كتبت - أماني موسى
قال د. محمد طه، الاستشاري النفسي، أن الشعر من أولى الأشياء التي تتأثر بالحالة النفسية للشخص سواء رجل أو امرأة، والشعر هو الجزء الوحيد في الجسد الذي يمكن تغيير شكله، وهو جزء من أجزاء الجسم التي تشعرنا بقدرتنا على التحكم في جسدنا أو شكلنا.
 
وأضاف طه في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" بفقرة الشيزلونج، المقدم عبر شاشة TEN، أن علاقة البنت بشعرها تنعكس عليه سلبًا أو إيجابًا في كل الحالات النفسية التي تمر بها من سعادة أو فرح أو حزن، فحين تشعر بضغوطات أو قلق أو حزن يبدأ الشعر في الاستجابة لهذه المشاعر والتقصف أو السقوط أو بطء نموه أو انطفاءه بدلًا من اللمعان، مشددًا أن مرآة النفس هي الجلد والشعر.
 
وأوضح أن هناك 6 عوامل تؤثر على الشعر وهم كالتالي:
- الضغط النفسي يضيق شرايين الدم بفروة الرأس فيقلل الإمدام الدموي المتجه للشعر فيضعفه ويقلل نموه.
- الضغط النفسي يقلل الخلايا المسؤولة عن الصبغة السوداء للشعر، فيصيب المرء بالشيب "الشعر الأبيض"، وهنا يقال أن الشخص شاب بدري.
- يقلل الضغط النفسي من المناعة، ومن ثم تنشط الميكروبات والبكتيريا الموجود بفروة الشعر، وتظهر الفطريات والقشرة.
- يساهم الضغط النفسي في زيادة هرمون الكورتيزول الذي بدوره يزيد إفراز المواد الدهنية بفروة الرأس فيغير طبيعة الشعر ويجعل الشعر دهني وتالف.
- كما أن الضغط يجعل الشخص يميل للحلوى والسكريات وبالتالي الإقلال من الفيتامنيات والخضروات ما يؤثر على نمو الشعر.
- الضغط النفسي يجعل الشخص متوتر فيقوم بحركات متواترة بشعره ما يجعله يسقط بشكل أكثر من الطبيعي.
 
وأردف طه أن إطالة الشعر وتقصيره له أسباب نفسية، ووفق دراسة أجريت مؤخرًا تبين أن المجاملات على شعر المرأة من أولى المجاملات التي تفضلها النساء، يليها الابتسامة، وأخيرًا العيون.
 
وفي دراسة أخرى وجد أن 23% من البنات يرفضون الخروج لخروجة مهمة إذا شعروا أن شعرهم ليس بجيد، ويجلسون في المنزل إذا وجدوا أن شعرهم غير جيد.
 
كما وجدت دراسة أجريت بجامعة هارفارد أن النساء اللواتي يذهبن لمصفف الشعر ويحصلون على قصة شعر جيدة ولون رائع يشعرون بمشاعر إيجابية ويحدث لهن انخفاض بضغط الدم وكأنه نوع من العلاج.
 
وقال د. طه أن نساء الرومان قديمًا كن يغطين شعرهن بتراب الذهب لكي يلمع ولكي يوحي بالثراء، وفي القرن الـ 19 بحدوث حركات تحرير المرأة بدأت النساء بقص شعرهن بطريقة أكثر جرأة وكأنهم يعلنون عن نفسهم للمجتمع بطريقة مختلفة ومتمردة، وهناك قصات شعر لها معنى وتفسير ومن خلالها تريد المرأة أن تقول رسالة لمن حولها، فهناك قصات تداري الوجه وكأنها تقول لا أريد رؤيتكم أو التعامل معكم، وهناك قصات تبرز الوجه وكأنها تتحدي وتعلن عن نفسها أمام العالم، وهناك قصة محافظة وتقليدية وتعبر عن شخصية صاحبتها بأنها امرأة تقليدية ولا تحب المغامرة، وهناك قصة شعر متمردة وثائرة وغريبة بألوان غريبة وكأن صاحبتها تقول أنا متمردة عليكم وثائرة على هذا المجتمع، وهناك قصات شعر قريبة جدًا للنمط الرجالي وكأن صاحبتها تقول أن علاقتها بأنوثتها ليست جيدة، أو أنها تقول أنها قوية كقوة الرجال، وهناك قصة طفولية تظهر مرح وطفولة صاحبتها، وقصة غير مفهومة أو معبرة تظهر حيرة صاحبتها، وهكذا..
 
وأستطرد، أن دورة حياة البنت متوازية مع علاقتها بشعرها، فحين تكون بمرحلة الطفولة تقوم الأم بعمل قصة شعر لابنتها ربما دون اختيارها، وحين تكبر الفتاة ويكون لها شخصيتها وتريد أن تقول لا أو أن تعبر عن تفردها وشخصيتها فتقوم بتغيير قصة الشعر، وحين تكبر أكتر وتبدأ بالنضوج تختار قصة الشعر التي تعبر عن شخصيتها وطبيعتها من حيث القوة، الجد، المرح، السعادة، الحزن.
 
وأشار د. طه إلى أن هناك أمراض نفسية للشعر ومنها شد الشعر وهو منتشر بين النساء أكثر من الرجال، وذلك لأن استجابة المرأة للضغوط النفسية تكون أكبر من الرجال.