان و للتنظيمات الإرهابية و الجماعات المسلحة " . 
 
و اختتم حديثه موجها ًرسالة للشعب الليبي قائلاً : " التدخل التركي في شؤوننا الداخلية ، و جميع المذابح و العمليات الإرهابية هنا في سوريا هم السبب فيها ، و أن لا يسمحوا لأحد أن يتدخل في بلادهم ، و يستطيعوا حل مشاكلهم بأنفسهم ، دون أي تدخل أجنبي ، و علي مصر أن تقف بحزم في منع التدخل التركي للأراضي الليبية ، و إلا سيعيدون التجربة السورية المريرة مرة أخري " .