بقلم : أرمنيوس المنياوي

فكرني الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة،بما قاله أثناء زيارته الخميس الماضي الي محافظة المنيا وتفقده لمشروع ( سكن مصر )  ورؤيته لمشروع مساكن ابني بيتك، مقارنة بمشروع سكن مصر بما قاله اللواء عبد الحميد بدوي محافظ المنيا الأسبق متعه الله بالصحة والعافية، في حقبة تسعينات القرن الماضي وذلك أثناء تفقده لعزبة يونس بأحد مراكز محافظة المنيا، بعدما اغرقتها السيول، وتشرد أبنائها في المخيمات في ذلك الوقت ولم يكن لديهم ذنب في ذلك، فقط لكون العزبة او القرية كانت تقع بالقرب من مخرات السيول، وتحت سفح الجبل شرق النيل،وتلفظ اللواء عبد الحميد بدوي بعبارة مازلت أذكرها، ويذكرها الكثيرين بكل تأكيد وهاجت الدنيا ولم تقعد  على الرجل وربما كانت أحد أسباب اقصائه كمحافظ المنيا في ذلك الحين.

قال اللواء عبد الحميد بدوي عندما رأي معاناة المواطنين في عزبة يونس من جراء السيول قال تلك الكلمة الشهيرة له وهي  ( يستاهلوا) وهي الكلمة التي تسببت في إيزاء مشاعر المصريين قاطبة وليس اهالي عزبة يونس فقط في ذلك الوقت، وقد تناولها الكاتب الصحفي الراحل جمال بدوي رئيس تحرير صحيفة الوفد في مقالة كبيرة تصدرت الصفحة الأولى، موجها اللوم للمحافظ على هذه الكلمة، بدلا من مساعدتهم وتطييب خاطرهم ممن ابتلاهم القدر به.والمثل بيقول اللفظ سعد، هكذا فعل نفس الشئ الدكتور عاصم الجزار عندما صارا بتلك الكلمات في موكب من يحبطون الناس، والتقليل ممن قامت به الدولة من جهد  تجاه هؤلاء الشباب الباحثين عن مخرج في كيفية توفير شقة سكنية بتكلفة مالية أقل وهي مشكلة وأزمة  كانت تؤرق الكثيرين منهم  حتى وقت قريب وعملت الدولة على إيجاد حلول لهم من خلال هذا المشروع العبقري  ( ابني بيتك ) والذي أستوعب الكثير من أبنائنا غير القادرين بغض النظر على من أساء إستخدام هذا المشروع في التربح غير المستحق.

قال الدكتور عاصم وهو الوزير المسئول عن الإسكان في مصر تصريحا خطيرا وغير مقبولا سيظل عالقا به وبأذهان الناس فترات لن تكون قصيرة  قال نصا حسبما ذكرت وسائل الإعلام( أن مقابر صلاح سالم في القاهرة افضل من منازل ابني بيتك في المنيا ) وهو تصريح غير مسئول لانه بالإضافة إلي أنه يجرح مشاعر الكثيرين من أبنائنا المقيمين في تلك المنازل، فأنه أيضا بالاضافة الي انه يقلل ممن قامت به الدولة في هذا الشأن، بل ويصل الي حد إحتقار دورها اي الدولة في مشروع يفكرني بما قام به الإسكاني العظيم الراحل المهندس حسن فتحي خلال حقبتي الستينات والسبعينات في مواجهة أزمة الإسكان في ذلك الوقت، وهي فكرة لاقت قبولا ونجاحا غير عاديا، عندما قام بتصميم منازل للبسطاء، ومن ثم لم يكن الوزير موفقا بالمرة في هذا التصريح والذي يستوجب عليه الإعتذار لسكان ابني بيتك ليس في المنيا فقط ولكن على مستوى الجمهورية في كافة المدن الجديدة وغيرها.

نطق الوزير بهذا الكلام لكي يروج لمشروع ( سكن مصر ) في مدينة المنيا الجديدة والذي لم يلاق نجاحا مثلما توقع له الوزير، وارجع ذلك بسبب قربه من مشروع ابني بيتك، وهو كلام خطير ولا يليق بمسئول أن يقوله في حق ناس مصريين، بل طالب مسئولي محافظة المنيا التفاوض مع سكان تلك المنازل ببعض المغريات لكي يتركوا تلك المنازل الي مكان آخر حتى يمكن أن يكتب لمشروع سكن مصر النجاح، أي صدر مشكلة جديدة للدولة تتعلق بفئة استقرت في مكانها منذ سنوات ليست قليلة  وارتضت بتلك المنازل التي تشبه بل تقل في مستواها عن مقابر صلاح سالم مثلما قال سيادة الوزير  على غير الحقيقة تماما ، وهو لفظ لم يكن ابدا سعيدا من قبل السيد الوزير، وهو كلام ابدا لن يرضى السيد رئيس مجلس الوزراء المهذب جدا الدكتور مصطفى مدبولي وهو رجل بسيط، لدرجة يراه الناس احيانا يترجل  على قدميه في ماركات السادس من أكتوبر القريبة من محل سكنه لشراء بعض ما يحتاجه.
واعتقد ان مشروع ابني بيتك ياسيادة الوزير ليس له ذنب في حالة الركود الذي اصاب مشروع سكن مصر بل انه ساهم بشكل كبير في حل مشاكل طبقة ليست قليلة من غير القادرين على شراء مساكن على طريقة مشروع مصر، والدولة مشكورة قدمت لهم كل أنواع الدعم في سبيل أن يكون لهم مكانا لائقا وكريما يحتمون به من العراء والعشوائيات التي كانوا يقطنونها، من قبل  وبعيدا عن زحام المدن القديمة