كتب – روماني صبري 
قال الكاتب والمفكر، إسلام بحيري ، أن تهنئة الأزهر الشريف للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد والسنة الميلادية الجديدة 2020، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، جعلت الغضب يجتاح قلوب الآلاف من المتشددين في مصر، لاعتبارهم المسيحيين كفار، فراحوا يتهموا الأزهر بالابتعاد عن الدين."  
 
ضريبة العداء مع الحركات التنويرية 
وأضاف بحيري في برنامجه "البوصلة" ، المذاع عبر فضائية "تن"،:" كان من الطبيعي أن تغضبهم تهنئة الأزهر لمسيحي مصر، جراء العداء مع الحركات التنويرية في البلاد والوطن العربي منذ القدم." 
 
وتابع :" مصر خسرت كتير بسبب قمع الحركات الإصلاحية، والخناق على الكتاب والمفكرين زي الدكتور طه حسين اللي أتكفر واتمنعت كتب ليه  .. ففضلنا ننحدر في الخسارات ." 
 
وجريمتهم تنوير المجتمع ودحض التعصب ! 
موضحا :" وليس طه حسين فقط، العديد من الكتاب والمفكرين تعرضوا لماسي بمصر، لم تذكر كونها خلت من أعمال القتل." 
 
واستطرد :" أؤمن أن هؤلاء المفكرين الذين تعرضوا للقمع والظلم كانوا صادقين وأرادوا الخير للمجتمع عبر دحضهم الأفكار الظلامية التي بثت التعصب بالبلاد." 
 
نوعان من التنويريين 
ولفت :"  خدوا بالكم في تنوير حقيقي وتنوير مزيف، والظاهرة دي موجودة من زمان وممتدة حتى يومنا هذا .. النخبة المزيفة هي اللي تلاقي أصحابها بيتكلموا دايما عن التغيير لكن ساعة الجد تلاقيهم بيدافعوا عن المتشددين ويحولوا الإرهابي لبريء." 
 
أزمة كتاب الشيخ على عبد الرازق
واستشهد "بحيري"، بأزمة الشيخ "على عبد الرازق" مؤلف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" عام 1925، حيث قال فيه أن الخلافة ليست أصلا من أصول الحكم في الإسلام، بل هي جديدة على الإسلام، ما جعل الأزهر يتهمه بالضلال ويحاكمه، بزعم أن كتابه جعل الدين لا يمنع من أن جهاد النبي كان في سبيل الملك لا في سبيل الدين، ولا لإبلاغ الدعوة للعالمين.
 
 وكذلك اعتبار نظام الحكم في عهد النبي موضوع غموض أو إبهام أو اضطراب أو نقص وموجبا للحيرة، واعتبار مهمة النبي كانت بلاغا للشريعة مجردة عن الحكم والتنفيذ، وإنكار إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام وأنه لابد للأمة ممن يقوم بأمورها في الدين والدنيا، وإنكار أن القضاء وظيفة شرعية، واعتبار حكومة أبى بكر والخلفاء الراشدين من بعده كانت لا دينية.
 
وكشف بحيري، أن "سعد زغلول" الشهير بزعيم الأمة وقائد ثورة 1919، كان من أشهر المعارضين للحركات التنويرية، موضحا أن هجومه على كتب طه حسين، وكتاب "الإسلام وأصول الحكم" عكس انه كان "تنويري مزيف." 
 
وتابع :" الرجل وطني حتى النخاع لا استطيع إنكار ذلك .. لكنه بشريا وليس ملاك، مواقفه تجاه التنوير لم تكن صادقة." 
 
وواصل :" سعد  اكتر واحد هاجم الشيخ على عبد الرازق وطه حسين اللي كان محسوب على حزب الوفد رمز الليبرالية وقتها! .. عشان كده مش المتشددين بس السبب في التعصب والتشدد اللي ضرب المجتمع .. كذلك كل تنويري مزيف شريك معاهم."